بشرى الغيلي / لا ميديا -
بنكهةِ أزقةِ عدن وحواريها الجميلة، من زربيانها اللذيذ، وصانونتها المميزة، وكل نكهة بيت يمني شمالا وجنوبا حققتها صانعة السعادة الشيف صفاء حبيب إبراهيم، واسمها الذي اشتهر كأبرز طاهية بين زبائن صنعاء بـ«صفاء حبيب» التي صنعت وحدة جغرافية رائعة عبر تميزها وإتقانها مختلف أنواع الأطباق اليمنية الشعبية سواءً التي اشتهرت في شمال الوطن، أو في جنوبه، بل أضافت إليها أطباقا عالمية.
صفاء ابنة البيئة العدنية الجميلة فضّلت أن تكون انطلاقة مشروعها في مدينةِ سام العريقة، وما أسرع أن اشتهر مشروعها الصغير وكبر تحت مسمى (House Lunch) (بنكهةِ البيت)، تفاصيل كثيرة تحدثت عنها حبيب في السياق التالي.

من حُب الأصدقاء والأهل
صار اسم الشيف صفاء حبيب مرتبطا ارتباطا وثيقا بمذاق «نكهة البيت»، وتميزها في إعداد الأطباق الشهية في العاصمة صنعاء. كيف جاءتها الفكرة، تقول صفاء: الفكرة جاءت من حب الأصدقاء والأهل وكل من تذوق أكلي لجميع الأصناف التي أقوم بإعدادها، فشجعوني على المشروع لكي يتذوق أكلي الأغلبية.

شغف وحُب
ورغم أن صفاء تخصصت في تقنية المعلومات (IT)، إلا أنها وجدت نفسها في عالمِ الطبخ الذي أتقنته بحب وتميزت فيه بشكلٍ ملفت للجميع، بل عملت على تنفيذ مشروع خاص بها سمته (House Lunch).. وتبرر سبب دخولها هذا المجال البعيد عن تخصصها بالقول: شغفي وحبي للطبخ هو الذي جعلني أسلك هذا المجال وأختار مشروعي.

إقبال كبير
أما عن نسبة الإقبال عليها، فتقول إنه كبير جدا، «فكل من تذوق نكهة أطباقنا لا بد أن يعود ويكرر التجربة، ودائما زبائن صنعاء يطلبون وجبات عدنية باستمرار ويحبونها جدا».

الطبخ فن وعلم
صفاء ابنة البيئة العدنية لا تؤمن بالمقولات على شاكلة «الطبخ مثل ممارسة الحب، فأنت تفعله جيدًا، أو لا تفعله على الإطلاق»، أو مقولة «الطباخ الجيد مثل الساحرة التي توزع السعادة»، أو أن الطبخ مجرد الـ»نَفَسْ» الحلو، لكنها تؤمن بأن «الطبخ فن وعلم يُدرس في أكبر وأرقى الجامعات في الخارج، وهناك تقنيات وطرق يتميز بها كل شيف، وأكبر الطهاة في العالم مازالوا يتعلمون إلى يومنا من بعضهم البعض.. وعالم الطبخ جميل وكبير جدا ومتجدد». 

أحلم بالعالمية
وبالتالي فهي تتابع كل جديد في عالمِ الطبخ والمأكولات، وتقول: «أتابع كل جديد، ولا أكتفي بذلك، بل أضيف إليه من أفكاري، ومكوناتي ولمساتي الخاصة».
تؤكد صفاء أن مشروعها ساعدها لتحسين مدخولها المادي، ولديها طموحات كبيرة وقوية لتوسيع مشروعها هذا ليشمل كافة محافظات الجمهورية، وليس ذلك فقط، بل تتمنى وتحلم بأن يتوسع مشروعها على نطاق عالمي، على هيئة سلسلة مطاعم حول العالم بنسخته اليمنية المميزة.

نقل أسرار المهنة بكل حب
هناك بعض من لديهن نفس المهنة يحتفظن بأسرار مهنتهن، وهو ما يسمى «سر المهنة»، بينما صفاء ليست لديها أي مشكلة في نقل خبراتها في هذا المجال لمن يريد، إذ تقول: «أحب جدا أن أنقل كل خبراتي في مجال الطبخ، وخصوصا عبر برامج الطبخ التي أقوم بتصويرها، وأنقل فيها كل الأسرار وبكل حب».

معوقات
أما عن أبرز المعوقات التي تواجهها، فتقول صفاء: «من أكبر المعوقات التي تواجهني في مشروعي، أنه لا يتوفر لي الغاز عبر عقال الحارات إلا مرة كل خمسة أشهر، وأقوم بشراء ما أحتاجه من مادة الغاز عبر السوق السوداء».
وحول ما إذا كانت تحرص على أن تكون طلبيات الزبائن جاهزة في وقتها المحدد، تقول: «الحرص على تجهيز الطلبيات في وقتها المحدد، هو من أساسيات مشروعي، وذلك حتى لا أخسر زبائني، ولأجل ذلك قمت بتدريب كافة الموظفات لدي على إنجاز العمل في التوقيت المحدد».
وختمت صفاء حديثها بتوجيه الشكر لصحيفة «لا»، تقول: «أشكر صحيفة «لا» على الاستضافة الجميلة، وأتمنى أن يكون اللقاء القادم وقد حققتُ ما أطمح إليه ووصلت إلى مرحلة ما بعد الطموح إن شاء الله».