يسرية الشرقي / لا ميديا -
تنفست سماء اليمن الصعداء بفتح مطار صنعاء الدولي واستعاد الكثير من الناس آمالهم بأن الحياة ستعود لمجراها وبأن الحق يوما ما سينتصر ولو بعد حين.. فتح المطار وإن كان بشكل محدود ومشروط أحيا الأمل للكثير من الناس وأسعدهم حتى وإن لم يستطيعوا السفر، ولكن هذا الإجراء شكل انتصارا معنويا للكثيرين ممن راهنوا بأن الحياة ستعود تدريجيا لسابق عهدها وربما للأفضل.. أردت في استطلاعي هذا أن يكون معبراً عن مشاعر الناس وردود أفعالهم المختلفة وما بين متشائم وسعيد تنقلت معهم ونقلت كلماتهم بكل بساطتها، فلنتشارك جميعا تلك المشاعر.

بداية الفرج
أسامة عبدالرحمن (شاب عشريني) يقول: «فتح المطار أسعد الجميع، حتى الناس إللي مش ناوية تسافر فرحت جداً، أنا مثلا خواتي في البيت فرحوا قوي بالخبر وكانوا متحمسين وتابعوا الفيديوهات كاملة وكل شوية يتكلموا أنهم يحسوا بأن السماء كبرت بعد تحليق الطائرة وانطلاق أول رحلة وكلنا متأملين أن البلاد بتكون في خير ولعل ربك يخلي هذي الخطوة بداية الفرج».

مجرد خدعة!
ندى محسن (خريجة جامعة صنعاء قسم الهندسة المدنية) تقول: «بصراحة نحن كشباب لا نشعر بالفرق، لأن الرحلات محدودة ومخصصة للمرضى فقط، نحن كطلاب نحلم بالسفر وإكمال تخصصنا الجامعي، مستحيل نقدر نسافر في ظل الحصار المفروض علينا، وباعتقادي أن هذه الرحلة مجرد خدعة عشان إسكات أصوات الناس المطالبة بفتح المطار وإنهاء الحصار، ولا أحب أن أتفاءل زيادة في ظل الفتح المحدود والمشروط، نتمنى أن يتم الفتح بشكل كامل دون قيد أو شرط، وأن يسمح لنا بالسفر إلى أكثر من وجهة، ونتمنى أن تكون هذه خطوة جادة لإنهاء الحرب والحصار علينا».

أسعار التذاكر مبالغ فيها
أم عمر محمد (مدرسة في القطاع الحكومي) تقول: «صحيح تم فتح المطار لكن أسعار تذاكر الطيران مبالغ فيها، قالوا إن الفتح عشان المرضى لكن الناس مش لاقية حق العلاج داخل البلاد وأصحاب شركة الطيران استغلوا حاجة الناس للطب خارج اليمن أسوأ استغلال ورفعوا أسعار التذاكر بشكل مبالغ 
فيه، وبالتالي زادت معاناة المرضى، نحن متفائلون بفتح مطار صنعاء، لكن يجب أن يصحبه توازن في سعر التذكرة وتسهيلات أخرى مثل إجراءات السفر والفيز وأيضاً رحلات لدول أخرى غير الأردن وأهم نقطة هي تخفيض أسعار التذاكر وزيادة عدد الرحلات والوجهات وسهولة الحجز مهمة من أجل أن نشعر بالفارق الكبير، ولكن نحن في النهاية نحمد الله على كل حال».

مشاعر أول غارة وأول رحلة
العم قاسم يحيى (مواطن من حي المطار) يقول: «الصراحة نحن عشنا رعب أول ضربة بداية الحرب وعشنا فرحة أول رحلة لفتح المطار والفرق كبير بين الطيران الحربي والمدني، فمع الطيران المدني تحس بالأمل والحرية وأن بلادنا بإذن الله سترجع كما كانت وأحسن، والنصر حليفنا، لأننا صامدين وصابرين سبع سنوات 

على الحصار والدمار الذي خرب بيوتنا وشردنا».
ويضيف: «أنا مشتيش أسافر لكن فتح المطار خلانا نحس أن الأمور عتسبر وفرحنا للناس الذي كانوا حانبين خارج بلادهم ورجعوا لأرض الوطن بعد عناء طويل وغربة في بلاد الناس الواحد ذليل ولو معه ما معه، وأما صنعاء فهي موطن العز والكرامة، كم كان قهر الناس يوم ألغوا عليهم الرحلة الأولى ورجعوا بيوتهم مكسورين، قد كان في ناس مرابطين في صالة المطار ورجعوهم مكسورين ومقهورين، لكن هذه المرة الحمد لله سبرت لهم واستقبلوا أهلهم والذي كان معه مرض سافر وربك كريم ما يقع إلا خير بحوله وقوته».

تخفيف معاناة المرضى
رانيا عصام (موظفة لدى إحدى الشركات الاستشارية) تقول: «فتح المطار من الناحية الاقتصادية يعتبر بادرة جيدة وخفف كثيراً على المسافرين وخاصة كبار السن والمرضى معاناة السفر إلى مطار عدن وسيئون برا والكل يعلم جيدا مخاطر الطريق وطول المسافات والتي أرهقت الشعب منذ بداية الحرب، فتح المطار على الرغم من ارتفاع أسعار التذاكر إلا أنه إلى حد كبير وفر على الناس تكاليف السفر برا عبر الشركات الخاصة للنقل البري، وأيضاً السماح بالجوازات الصادرة من صنعاء تعتبر خطوة جادة وبادرة جيدة لمصلحة المواطن، وخصوصاً أنه على مدى السبع السنوات السابقة كان يوجد استغلال كبير للمواطن في مصلحة الجوازات خارج صنعاء، لكن الآن أصبح الأمر أكثر سهولة وأفضل بكثير من قبل».

نتمنى أن تكون سنة الخير والسلام
مها علي (موزعة في إحدى شركات الأدوية): «ما نقدر ننكر سعادتنا بفتح المطار لأنه بالتأكيد ساعد الكثير من الناس، وخصوصاً الحالات المرضية وجنبهم مشقة السفر لساعات طويلة في البر، لكن نحن فعلاً نتمنى تتوسع دائرة الرحلات وترجع التجارة عن طريق الجو، نحن مثلاً في شركات الأدوية نعاني كثيرا من صعوبة وصول المواد وارتفاع في التكاليف بسبب عدم وجود النقل الجوي وكمان تلف بعض البضائع عند دخولها صنعاء برا حيث تأخذ وقتا إضافيا وهذا يسبب في تلفها، لكن نتمنى أن يعود العمل في المطار لحالته السابقة وبشكل كامل عشان تتسهل كل الأعمال والرحلات، ويا رب تكون هذه سنة الخير ونفرح كلنا بإحلال السلام على بلادنا ويرتاح الشعب كله».