خاص / مرافئ -
من أشهر الأصوات الإذاعية على مستوى اليمن، وأيقونة إذاعة تعز التي ارتبط صوتها بفرحة المستمعين على مدى خمسة عقود.
ولدت المذيعة والإعلامية أنيسة محمد سعيد عام 1955 بمدينة تعز، وتلقت دراستها الأولية في المدينة، لتلتحق في وقت مبكر من عمرها بالعمل الإذاعي وهى ماتزال في الصف الرابع.
أول عمل قدمته أنيسة للإذاعة فقرة ضمن برنامج بعنوان «الجنوب الثائر»، من إعداد الدكتور سعيد الشيباني. وكانت تلك الفقرة عبارة عن رسالة بصوتها إلى فتيات الجنوب تحثهن على الصمود ودعم الثوار. كان أحد المعدين كل يوم يقرأ لأنيسة فقرات شعرية معدة للجنوب، فتروح ترددها مرات ومرات، حتى تكون قد تهيأت لقراءتها بصوتها، وبثها عبر الإذاعة. 
ظل برنامج «الجنوب الثائر» ملازماً للقضية الجنوبية طيلة سنوات التحرير، حتى جاء جلاء المستعمر، وراحت أنيسة تستعد لبرامج إذاعية متعلقة بقضايا الفتاة، فقدمت برنامج «الأسرة» الذي أحبته والمستمع على حد سواء، وكان عبارة عن لقاء مع باحثات وتربويات، ثم برنامج «أنتِ يا سيدتي»، الذي يعالج أيضاً قضايا اجتماعية متعلقة بالمرأة والفتاة. 
وإلى جانب كونها قارئة نشرات ومذيعة ربط، تركت أنيسة بصمتها في العديد من البرامج إعداداً وتقديماً، مثل «نادي المستمعين»، «ركن المرأة»، «وجهة نظر»، «الجيل الصاعد»، «أنت والإذاعة»، «لقاء مع فنان»، وصولاً إلى البرنامج الشهير الذي وصل إلى كل بيت ونال شهرة ربما على حساب بقية البرامج الأخرى، وهو «ما يطلبه المستمعون». كانت الفتاة الأولى التي تقدم هذا النوع من البرامج على مستوى الوطن، وارتبطت عبره مع المستمع لأجيال عدة، إذ لا أحد إلا وقد توقع سماع اسمه من خلال ذلك البرنامج وبصوت المذيعة المتألقة أنيسة محمد سعيد.
مقتل والدها عبر كمين في مديرية مناخة، وكان حينها قائد لواء الحديدة، حال دون إكمال دراستها الجامعية، فوجدت في الدورات الإعلامية المكثفة بديلاً، إذ تلقت الكثير من الدورات الخارجية وسافرت إلى عدد من البلدان كالكويت والقاهرة وطهران وقطر وغيرها. فاستطاعت بذلك أن تفرض نفسها كإعلامية قديرة وأن تضع بصمتها الخاصة في تاريخ إذاعة تعز، بحيث لا تكاد تذكر هذه الإذاعة إلا وتبادر إلى الذهن اسم أنيسة محمد سعيد.