تقرير: نشوان دماج / لا ميديا
إيقاع هزائم تشتد وتيرته لمرتزقة الإمارات في شبوة، وقوائم قتلى وجرحى تحملها رياح المعارك إلى حيث تصبح مجرد أرقام في ماكينة الحرب التي ساقها تحالف الاحتلال تطحنها بلا أسف حتى، وما الذي سيأسف عليه محتل يعرف أن رياله ودرهمه هما الأغلى ثمناً في النهاية. قتلى بالمئات وفرار بالعشرات وانهيارات متواصلة في صفوف المرتزقة لم تعد تجد ما يبررها أمام المحتل إلا اتهامات يتبادلها أدواته بتخوين بعضهم بعضاً. 

أكدت مصادر عسكرية في محافظة شبوة، اليوم، فرار العشرات من مرتزقة الإمارات في المعارك التي تشهدها عدد من مديريات المحافظة. 
وتحدثت المصادر عن انهيار معنويات المرتزقة وفرار العشرات منهم ضباطاً وأفراداً، تزامنا مع سقوط المئات من زملائهم بين قتيل وجريح بفعل الضربات الصاروخية للجيش واللجان التي تحصدهم في عين وبيحان وعسيلان وغيرها.
وأضافت أن تواصل سقوط القتلى في صفوف المرتزقة، دفع بعشرات العناصر إلى الفرار من مواقعهم، الأمر الذي جعل المخابرات العسكرية لمرتزقة الإمارات توجه رسالة عاجلة إلى ما تسمى «قيادة القوات المشتركة» محذرة مما وصفته بـ«التطور الخطير».
وكان مرتزقة الإمارات تعرضوا خلال الأيام الماضية لأكبر عملية استنزاف، نتيجة ضربات موجعة بالصواريخ والطائرات المسيرة.
وأكدت المصادر أن عدد القتلى من مرتزقة الإمارات تجاوز 170 قتيلاً وإصابة مئات آخرين، في حصيلة أولية، مشيرة إلى أن من بين القتلى قيادات ميدانية رفيعة، أبرزهم، المرتزقة عز الدين علي حيدرة، ومدرم فضل صلاح، ومشتاق سالم الصبيحي، وعوض علي صالح الصبيحي.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، قائمة طويلة تضم أكثر من 300 عنصر لقوا مصرعهم في الأيام الثلاثة الماضية.
وكان أكثر من 1500 قتيل وجريح من المرتزقة، سقطوا خلال الأيام الأولى من المواجهات مع قوات الجيش واللجان الشعبية في عدد من مديريات محافظة شبوة.
وكانت وثيقة مسربة للمرتزقة كشفت عن تكبدهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد من قبل أبطال الجيش واللجان في معارك شبوة.
وأكدت المذكرة الصادرة من عمليات ما تسمى القيادة العامة لمرتزقة الإمارات إلى العمليات المشتركة لتحالف الاحتلال بتاريخ 12 كانون الثاني/ يناير، أن المرتزقة تعرضوا لخسائر كبيرة وتدمير عتاد من خلال استهدافهم بالصواريخ والطائرات المسيرة من قبل قوات الجيش واللجان في شبوة، ما جعل تلك القوات غير قادرة على المضي في المعارك.
وبحسب الوثيقة، التي حصلت «لا» على نسخة منها ونشرت خبراً عنها اليوم، فإنه «يتم رصد تحركاتنا وتحديد تواجد قياداتنا ما تسبب في وقوع خسائر كبيرة وتدمير عتاد من خلال استهداف قواتنا من قبل العدو بالصواريخ والطائرات المسيرة، بالإضافة إلى مشاركة عناصر قبلية في القتال مع العدو في حريب، وتلك القوات تابعة للإخوان».
وتحدثت الوثيقة عما تسمى عملية «عاصمة الجنوب»؛ الأمر الذي يؤكد المشروع الانفصالي الذي يريده الاحتلال عبر أدواته في المحافظات المحتلة، مشترطة على تحالف الاحتلال «الضغط على قيادات الإخوان على وقف التخابر مع (الحوثيين)، ما لم فسنضطر إلى وقف المعركة والعودة إلى مركز محافظة شبوة».
ويشير مراقبون إلى أن ما كشفت عنه المذكرة السرية يأتي في سياق تبرير مرتزقة الإمارات لهزائمهم وانهيار معنوياتهم.
وفي سياق مزاعم تحالف الاحتلال بالسيطرة على مديريات عين وبيحان وعسيلان، كشف مراسل وكالة الأناضول التركية، فارس الحميري، اليوم، سيطرة من وصفهم بـ”الحوثيين” على مناطق مهمة في عمق محافظة شبوة.
وقال الحميري، وهو صحفي موال لتحالف الاحتلال، في منشور على «فيسبوك»، إن قوات الجيش لاتزال تسيطر على منطقة “الحجب”، مركز مديرية عين، ومناطق أخرى في بيحان وعسيلان أبرزها جبل شقير وقرن عبيد وشعاب مبلقة والسوداء.
وكان تحالف الاحتلال أعلن المديريات الثلاث «منطقة عمليات عسكرية»، بعد أيام قليلة على ادعائه السيطرة عليها؛ وهو ما يؤكد تصريحات متحدث القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، بشأن صد زحف للمرتزقة في تلك المناطق.
وأوضح سريع في بيان صحفي أمس، صد زحف لمرتزقة ودواعش الإمارات باتجاه مديريتي حريب وعين في محافظتي مأرب وشبوة، ووقوع خسائر فادحة في صفوف قوات الارتزاق، مؤكداً أنها لم تحرز أي تقدم رغم الغطاء الجوي المكثف بأكثر من 24 غارة جوية.