«محاريب».. مسجد المحضار
- تم النشر بواسطة موقع ( لا ) الإخباري
من أهم معالم مدينة تريم بمحافظة حضرموت، ويعزى بناؤه إلى عمر المحضار بن عبد الرحمن السقاف، وصمّم مئذنته الشّاعر أبو بكر بن شهاب، ويبلغ طولها 175 قدماً، وقد بُنيت قبل أكثر من 100 سنة، من الطين على قاعدة مربّعة، وأخذت الشكل الهرمي مما أكسبها ميزة فريدة لا تشبه بقية المآذن، وهي أطول مئذنة طينيّة في العالم، مبنية من اللبن وخشب النخيل ومطلية بالنورة وعلى شكل هندسي رائع وملفت ويتحدث عن نفسه.
تعد منارة مسجد المحضار أو الصحاف، كما يطلق عليه أحيانا، من أبرز معالم مدينة تريم الأثرية، التي دخلها الإسلام في السنة العاشرة للهجرة، بعد أن عاد وفد حضرموت من عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة المنورة مبايعا لنصرة دينه في بلاد اليمن ومن حولها، فاتخذها زياد بن لبيد البياضي، عامل الرسول على حضرموت، مقراً له، فأصبحت تريم، التي سميت نسبة إلى تريم بن حضرموت بن سبأ الأصغر، منذ ذلك العهد، حصنا منيعا للإسلام ومركزاً إشعاعياً دينياً منذ القرن السادس الهجري، حين كان طلبة العلم يتوافدون من المناطق اليمنية والدول المجاورة والشرق الأقصى وشرق أفريقيا لنهل العلم الشرعي من علمائها الافاضل، الذين لم يبخلوا في تأسيس الزوايا والمدارس الشرعية وبناء المساجد، كالإمام الشيخ عمر المحضار بن عبد الرحمن السقاف المتوفى في عام 833هـ، والذي عرف بأنه أول نقيب للعلويين الأشراف، فبنى مسجده بمساحة 63×93 قدما، ثم وسع المسجد وجدد في أواخر القرن الثالث عشر الهجري.
وامتازت عمارة المسجد كما تذكر المصادر بفن هندسي جميل، مكون من فناء مكشوف تحيط به أربعة أروقة أعمقها رواق القبلة الذي يزينه ثلاثة محاريب جصية بديعة مزينة بالزخارف الهندسية والنباتية والكتابية. وعدد سواري المسجد 114 سارية.
وفي منتصف الضلع المقابل لرواق القبلة تتموضع منارته الشامخة التي عدت دليلاً على تقدم الفن المعماري في حضرموت.
تم توسعة المسجد وتجديده تجديداً حديثاً في أواخر القرن الثالث عشر الهجري.
المسجد اليوم، ولما يمتاز به من فن هندسي جميل في عمارته، يعتبر أحد الشواهد المعمارية ومقصدا للزائرين والباحثين عن معالم مدينة تريم التاريخية.
المصدر موقع ( لا ) الإخباري