«أنا لا أعترف بكم وبشرعية هذه المحكمة، ولا أريد أن أعرّفكم على نفسي باسمي أو عمري أو حلمي، أنا أعرّفكم على نفسي بأفعالي التي تعرفونها جيداً، في هذه المحكمة أراكم غاضبين، وهو نفس الغضب الذي في قلبي وقلوب الشعب الفلسطيني، وهو أكبر من غضبكم، وإذا قلتم إنه لا يوجد لديّ قلبٌ أو إحساس، فمن إذن عنده قلب؟ أنتم؟ أين كانت قلوبكم عندما قتلتم الأطفال في جنين ورفح ورام الله والحرم الإبراهيمي أين هو إحساسكم؟».
بهذه العبارة علقت المناضلة الفلسطينية أحلام عارف أحمد التميمي على حكم أصدرته محكمة صهيونية بحقها.
وُلدت أحلام التميمي في مدينة الزرقاء الأردنية عام 1980 لأب وأم فلسطينيين من رام الله. بعد المرحلة الثانوية عادت إلى فلسطين لتدرس الصحافة والإعلام في جامعة بيرزيت.
عملت بعد تخرجها مقدمةً للبرامج في تلفزيون محلي برام الله حيث كانت تعمل على رصد ممارسات الاحتلال بحق الفلسطينيين خلال الانتفاضة الثانية، فاصطدمت بواقعٍ قاسٍ ومريرٍ للفلسطينيين سببه الاحتلال، فقرّرت أن تتحول للعمل المقاوم المسلح، وانضمت لكتائب القسام، لتكون أول امرأة تنضم إليها بقرار من قائد الكتائب في الضفة الغربية آنذاك. وساعدها في ذلك عملها الصحفي وتحدثها اللغة الإنجليزية.
قادت العملية التي نفذها استشهادي في القدس المحتلة يوم 9 أغسطس 2001، حيث حملت آلة الجيتار التي كانت مفخخة بالمتفجرات، وحدّدت له الطريق من رام الله الى القدس وموقع العملية. وأسفرت العملية عن مقتل 15 صهيونياً وإصابة أكثر من 100.
اعتقلت يوم 14 سبتمبر 2001، وحكمت محكمة إسرائيلية عسكرية عليها بالسجن المؤبّد 16 مرة، أي 1584 عاماً، مع توصية بعدم الإفراج عنها في أية عملية تبادل محتملة للأسرى. قضت في السجون الإسرائيلية 10 سنوات خضعت خلالها كغيرها من الأسرى للتعذيب والعزل الانفرادي، ومنع الزيارات، وعاشت ظروفاً قاسية في المعتقل.
في أكتوبر 2011 أفرج عنها ضمن صفقة "وفاء الأحرار/ شاليط" لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، كما شملت الصفقة الإفراج عن خطيبها (زوجها لاحقاً) نزار البرغوثي، الذي كان محكوماً بالسجن المؤبد منذ 1993، وأبعدا إلى الأردن.
في 14 مارس 2017، فوجئت أن وزارة العدل الأمريكية تطالب الحكومة الأردنية بتسليمها. وفي الأردن صدر قرار قانوني وقضائي عن محكمة التمييز عام 2017، بعدم تسليمها لواشنطن.
علقت على طلب تسليمها بالقول إنه "محاولة لتسييس قضيتها في توقيت تسعى فيه سلطات الاحتلال لضم غور الأردن وتوسيع الاستيطان، وابتزاز الأردن مالياً من خلال استغلال الوضع الاقتصادي المتردي".