حاورتها: بشرى الغيلي / لا ميديا -
تصحو صباحا لتقوم بمهمتها اليومية على سطح منزلها من تفقدِ أغنامها ودجاجها وتنظيف يومي للحظائر لتكون مثالية ومهيأة للإنتاج.. لجين عبدالإله الوزير مهندسة زراعية تدرس مستوى ثالث بكلية الزراعة- جامعة صنعاء، قسم الإنتاج الحيواني، حوّلت سطح منزل عائلتها إلى مزرعةٍ منتجة للأغنام والدجاج، وصارت نموذجا للفتاة الجامعية التي تترجم المعلومات النظرية إلى تطبيقٍ عملي وهي ماتزال على مقاعدِ الدراسة، لجين التوأم لشقيقتها (جوى) التي هي الأخرى تخصصت بإنتاج الأجبان، والتي سنفرد لها حلقة خاصة، تقول إن مشروعها هذا جلب لها السعادة وهي تداعب أغنامها وتعاملهن برقي وجعلها وأسرتها تكتفي ذاتيا، وعند حديثك معها تشعر أنها مهندسة قادمة بقوة انطلقت من أسس علمية مدروسة، بل إنها مستعدة لنقل خبرتها لمن يطلب منها ذلك، فالأفكار الذكية والمثمرة لا تحتاج إلى تعقيداتٍ كبيرة، بإمكانها أن تنجح بأقل التكاليف عند النية الصادقة والإرادة القوية.. كيف جاءتها الفكرة؟ وإلى ماذا تطمح لجين؟ وتساؤلات كثيرة ناقشتها «لا» معها في الحوار التالي:

مشروع صغير في سطح المنزل
 لجين.. صرت نموذجا رائعا للفتيات بخاصة من لم يزلن على مقاعد الدراسة الجامعية.. هل بالإمكان أن تتحدثي لقراء «لا» عن بداياتك؟
بداياتي أنني أحب الاهتمام بالثروة الحيوانية والزراعية منذ كنت طفلة، وقبل دخولي الجامعة كنت أتمنى أن أصبح طبيبة بيطرية لكي أسهم في وقف تدهور هذه الثروة العظيمة.. ولكن للأسف وقتها لم تكن كلية الطب البيطري موجودة في صنعاء، فالتحقت بكلية الزراعة في جامعة صنعاء، لما لها من أهمية كبيرة في تنمية الثروة الحيوانية، وتخصصت في قسم الإنتاج الحيواني في الكلية، والآن مازلت أواصل الدراسة فيها (مستوى ثالث).
وبدأت بعمل مشروع صغير في سطح منزلي لتطبيق ما تعلمته في قسم الإنتاج الحيواني من تقنيات حديثة لتربية الحيوان بالشكل الصحيح، بدأت بتربية (الدجاج البلدي) عام 2019 بـ5 دجاجات وديك، كذلك تربية الديك الرومي أو التركي، والآن في 2021 أصبح لدي 18 دجاجة من الدجاج البلدي، وبعد ذلك قمت بتجربة تربية (الدجاج البياض) سلالة لوهمان الهولندية 20 دجاجة، وفي 2020 قمت بعمل مشروع تسمين الأغنام والماعز بـ6 أغنام وماعزين، وعمل حظيرة نموذجية بالتقنيات الحديثة، والآن أصبح لدي 14 رأساً من الأغنام و4 من الماعز، وتم البيع من هذه الكمية والحصول على أرباح ممتازة. كما أنني في هذا العام بدأت بتربية الأرانب.

مشروع مربح بأقل التكاليف
  كيف جاءتك الفكرة؟
جاءت لي الفكرة من خلال دراستي في كلية الزراعة، ومن خلال شرح دكاترة قسم الإنتاج الحيواني لنا عن أهمية فتح مشاريع صغيرة بخاصة في مجال الثروة الحيوانية وتسمين المواشي، وتربية الدجاج (اللاحم والبياض والبلدي والرومي وغيرها من الطيور)، وكذلك بفتح مزارع سمكية بأقل التكاليف لتحقق نسبة أرباح جيدة، إضافة إلى ما سبق تشجيع والديّ لي حفظهما الله، وكذلك عندما رأيت بداية تدهور هذه الثروة من قبل الناس وقلة وعيهم بأهمية هذه المشاريع الإنتاجية، فقمت بإنشاء مشروعي هذا.

دعم مادي ومعنوي
 هل كان ترحيب الأسرة بالفكرة ودعمها مشجعاً، خصوصاً أنكِ حولت سطح منزلكم لمشروعكِ الجميل؟
نعم، رحبت الأسرة بهذه الفكرة وشجعتني جدا عليها، ودعموني مادياً ومعنوياً، وكذلك مساعدتي في هذا المشروع لأنه يحتاج إلى نظافة واهتمام كبير.

استفدت مهارات ومعلومات
 من خلال الفيلم الوثائقي تحدثت عن أشياء تخص نوعية الأسمدة والاهتمام بالنظافة الدائمة للمواشي، وأهمية الضوء الذي يحتاجه الحيوان، مما ينم عن مهندسة زراعية قادمة بقوة إلى المجال الزراعي وبأسس علمية.. هل تخصصكِ الجامعي أضاف لكِ الكثير لتكون انطلاقتكِ مدروسة؟
نعم أضاف لي تخصصي الجامعي في دراسة الإنتاج الحيواني الكثير من المعلومات والمهارات المفيدة في هذا المجال، فالتدريس في الكلية يتضمن جانبين: نظرياً، وعملياً تطبيقياً.. إضافة إلى أن دكاترة كلية الزراعة يعتبرون من أفضل الدكاترة في إيصال المعلومة.

الدجاج البيّاض أكثر ربحا
  لاحظنا أنكِ تهتمين أيضاً بالدواجن ولديكِ قسمان؛ قسم لـ(الدجاج البلدي) وآخر لـ(الدجاج البيّاض) وكل نوع يتطلب تهيئة مناخ خاص به كتوفير الإضاءة والغذاء.. إلخ.. أيهما أكثر عائداً للربح، البلدي أم البيّاض؟
أكثر الأنواع يعود بالربح هو الدجاج البيّاض الخارجي، وذلك لأنه ينتج باستمرار وبشكل يومي، إذ ينتج بيضة واحدة في اليوم، أي عند وصول الدجاج إلى قمة الإنتاج يصل إلى 94 ـ 96٪ وعدد البيض المنتج لكل دجاجة حتى عمر 90 أسبوعاً يتراوح بين 215 و420 بيضة.. لكن بالنسبة للدجاج البلدي فهو أكثر فائدة من ناحية التغذية والمذاق، فالكثير يعتبر لحم الدجاج البلدي والبيض البلدي علاجاً لجميع أمراض الجسم بخاصة الأمراض المتعلقة بالعظام.. كما أن الدجاج البلدي يمر بفترة الرقود على البيض لمدة 21 يوما، أي لا ينتج بيضاً مدة 21 يوماً.

مستعدة للمساعدة بأي معلومات زراعية
  هل ساعدكِ مشروعكِ لتحسين دخل أسرتكِ؟ وما هي نصيحتكِ لمن يمتلكن مساحات زراعية واسعة ولديهن المال للاقتداء بفكرتكِ بالذات من يدرسن نفس تخصصكِ الجامعي؟
نعم ساعدني مشروعي كثيراً في تحسين دخلي ودخل أسرتي.. أما نصيحتي، فهي أن تربية الدجاج لا تحتاج إلى مساحة كبيرة، ويمكن البدء بمشروع دجاج بلدي في المنزل بخمس دجاجات وواحد ديك ولا تحتاج إلى غذاء كثير، ومن الممكن البدء في مشروع تسمين الأغنام للأسر التي تمتلك مساحة كافية، بشراء غنمتين فقط حوامل وتقديم الغذاء المناسب، ومن الممكن الاستفادة مني بالتواصل معي عبر صفحتي في «فيسبوك» باسم «لجين عبدالإله الوزير»، وأنا سأخبرهم بكل المعلومات التي يحتاجونها لبدء مشاريع صغيرة في المنازل.

طموحات كثيرةٌ
  ما هي طموحاتكِ في المستقبل لتطوير وتوسيع مشروعكِ الإنتاجي؟
طموحي يتمثل بإدخال سلالة الماعز الهندي لما له من مميزات رائعة، مثل زيادة في إنتاج الحليب وزيادة في إنتاج اللحم، لأن كفاءة التحويل الغذائي للماعز الهندي أكبر من كفاءة التحويل الغذائي للماعز البلدي.. ومن الممكن التحسين الوراثي بين الماعز الهندي والبلدي للحصول على نتائج جيدة وبداية توزيع هذه السلالة في القرى والمدن للاستفادة منها، لكن المشكلة أن سعر هذا الماعز مرتفع جداً، وبدأ من يربونها باحتكارها لندرتها، إضافة إلى طموحي لتربية الغزلان لما لها من فوائد غذائية لصحة الإنسان، وكذلك لجودة لحمها، وحلمي في فتح مزارع أبقار بلدي لإنتاج الحليب واللحم لأني أحب الأبقار كثيرا، ونبدأ بتصدير منتجنا اليمني الأصيل مثل اللحم البلدي والحليب إن أمكن، وأن يبدأ الفرد اليمني بإدراك أهمية شرب الحليب الطازج الخالي من المواد الحافظة يومياً، وحلمي أيضا في فتح مزارع أسماك كبيرة تكون عائداتها للدولة، لأن أسماك اليمن تتميز بجودة المذاق والنوعية.

تشجيع المنتج اليمني
  مع التوجيهات الأخيرة للاهتمام بالجانب الزراعي والحيواني من قبل القيادة الحكيمة، والتي تهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي.. ما هي رسالتكِ للجهات المختصة بدعم المشاريع الزراعية الصغيرة؟
نتمنى من الجهات المختصة أن تلتفت بعين الاهتمام إلى هذه المشاريع الصغيرة، وتقدم لأصحابها الدعم والرعاية، فمثلا نحتاج دعماً مادياً لتوسيع الحظيرة، وكذلك دعماً للأعلاف الحيوانية بسبب ارتفاع سعر الأعلاف الجافة والمركزة وارتفاع أسعار الأغنام، ودعم الدولة بفتح مزارع كبيرة للمواشي والدواجن والأسماك لتكون عائداً غذائياً ومادياً كبيراً للدولة بخاصة في ظل الحصار وتدهور دخل الفرد اليمني، وأن يتم منع استيراد المنتجات الزراعية والحيوانية من الخارج لما له من أضرار على الحيوان والإنسان، وأن يبدأوا بتشجيع المنتج اليمني وتصديره للخارج، لأن المواد الغذائية الزراعية والحيوانية اليمنية تتميز بمذاق رائع وجودة ممتازة وفوائد صحية للجسم البشري.

دورات خاصة بالإنتاج الزراعي
  لنتفاءل معكِ يا لجين.. هل تحلمين يوما بتصدير المنتج المحلي إلى الخارج بعد أن تحققي الاكتفاء الذاتي طبعا؟
نعم بإذن الله سوف يتم تصدير المنتج اليمني للخارج وبأسعار ممتازة تكون عائداً مادياً للدولة بعد أن يتم منع الاستيراد من الخارج، ولكن نتمنى من الجهات المختصة أن تعمل على فتح دورات تدريبية خاصة بالإنتاج الحيواني والزراعي لتدريب ربات المنازل، أو لمن يرغب في بدء مشاريع زراعية وإنتاجية، لتحسين وعي الفرد بأهمية المنتج اليمني الخالي من السموم والمواد الحافظة، وتدريبهن في كيفية إنشاء مشاريع صغيرة بأقل التكاليف، وبنفس الوقت تحقق أعلى الأرباح.
  بماذا تختمين لقاءنا معكِ؟
أختم لقائي بتوجيه الدعوة لكل شخص بأن يقوم بفتح مشروع صغير مبدئياً بالتوكل على الله، وبإذن الله سوف يتوسع المشروع يوما بعد يوم، لأن الثروة الحيوانية يستفاد منها في كل شيء حتى على مستوى الذبل أو المخلفات يتم بيعها لتكون سمادا طبيعيا للتربة، كما أن تربية الحيوان في المنزل تجلب السعادة لمن يربيها، وتعمل على تحسين دخله وتفكيره، وأهلا وسهلا بمن يود استشارتي بخصوص فتح مشاريع صغيرة، أو معلومات إضافية عن التقنيات الحديثة في التربية وغيرها.