تقرير: نشوان دماج / لا ميديا -
الحدث الكروي الذي تترجم إلى احتفالات بهيجة عاشتها المدن اليمنية شمالا وجنوبا، كان بمثابة استفتاء فعلي وعملي على حقيقة أن اليمن الكبير والموحد هو الهوية الجامعة لكل اليمنيين، مثلما أنه كان بمثابة صفعة في وجه كل مشاريع التقسيم التي يسعى إليها الاحتلال وأدواته ومرتزقته. فوحدهم هؤلاء من كان لهم أن ينزعجوا كثيراً من دلالة ذلك الحدث وانعكاساته على مشاريعهم، فراحوا يفسدون على الناس ابتهاجهم في المناطق المحتلة، مسكونين بفوبيا اليمن، ومستائين من ذلك الابتهاج الذي كان الحاضر الوحيد فيه علم اليمن، كل اليمن، والاسم الذي تتغنى به الأهازيج هو اليمن، في صورة تليق بهذا البلد الممتد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. 
شن ناشطون وسياسيون، أمس ، هجوماً حاداً على إعلان مرتزقة "المجلس الانتقالي"، الموالي للاحتلال الإماراتي، إقامة فعالية احتفائية لأعضاء فريق منتخب الناشئين المنتمين لمدينة عدن، دون بقية الجهاز واللاعبين. 
واعتبر الناشطون خطوة "الانتقالي" تعبيراً واضحاً عن مناطقية وعنصرية يتعامل بهما ضد أبناء الوطن الواحد خدمة لسيده الإماراتي.
وكان مرتزقة "الانتقالي" تحدثوا عن تنظيم فعالية احتفائية مناطقية لأعضاء فريق منتخب الناشئين الذي فاز ببطولة غرب آسيا لكرة القدم، وتكريم المنتمين فقط لمحافظة عدن من بين أعضاء الفريق؛ في خطوة أحدثت استياء كبيراً لدى اليمنيين.
وأعلن المرتزق وسام معاوية، المعين رئيساً لنادي وحدة عدن وكذا مديراً لمديرية الشيخ عثمان، عن إقامة احتفال لمنتخب الناشئين يقتصر على تكريم من ينتمون لمدينة عدن فقط؛ في خطوة تشير إلى المناطقية التي تسكن أدوات الاحتلال الإماراتي، وإلى استيائهم من كون المنتخب اليمني للناشئين حقق انتصاراً بحجم الوطن. 
وتسبب إعلان معاوية في إثارة سخط الشارع اليمني عموماً والجنوبي على وجه الخصوص، إذ اعتبر ناشطون سياسيون وإعلاميون ومتابعون أن الهدف من هذا "التكريم" إعادة بث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد بعد أن كان منتخب الناشئين نجح في جمع كافة الأطياف اليمنية وتوحيد فرحتهم إلى الحد الذي دفع كبريات الصحف العالمية ومن بينها "الواشنطن بوست" للإشادة بما حققه المنتخب.
ووصف ناشطون في المجال الحقوقي الفعالية بالعنصرية والمناطقية، مضيفين أن هذا المنطق العنصري والمناطقي يعكس واقع من يحكمون مدينة عدن المحتلة.
ودفع تعامل "الانتقالي" العنصري مع فريق منتخب الناشئين بالناشطين إلى دعوة الفريق لعدم تلبية دعوة معاوية ورفض التكريم الذي سيحول فرحة الانتصار إلى أحقاد عنصرية ومناطقية. 
ولم يقتصر هجوم الناشطين والسياسيين على المسؤول الانتقالي، الذي تم تعيينه مؤخراً من قبل المرتزق أحمد لملس، بل شمل أيضاً نادي وحدة عدن الذي تبنى إقامة الحفل، إذ عبر إعلاميون وناشطون عن خيبة أملهم بسبب تبنى نادٍ عريق كنادي وحدة عدن موقفاً عنصرياً مثل هذا، مؤكدين أن الأمر يمثل امتداداً للحملات التعسفية التي تستهدف المحتفلين منذ تتويج منتخب الناشئين بالكأس الاثنين الماضي، من قبل مرتزقة الانتقالي في شوارع مدينة عدن، واستمرت اعتقالات المحتفلين لعدة ساعات بسبب هتافاتهم ورفعهم أعلام اليمن.
بدورها، عبرت مواقع تابعة للانتقالي عن استيائها من الجماهير التي خرجت تلقائياً في شوارع عدن وكافة المحافظات المحتلة، وهتفت: "بالروح بالدم نفديك يا يمن"، معتبرة أن أغلب الذين خرجوا للتعبير عن ابتهاجهم بفوز الناشئين لم يكونوا جنوبيين، وأن هناك أكثر من 10 لاعبين في المنتخب جنوبيون، في محاولة رخيصة لتجيير الانتصار مناطقياً. 
وكان لوقع الاحتفاء في الشارع الجنوبي ومواقع التواصل ردة فعل قوية، اعتبرها الكثيرون انتصارات على مشاريع التقسيم التي يسعى إليها الاحتلال السعودي الإماراتي وأدواته، فلايزال صدى الفوز يخيم على المشهد في جنوب اليمن المحتل، ويؤرق دعاة الانفصال، وقد أذابت فرحته كافة فواصل التمزيق ومشاريع التقسيم للبلد الذي يتعرض لعدوان واحتلال وحصار منذ 7 سنوات.
يذكر أنه مع قرب وصول المنتخب إلى عدن، تصاعدت حدة الهجوم الإعلامي من قبل "الانتقالي"، الذي كدر الانتصار حياة قياداته المسكونين بفوبيا اليمن، ودفع ناشطيه للتحريض على المواطنين الذين يستعدون للخروج لاستقبال المنتخب بعدما غمروا شوارع عدن بعلم اليمن غداة فوز المنتخب بكأس البطولة.
وأشار مواطنون في مدينة عدن إلى أن الأمراض التي تسكن "الانتقالي" لم تقتصر على اتهام سكان عدن بـ"النازحين" والدفع بالمرتزق لملس لتشكيل لجنة حصر "النازحين"، بل وصلت حد تجريد أبناء عدن والجنوب في المنتخب من هويتهم عبر اتهامهم بـ"الدحبشة"، وأبرزهم اللاعب محمد البرواني، الذي ينتمي إلى مديرية كريتر، والذي فاز بجائزة الحذاء الذهبي في البطولة، وظهر خلال لقاء تلفزيوني متمسكاً باليمن ورافضا مشاريع التقسيم.
وخلص مراقبون إلى أن هذا الحدث الكروي عرى مرتزقة الانتقالي وهدم المشاريع والأجندات التي تحاول تقسيم اليمن، بعيدا عن رغبة الشعب اليمني جنوباً وشمالاً في التحرر والاستقلال واستعادة سيادته على ترابه الممتد من المهرة إلى صعدة.