بشرى الغيلي/ لا ميديا -
تشاهدها بعد هطول الأمطار ومدينة صنعاء تظهر على ضفافها عائمة كأنها مدينة البندقية في إيطاليا، خصوصاً بعد استكمال مشروع "السائلة" العملاق.. هذا المشروع الذي اقتلع الحالة المزرية لصنعاء مروريا وحضريا وبيئيا، وعلى كل الأصعدة، لينقل المدينة من حالة التشويه إلى خانة الجمال، ومسح عن وجهها غبار العناء، وحقق عودة صنعاء إلى وقار وبهجة المدن والقيمة العالية لهذا المشروع، والتحفة الهندسية اليمنية، ليمثل أهم مشاريع الحفاظ على المدينة والتنمية الحضرية والحفاظ على البيئة وحياة الناس.

فوضى واستهتار
كنت بمهمةٍ صحفية لـ"لا" ونزول ميداني قبل عامٍ من كتابة هذه السطور، وكان مشروع "السائلة" بالفعل مشروعا رائدا يشق وسط المدينة بتراصٍ أنيق وهندسة بناء متعوب عليها رغم كل الأوضاع الصعبة التي يمر بها البلد وصمود مهندسيه حتى إكمال ذلك المشروع، مررت بها هذه المرة باتجاه مديرية شعوب الجهة الغربية، ووجدتُ ضفافها أصبحت مواقف لمعارض السيارات، وأصحاب الورش والخشب والمخلفات، بل إن البعض قام بقلع الأحجار ووضعها فوق الكراسي الخشبية ليجعل منها متكأ (لتخزينته) بكل صفاقةٍ ودون رقيبٍ أو حسيب.

أوجدوا بدائل لهم 
"المهمشون" افترشوا ضفاف وأرصفة السائلة وأحواض الزرع وتم تحويلها لسكن عشوائي، وفي حال ارتفع منسوب المياه وقت الأمطار هم أول المتضررين، فلماذا لا يتم إيجاد أماكن مخصصة لهم وإلزامهم بعدم تجاوزها.

كيف تحب وطنك؟
كثيرون حين يغادرون إلى الخارج ويجدون كيف يحافظ أبناء بعض البلدان على نظافة مدنهم والحفاظ على الممتلكات بعدم تكسيرها أو تشويهها، تلقائيا تجد اليمني يلتزم بذلك السلوك في الغربة! فلماذا لا يفعل ذلك في وطنه ويجعله سلوكا نابعا من ذاته ليستشعر من خلاله حب الوطن، وأن الوطن ليس مجرد كلمات وشعارات رنانة، أو قصائد عصماء ينظمها، بل هو ألا تقلع أحجار السائلة لتضعها (متكأ) وتنفخ أوداجك على نخب فعلتك تلك..؟!

تلويحة..
كم هو جميل أن تستشعر نفسك الجمال وأن ترى مدينتك صنعاء الجميلة تزين جيدها سائلة لتعبرها مياه الأمطار وتزيدها أناقة وتحمي المدينة من الانهيار، وتحافظ عليها وتجعل ضفافها خالية من السيارات المركونة عليها، وتترك حجارتها التي كان وراء تثبيتها جهود جبارة.
وكم هو وطني من يبادر من الجهات المعنية برفعِ هذا الضرر لتظل هذه اللوحة البديعة (السائلة) بهية تزين جيد الفاتنة صنعاء.