صلاح الدكاك / لا ميديا -
لا تُرهقوا -خوفاً على أطفالنا- زغب الجفون ووفروا الدمع المنافقْ
أطفالنا شبُّوا على لؤم الدلال وجاوزوا طيش المراهقْ
واستبدلوا اللعب الكسيحة بالقنابل والبنادقْ
عبروا صباحات المهود وأشعلوا ليل الخنادقْ
لم ينبشوا في الردم عن حلمٍ قضى حطباً 
لبنزين الملوك المُثردين على الحرائق
لم يسألوا الأنقاض عن دفء الأمومة والأبوّة... 
ودّعوا الذكرى ليحتفظوا بذاكرة المحارقْ
شابوا قروناً في العجاف السبع، 
واتقدت دلالات الرجولة في المحاجر والمفارقْ 
وعلى المناكب والسواعد والمرافقْ!
***
هذا زمان طومريُّ الروح، والأرحام حبلى بالخوارقْ 
فيه الأجنةُ في أعنتها تُسابقْ
وشهادة الميلاد تُمهرُ بالشهادة في سجلات الصواعقْ 
هذا زمان مكربيٌّ حيدريٌّ باذخ القامات شاهقْ
حرثته في صخر المحال أظافر اليمني وانزرعت بتربته الخوافقْ
غُرراً بواسقْ
لا ينحني للريح، لا يتسوّل الصدقات في سوق الحقوق 
وبورصة الأمم النعاج وهيئة الدول البيادقْ
حيث الطهارة تشتريها العاهرات بنصف دانقْ!