مبايعة لندن.. بيعة القدس
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي

«لا» 21 السياسي -
ثم دس يده وأخرج ورقة صغيرة كانت في جيبه المتدلي من أعلى صدره إلى أسفل بطنه، وكتب بخط يده يقول: أنا السلطان عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل بن سعود أقر وأعترف للسير برسي كوكس، مندوب بريطانيا العظمى، لا مانع عندي من إعطاء فلسطين لليهود أو غيرهم كما ترى بريطانيا التي لا أخرج عن رأيها حتى تصيح الساعة!
مخيم العقير - 1915
* اليوبيل العربي _ جون فيلبي
اثنان من آخر حُكام الإمبراطورية العثمانية إبان قتالها من أجل السيطرة على الحجاز أكدا بالإجماع أن عبدالعزيز بن سعود الملك المؤسس للمملكة السعودية قد اعتمد أولاً وقبل أي شيء على حماية البريطانيين له، وأن بريطانيا هي التي مولت كل تحركاته واستخدمته ضد العثمانيين والهاشميين.
وكما ذكر الكاتب شون ماكميكن في كتابيه:
(The Berlin-Baghdad Express) و((The Ottoman Endgame أن البريطانيين دعموا ابن سعود في قتاله ضد العثمانيين حتى بعد تراجعهم من أجل أن يضمنوا ضياع فلسطين في نهاية المطاف.
كما كتب البروفيسور إفرايم كارش، مدير مركز بيجين- السادات، للدراسات الاستراتيجية وأستاذ دراسات الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط في كلية كينجز بلندن، في كتابيه: (Empires of the Sand) و(Palestine Betrayed) أن البريطانيين اختاروا ابن سعود بعناية ليضمنوا ألا يُطالب بفلسطين أو القدس.
ولا يتعارض ذلك مع ما ذكره البروفسيور عسكر العنزي في أطروحة الدكتوراه الخاصة به من تفاصيل تتشابه مع ما طرحه البروفسيور كارش من أن رشاوى البريطانيين للهاشميين فشلت في حسم الوضع النهائي للقدس، مما حدا بهم إلى الاستعانة بابن سعود، الذي كان –بحسب قولهم– في انتظار إشارة من البريطانيين من أجل الانقضاض على الهاشميين والعثمانيين أيضاً، مما ترتب عليه ضياع فلسطين والقدس.
ومن هذه الشهادات أن سعود بن عبدالعزيز لم يبع القدس وحسب، بل إنه تجاهل فلسطين طمعاً في الحجاز، الأمر الذي يتكرر الآن بحذافيره بواسطة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
كما تطرق المخرج السوري نجدت أنزور إلى جشع الملك المؤسس للمملكة السعودية وتواطئه مبكراً مع العصابات الصهيونية في فيلمه المثير للجدل ملك الرمال.
ورفعت واشنطن صفة السرية عن عدد كبير من وثائق البيت الأبيض قبل سنوات، من بينها واحدة بعنوان «الملفات السرية واشنطن وإسرائيل ودول الخليج»، وأهم ما جاء فيها أن عبدالعزيز واجه محنة صعبة هددت العرش السعودي نتيجة انخفاض عائدات الحج وبموجب هذه الوثيقة فإن الحكومة الأمريكية تدخلت لإنقاذ العرش السعودي مقابل تنازلات قدمها الملك عبدالعزيز للرئيس هارى ترومان إذ وافق على «ألا تشارك المملكة أبدا في أية حروب يشنها العرب ضد إسرائيل لاستعادة فلسطين».
المصدر «لا» 21 السياسي