فيبكه ديل - ترجمة خاصة - نشوان دماج / لا ميديا -
يبدو أنها مسألة وقت فقط حول متى يُسقط أنصار الله ("الحوثيون") مدينة مأرب ذات الأهمية الاستراتيجية في المحافظة الغنية بالنفط والغاز، والتي تحمل الاسم ذاته. من الواضح تعذر إيقاف مقاتليهم عن المدينة الواقعة شمال اليمن. إذ إنهم في الأسبوع الماضي، وفقاً لمعلومات المتحدث باسمهم يحيى سريع، سيطروا على منطقتي الجوبة وجبل مراد في المحافظة. وفي الشهر الماضي، كانت "حكومة" عبد ربه منصور هادي، المعترف بها من قبل أطراف في "المجتمع الدولي"، ولكنها لم تعد تتمتع بالشرعية الديمقراطية لأكثر من 6 سنوات، قد فقدت منطقتي العبدية وحريب لصالح أنصار الله. حتى تكثيف الضربات الجوية من قبل تحالف الحرب بقيادة السعودية لم يتمكن من وقف مكاسبهم البرية الكبيرة في مأرب ومحافظة شبوة الجنوبية المتاخمة.
مدينة مأرب هي آخر معقل "للحكومة" في شمال البلاد الذي يسيطر عليه أنصار الله. وتعتبر المدينة "بوابة" للمزيد من الفتوحات في جنوب اليمن، الخاضع لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي و"الحكومة". قامت القوات "الحكومية"، والجماعات الإرهابية المتحالفة معها، ببناء حواجز من الخنادق وأكياس الرمل حول مأرب. كما أنهم يستخدمون الألغام الأرضية، مما يعرض للخطر سكان المدينة البالغ عددهم 3 ملايين نسمة، بمن في ذلك حوالى مليون لاجئ من أجزاء أخرى من البلاد. بالإضافة إلى ذلك، فإن الضربات الجوية لتحالف الحرب ليست موجهة بأي حال من الأحوال ضد المقاتلين الخصوم فحسب، بل تزعم بدلاً من ذلك وقوع خسائر كبيرة بشكل غير متناسب من السكان المدنيين، كما أكدت ذلك الأمم المتحدة. تتعرض المستشفيات والمساجد والتجمعات، مثل مناسبات الأعراس والمآتم، بشكل منتظم، لغارات الطائرات المقاتلة.
تنفي "الحكومة" اليمنية بشكل قاطع جرائم الحرب التي قامت بارتكابها هي وتحالف الحرب. وها هي "خارجيتها" تستدعي، الأربعاء، السفير اليمني في لبنان للتشاور. أما السبب فالتصريحات التي أدلى بها وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، في مقابلة تلفزيونية أذيعت الأسبوع الماضي، وفيها بارك لأنصار الله دفاعهم عن بلادهم "ضد العدوان الخارجي". كما انتقد قرداحي بوضوح تحالف الحرب على اليمن، فقامت السعودية والكويت والإمارات والبحرين بسحب سفرائها في لبنان، طالبة من سفراء لبنان لديها المغادرة، وفرضت حظرا على الاستيراد. كما طلبت البحرين والإمارات من مواطنيهما في لبنان مغادرة البلاد. أما رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي فزاد ضغطه على الوزير قرداحي، داعياً إياه إلى استشارة ضميره واتخاذ الموقف اللازم ووضع المصلحة الوطنية فوق كل شيء.
في غضون ذلك، توقف المبعوث الأممي الخاص لليمن، هانز جروندبرج، مطلع الأسبوع الماضي، في إيران لإجراء محادثات سياسية حول الحرب على اليمن. التقى هناك مع وحيد جلال زادة، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، ومع علي أصغر خاجي، مستشار وزير الخارجية. وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية، شدد المسؤولان الإيرانيان على أن طهران ستعمل على إنهاء حرب اليمن. وعليه، فإن جلال زادة دعا جروندبرج إلى تركيز كل جهوده على إنهاء الحصار المفروض على اليمن، والوقف الفوري لإطلاق النار وعلى المفاوضات السياسية بين جميع أطراف الصراع اليمنية.
بالإضافة إلى الأعمال الحربية نفسها، لعب الحصار السعودي، البري والجوي والبحري، الطويل الأمد، لأفقر دولة في العالم العربي، حتى قبل الحرب، دوراً رئيسياً فيما يعتبر، بحسب الأمم المتحدة، أسوأ أزمة إنسانية في عصرنا. فهناك 20.7 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة الغذائية. ومع تضرر 4 ملايين شخص، يوجد في اليمن أكبر عدد من النازحين داخلياً في العالم. وبحسب وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فقد تقلص الاقتصاد اليمني بأكثر من النصف منذ بداية الحرب. كما أن أزمة الوقود الحادة ترجع بشكل رئيسي إلى الحصار الذي تفرضه الرياض.

الموقع: "العالَم الفَتيّ" (jungewelt)