.jpg)
الأكـثر قـراءة
تهديد المسيرات مستمر بالرغم من المليارات التي أنفقت على أنظمة مضادة
- تم النشر بواسطة ترجمة خاصة لا ميديا / زينب صلاح الدين
إليزابيث غوسلين مالو المونيتور
ترجمة خاصة لـ "لا": زينب صلاح الدين / لا ميديا -
تشكل الطائرات العسكرية بدون طيار المصممة خصيصاً والمعدلة تهديداً متصاعداً للأمن في المنطقة ولم تستطع القدرات الدفاعية لدى البلدان مواكبة التطور في تقنية الهجوم.
في تاريخ 11 مارس أكدت القوات الجوية الباكستانية أنها حصلت على نوعين مختلفين من المسيرات التركية تي بي 2 وأقينجي. باكستان هي الأحدث من بين عشر دول تشغل مسيرات (تي بي) وهي طائرة بدون طيار جذبت مؤخراً اهتمام العالم إليها في حرب أوكرانيا وكانت تضرب الأهداف الروسية على الأرض بنجاح. ومع تأليب هذا السلاح التركي للأوكرانيين وإغضابه للروس قد تحفز إنجازاته بلدانا أخرى للحصول عليه.
كما أن توسع السوق التجارية للمركبات الجوية غير المأهولة قد وسع من دائرة خطر الضربات المسلحة. وقد أثبت اللاعبون غير الدوليين أن أنظمة المسيرات الأقل تعقيداً يمكن أن تتحول إلى أسلحة مدمرة. ومع دقتها وزيادة مداها سارعت القوات المسلحة لتسليح نفسها بأنظمة مضادة للمسيرات. ومع ذلك بعد حوالي نصف عقد لاتزال دول الشرق الأوسط تعمل جاهدة على التغلب على تهديد الطائرات بدون طيار.
منذ يوليو 2018، عندما شن الحوثيون هجوماً على مطار أبوظبي الدولي وورد أنه كان هناك أكثر من 100 هجمة مسيرات على المطارات التجارية والمنشآت العسكرية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. يتم تنفيذ هذه الضربات من قبل المجموعات المسلحة مستهدفة البنية التحتية الحيوية ومعززة بتقنية أرخص ومتوفرة بشكل واسع.
يندرج هذا التهديد تحت مجموعتين واسعتين. المسيرات العسكرية ثابتة الجناحين التي تميل إلى أن تكون منصة أكبر وأكثر تطوراً. المشغلون لهذه المسيرات المعروفون هم إيران والمجموعات المتحالفة معها من بينها حماس والحوثيون وحزب الله. بالإضافة إلى أن بعض هذه التنظيمات يعدون إنتاجهم الخاص من المسيرات بدعم الخبرة الإيرانية.
تستطيع طائرة صماد (طائرة درون كبيرة يطلقها الحوثيون) أن تتسلح برأس حربي كبير ومدى يقدر بحوالي 1500 كيلومتر الأمر الذي مكن القوات الحوثية من ضرب أهداف خارج اليمن. في العام 2019 استهدف أنصار الله منشأتي نفط كبيرتين رئيسيتين في السعودية من مسافة 500 ميل مما ألحق أضراراً بالمنشآت المركزية المسؤولة عن معظم إنتاج النفط الخام في البلد. مثلت هذه الضربات أكبر ضرباتهم المحكمة حتى اللحظة وسلطت الضوء على أمرين هما ضعف القدرات المضادة للدرون في الرياض وصعوبة التحكم بالمجال الجوي لهذه الأخيرة.
في المجموعة الثانية المسيرات المتوفرة في السوق التجارية يمكن أن يتم تعديلها لتصير طائرة انتحارية أو لتسقط قذائف من مسافات قصيرة. وهذا يشمل المروحيات الرباعية الصينية مثل إكس 8 ودي جي آي فانتوم التي استخدمت بكثافة من قبل الدولة الإسلامية في سوريا والعراق في البداية لأغراض دعائية واستطلاعية. ولكن تدريجياً بدأت قوات الدولة الإسلامية تتسلح بها وتهاجم أهدافاً برية. كما أتقن الحوثيون هذه المسيرات التي يقومون بتصنيعها محلياً في اليمن بمساعدة إيران.
أظهرت مسيرات اللاعبين غير الدوليين دقة ومدى متصاعدين. وقد نفذوا مهمات أكثر تعقيداً مستهدفة البنية التحتية الحيوية.
لقد كشف تطور سرعة طائرات الدرون أن تقنية الأنظمة المضادة للمسيرات يجب عليها إما أن تتماشى معها أو أن تفوقها. ومع ذلك كانت حكومات المنطقة تتدافع لتجميع إجابة للأسئلة التي يتم طرحها مثل: كيف لبلدان نفقة الدفاع التي تخصصها هي من بين أكبر نفقات الدفاع في العالم أن تقع ضحية لهجمات المسيرات أكثر من مرة؟
استخدمت دول الشرق الأوسط مزيجاً من الدفاعات المصنعة لردع المسيرات الكبيرة ذات الأجنحة الثابتة والمسيرات الأصغر. اعتمدت السعودية بشكل كبير على المعدات الأمريكية بما فيها صاروخ الباتريوت وأنظمة ثاد (سيتم إنتاج الأخير في الداخل) لإحباط هجمات الصواريخ الباليستية والمسيرات الحوثية إضافة إلى استخدام مقاتلات إف-15 المسلحة بصواريخ أمرام جو-جو. على الرغم من أن النقاد قد وصفوا نظام باتريوت بـ«غير الدقيق» لكونه لديه سجل فقير في الدقة ولم يكن مصمماً للمسيرات ذات الارتفاع المنخفض (على سبيل المثال تلك الطائرات المستخدمة في هجمة أرامكو).
وبالمثل ذهبت أبوظبي للبحث عن شركاء خارجيين لرفع قدراتها الدفاعية لاسيما الولايات المتحدة وإسرائيل، وفي الوقت ذاته أيضاً سعت وتسعى إلى تطوير حلول محلية. تشمل أنظمة دفاع الإمارات نظام دفاع إم سام الكوري الجنوبي لاعتراض قصير المدى وصواريخ باتريوت باك3 الأمريكية وثاد للمدى البعيد ومجموعة من منصات صواريخ وقذائف بانتسير من إنتاج روسيا ورادار سكاي غارد السويسري لاشتباكات المدى الأقصر. ولكن حتى الإمارات كانت (تشبه كثيراً جارتها الكبيرة) هي الأخرى ضحية لهجمة درون مميتة في يناير 2022 على ناقلات النفط.
ومن بين البلدان الأفضل تسليحاً في المنطقة اختارت إسرائيل أيضاً أن تنوع قدرات الاعتراض لديها أكثر. وربما أهم نظام دفاع جوي لها هو القبة الحديدية الفعالة ضد كلا النوعين من المسيرات الكبيرة أو الصغيرة والتي تكملها المقاتلات النفاثة إف- 16 وإف- 35 بالإضافة إلى مروحيات الهيلوكبتر التي تطلق صواريخ جو جو.
إن أنظمة الدفاع الجوي التقليدية بشكل عام مصنعة في الأساس لردع الطائرات الحربية الكبيرة. فتمويه المسيرات الصغيرة أسهل وتستطيع أن تحلق دون أن تكشفها تغطية الردار التقليدي. ومع ذلك حتى عندما تنجح الأنظمة المضادة للطائرات الحربية ضد المسيرات الصغيرة إلا أنها تمثل حلاً مكلفاً بخلاف الكلفة المنخفضة للغاية للمسيرات الدخيلة. بالنسبة للحظة الراهنة لا توجد أي تقنية قادرة على كشف ومطاردة مختلف المسيرات في كل الظروف.
من السهل استمرار المسيرات في الشرق الأوسط. ومع انتشارها الأوسع وثمنها البسيط فهي لا تمثل فقط تهديداً لمناطق الصراع فحسب، بل وأيضاً للمناطق البعيدة عن مسارح الحرب.
16 مارس 2022
المصدر ترجمة خاصة لا ميديا / زينب صلاح الدين