خاص / مرافئ -
صوت إذاعي متميز، أضفى نكهة خاصة كانت إذاعة صنعاء بحاجة إليها عن المرأة اليمنية في الريف. شكلت مع المذيع المتألق عبدالرحمن مطهر ثنائياً فذاً في واحد من أشهر البرامج على الإطلاق، وهو برنامج «مسعد ومسعدة».  
ولدت الإذاعية والإعلامية المتألقة حبيبة محمد الحيمي عام 1967 بمديرية الحيمة التابعة لمحافظة صنعاء. تلقت تعليمها الأولي في صنعاء، وحصلت على العديد من الدورات الداخلية والخارجية في المجال الإعلامي. 
عام 1981، التحقت بالعمل في وزارة الثقافة والإعلام. ثم انتقلت إلى التلفزيون للعمل في مجال التمثيل. كان أول عمل إبداعي لها تمثيلية بعنوان «مزيداً من الإصرار»، والتي عالجت عدداً من القضايا المتعلقة بالمرأة. وفي المسرح قدمت مسرحية بعنوان «لكل شيء نهاية». كان التمثيل بالنسبة لها فضاء رحباً تحققت فيه شخصيتها التلقائية. 
عام 1985، انتقلت للعمل في إذاعة صنعاء لتبدع في عشرات المسلسلات والتمثيليات الإذاعية. حتى كان العام 1988، لتنطلق مع «بابا عبدالرحمن مطهر» في أشهر برنامج لهما، «مسعد ومسعدة». وبالرغم من أن عدداً من المذيعات شاركن من قبل في ذلك البرنامج، ومنهن المذيعة مها البريهي، والمذيعة أحلام عبدالملك المتوكل، إلا أن حبيبة محمد كانت هي الصوت الذي ظل بابا عبدالرحمن (مسعد) يبحث عنه لأداء دور «مسعدة»، المرأة الريفية المرتبطة بالأرض والتراب. لا شك أنه تنفس الصعداء حينها وقد وجد ضالته في حبيبة محمد، ليمثلا معاً ذلك الثنائي الذي كان بحق أروع ثنائي معبر عن الفلاح والإنسان اليمني بكل همومه وآلامه وآماله.
تقول حبيبة إنها كانت حينها تسجل برنامجاً في الإذاعة، وكان عبدالرحمن مطهر يسجل برنامجه «مسعد ومسعدة» مع أحلام المتوكل، فسمعها وهي تتحدث بتلقائيتها المعروفة فاقترح عليها أن تؤدي هي دور «مسعدة»، فلم تدر ماذا تقول له، نظراً لحساسية الموقف من زميلتها أحلام، لكنه أقنعها بأن ذلك نابع من منطلق الأصلح للعمل، فقبلت بأداء ذلك الدور الذي استمرت فيه ما يقارب 25 عاماً.
كان «مسعد ومسعدة» عبارة عن برنامج يومي يختار موضوعاً جديداً في كل حلقة، ويعالج فيه قضايا المواطن اليمني اجتماعياً وأسرياً وصحياً وتربوياً، فكان بحق برنامجاً شاملاً دخل كل بيت وأحبه المستمعون لبساطته وطرحه كل القضايا بلغة سهلة تصل إلى قلوب مستمعيه، مصحوبة بتلك الثروة من الأمثال الشعبية التي كان يجمعها مطهر بعناية فائقة، وخصوصاً تلك المتعلقة بالزراعة.
كانت الحلقات تسجل يومياً بعد كتابتها وعرضها. وإذا كان ثمة وفرة في الموضوعات يتم تسجيل أكثر من حلقة في اليوم الواحد. وكان وقت البرنامج لا يتجاوز ثماني دقائق، ويذاع في الساعة الثامنة والنصف صباحاً ليعاد الثامنة والنصف مساء، كتوقيت ينتظره عشرات الآلاف من المستمعين بكل لهفة وشوق.  
إلى ذلك البرنامج قدمت حبيبة العديد من البرامج والأعمال الإذاعية الأخرى كالفقرات التوجيهية والإرشادية.