إنصاف أبوراس / مرافئ - 
راقبت قرص الشمس يدنو برفق يقبل قمة الجبل، الواقف بشموخ كمحارب قديم يحمي بوابة المدينة. 
الطيور تعود نحو أعشاشها، قطة الشارع ترقد بسلام على الرصيف المجاور، صوت الرياح تحمل مع تياراتها رائحة مبهمة. تعم العتمة وتسكن الرياح. شيء واحد ظل ضجيجه يملأ المكان دون توقف؛ كان قلبها المتخم بالقلق يسأل بإلحاح: إلى متى يظل يغزل من الوجع مخيماً فيه تسكن حسراته النازحات؟ مخيماً احتلت الحرب فيه غرف الصبر؟ 
يشبه الآن مدينة مهجورة لا يسكنها سوى شبح الانتظار لغائب عشق الغياب.