مازالت تداعيات الضربة التحذيرية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية في محيط ميناء الضبة بحضرموت، في الحادي والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر، آخذة في التصاعد. فلم يكد يمضي أسبوعان حتى كانت ثالثة كبريات الشركات الناهبة للنفط («جنة هنت» الأمريكية) قد أعلنت وقف عملها في شبوة، بعد أيام من إعلان «كالفالي» الكندية، ومعها «بترومسيلة»، الأمر نفسه في حضرموت. لقد أدركت تلك الشركات الناهبة للنفط اليمني الرسالة ووعتها جيدا.

في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، أمهلت القوات المسلحة في صنعاء شركات إنتاج النفط في عموم المحافظات المحتلة 24 ساعة لوقف نهبها للنفط اليمني. وفي اليوم السابع من الشهر ذاته حذرت قوات خفر السواحل السفينة اليونانية «ماران» (Maran) من دخول ميناء الضبة، لتُدخل حكومة المرتزقة بدلا عنها السفينة «نيسوس». لم تؤخذ تلك التهديدات على محمل الجد، حتى جاء يوم الجمعة 21 تشرين الأول/ أكتوبر حين أُجبرت السفينة «نيسوس كيا» (Nissos Kea) على التراجع من ميناء الضبة بمحافظة حضرموت المحتلة، إثر ضربة تحذيرية بطائرتين مسيّرتين.حينها أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، في بيان، أن الهجوم «ضربة تحذيرية بسيطة لمنع سفينة نفطية كانت تحاول نهب النفط الخام، حرصنا من خلالها على المحافظة على سلامة طاقمها وأمن البنية التحتية لليمن».
حدث الانفجاران في المياه بين رصيف الميناء والسفينة، التي ترفع علم جزر المارشال، ولم يتسببا بخسائر في الميناء النفطي المُنشأ عام 1993، ويحوي خزانا سعته مليون برميل، و5 خزانات أخرى سعة كل منها 5 آلاف برميل.

«جنة هنت» أيضاً ترحل
وفي سياق تداعيات الضربة التحذيرية، أكد مصدر قبلي وآخر نفطي في محافظة شبوة المحتلة، أن شركة «جنة هنت» الأمريكية أوقفت، أمس ، إنتاج النفط في قطاع حقول «جنة هنت» بمديرية عسيلان، استجابة للتحذيرات التي أطلقتها القوات المسلحة لمنع تصدير النفط المنهوب من موانئ محافظتي شبوة وحضرموت.
وقالت المصادر إن إيقاف إنتاج النفط من «جنة هنت» جاء بعد امتلاء الخزانات بالنفط الخام، نتيجة توقف تصدير النفط اليمني، على خلفية التهديدات التي أطلقتها القوات المسلحة باستهداف أي سفينة أو شركة إنتاج تحاول الاستمرار في نهب النفط، حتى تتم التفاهمات حول الاستفادة من العائدات في صرف رواتب الموظفين.
ويأتي توقف الإنتاج في قطاع «جنة هنت» بشبوة، بعد نحو ثلاثة أيام من إعلان شركة «كالفالي» الكندية العاملة في مجال استخراج النفط في اليمن، إيقاف إنتاج النفط في القطاع 9 بمنطقة الخشعة بوادي حضرموت من بداية تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
وتوقفت، خلال الأيام الماضية، عمليات إنتاج النفط الخام في اليمن في 3 حقول رئيسية، نتيجة عدم القدرة على ضخ المزيد من النفط الخام إلى مراكز التصدير الأساسية في النشيمة بشبوة والضبة بحضرموت، وهما الميناءان الرئيسيان لتصدير النفط، وكانت حكومة الفنادق وقوى الاحتلال تجني منهما مليارات الدولارات على حساب الشعب اليمني.
وتوقف الإنتاج بداية الأمر في مناطق التنقيب التابعة لـ»بترومسيلة»، والتي كانت هي الأولى في اتخاذ قرار الإيقاف، وذلك بسبب عدم القدرة على تصدير النفط من ميناء الضبة النفطي على البحر العربي.
ومن بين القطاعات التي تم إيقاف الإنتاج فيها القطاع رقم (9) التابع لـ«بترومسيلة»، الذي توقف بشكل كامل عن الإنتاج.
وفي محافظة شبوة توقف القطاع  (s2) كما توقف القطاع (5) «جنة عسيلان»، وتوقفت عمليات الإنتاج أيضا في حقول صافر النفطية بمحافظة مأرب.
وأفادت شركة «بترومسيلة»، التي تدير عملية إنتاج وتسويق النفط اليمني، في بيان لها، بأنها لم تعد قادرة على إنتاج  المزيد من النفط، بفعل توقف عملية التصدير وامتلاء الخزانات.
وأشارت الشركة إلى أنها قررت تسريح عمالها، نتيجة عجزها عن تسديد مرتباتهم.
ويعكس إعلان الشركة التوقف عن العمل أن حجم ما يتم بيعه من النفط اليمني يتجاوز المعلن والمقدر بمليوني برميل شهريا، لاعتبارات أبرزها تتعلق باستيعاب الخزانات لكمية أكبر مما يتم إعلانه.
الجدير بالذكر أن عدد الأحواض الرسوبية التي يمتلكها اليمن تصل إلى نحو 13 حوضاً رسوبياً تتوزع على مساحة كبيرة من البلاد، تؤكد المعلومات الجيولوجية أن ثمة مؤشرات جيدة إلى وجود النفط فيها بكميات كبيرة، في حين يصل عدد اتفاقيات المشاركة في الإنتاج الموقعة في اليمن إلى 83 اتفاقية، بينما تقدر الآبار المحفورة بنحو 1851 بئراً محفورة في عدد من المناطق اليمنية، منها 429 بئراً استكشافية وحوالى 1422 بئراً تطويرية، إضافة إلى قيام 55 شركة نفطية عالمية بتنفيذ نشاطات استكشافية في 39 قطاعاً منذ بداية الاستكشاف في اليمن.
والخميس الماضي، أعلنت شركة «كالفالي» الكندية العاملة في مجال استخراج النفط في حضرموت، إيقاف إنتاج النفط في القطاع (9) بمنطقة الخشعة بوادي حضرموت من بداية تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.