إنصاف أبوراس / مرافئ -
كان قد قرر قبل أن تجثم على حياته كوابيس واقعية، تلك الكوابيس التي ما يلبث أن يصحو من أحدها حتى يعيده إليها آخر، أن يبحث عن سمسار عقول ليساومه على شراء أفكاره التي باتت تشكل خطراً عليه. أراد أن يحظى بالراحة بالمقابل؛ لكنه عجز بعد أن التقى سمساراً من نوع آخر، كان عمله جلب المزيد من الأفكار لا بيعها. 
حين عاد كان قد أضاف إلى ما لديه الكثير والكثير، أدرك بأن الأفكار لا تباع وإنما تتوالد، تتضاعف كلما أدرك صاحبها وجودها. 
كان الحل الوحيد -لتصبح جزءاً محبباً إليه- أن يقنع ذاته بأنها طالما ولدت فيه فإنها ستكون درعاً له لا سلاحاً ضده. كل ما عليه فقط أن يؤمن بها وأن يصدح بها دون خوف، أن يتجاهل صدى ممحاة يمسك بها غول الواقع.