وطني، ما حلمت يوما أني أغادرك مغادرة قسرية، ولا تمنيت يوما أن أخطو خطوة إلا على أرضك وأسير في شوارع القدس وأدخل المسجد الأقصى وأزور رحابه وأقبل قبر والدي وأتفقد أزقة البلدة القديمة من حارة السعدية الى باب المغاربة الى باب الخليل الى باب الحديد وشارع صلاح الدين ومدرسة دار الطفل العربي ومدرسة دار الفتاة اللاجئة وأضيء شمعة في كنيسة القيامة وأتذوق كعك القدس وأشتري قطعة سمسمية من باب العمود، وأتجول في سوق العطارين وسوق اللحامين وباب خان الزيت.
لكني وإياك يا وطني في قيد واحد فأنت البلد الوحيد في العالم تحت الاحتلال ونحن الوحيدون في العالم الذين تنطبق عليهم قوانين الاحتلال".
ولدت آمنة منى في القدس عام 1976، التحقت بجامعة بيرزيت في مدينة رام الله، وفيها برزت كناشطة في الشبيبة الطلابية، حصلت على البكالوريوس في علم النفس، وعملت في إحدى الجمعيات الفلسطينية التي تعنى بالأطفال، إلى جانب عملها الإعلامي. 
اعتقلت في يناير 2001 بتهمة استدراج "مستوطن الإسرائيلي" عبر الإنترنت من مدينة عسقلان إلى مدينة رام الله ومقتله هناك.
وبعد تقديمها للمحاكمة حكم عليها بالسجن المؤبد مدى الحياة، مع توصية بألا تشملها أي صفقة إفراج عن أسرى يمكن أن تعقد مع الجانب الفلسطيني في المستقبل.
وتعرضت خلال 11 عاما من اعتقالها للعزل الانفرادي لمدة عامين كاملين، ووضعت بين السجينات الجنائيات الصهيونيات اللواتي حاولن الاعتداء عليها، والحرمان من الزيارة، والضرب والشتم، وقد خاضت عام 2007، إضرابا مفتوحاً عن الطعام للاحتجاج على عزلها والممارسات التعسفية بحقها، مما دفع الاحتلال الصهيوني إلى نقلها إلى سجن الدامون. 
كانت حينها أقدم أسيرة فلسطينية، تمتلك خبرة اعتقالية واسعة، أهلتها كي تكون في موقع المسؤولية في تمثيل الأسيرات أمام إدارة السجن. ووصفتها مجلة "تايم" الأميركية في تقرير خاص بأنها "رمز الأسيرات الفلسطينيات" في السجون الإسرائيلية، والمدافعة القوية عن حقوق الأسرى والشوكة الدائمة في خاصرة سجانيها. 
رفضت إسرائيل إطلاق سراحها ضمن صفقات سابقة مع السلطة، كما رفضت في البداية إدراجها ضمن قائمة الأسرى الذين سيفرج عنهم في "صفقة شاليط"، لكنها وافقت أخيرا شريطة إبعادها إلى غزة، ورفضت آمنة لأنها لن تستطيع رؤية أهلها، فلن يسمح لها بالمغادرة أو لأهلها بالدخول، كونهم من حملة الهوية الزرقاء. فأبعدت الى الأردن. 
بعد 20 عاماً من الحادث كشف ضباط سابقون في جهاز "الشاباك" في برنامج على قناة 11 الإسرائيلية تفاصيل الوصول لها عبر تتبع المكالمات الهاتفية التي أجراها المستوطن وجلسات التحقيق معها إبان اعتقالها "شخصية مثيرة للاهتمام... كانت عنيدة، والتحقيق معها كان صعبًا وعبارة عن حرب أدمغة، لدرجة استغلال حالة والدها الصحية الخطيرة لإجبارها على الاعتراف... اعترفت أن القتل لم يكن في خطة الخلية، بل كان الهدف التفاوض على إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من المعتقلات الإسرائيلية".
وعبر ضباط جهاز الشاباك عن عدم رضاهم عن الإفراج عنها في صفقة التبادل في 2011.