تغطية/ بشرى الغيلي / لا ميديا -
هنا تتجلى عظمة تضحيات آبائهم الذين بذلوا أرواحهم رخيصة في جبهات العزة والكرامة لينعم الوطن بالأمن والأمان، من هنا جاءت مؤسسة الشهداء لتكون رفيقتهم في كل المناسبات الدينية والوطنية ومواسم الدراسة وغيرها لتقدم أقل ما يمكن أن يُقدم لأسر أبناء وبنات الشهداء ومبادلة الوفاء بالوفاء حسب تصريح عبدالله محبوب لـ»لا» لمن كسوا الوطن بالأمن والحرية والكرامة.. ومن أجلهم افتتحت مؤسسة الشهداء والهيئة العامة للزكاة المعرض المجاني السادس لملابس العيد لأبناء الشهداء، تنقلت «لا» في قسمي المعرض لكل من أمانة العاصمة، ومحافظة صنعاء، واطلعت على مستوى التنظيم والتقت أبناء وبنات الشهداء الذين كانوا سعداء بذلك الاهتمام الذي شملهم. إحصائيات وتفاصيل أكثر ضمن السياق.

“لا” مع أبناء الشهداء
التقت «لا» بعضا من أبناء الشهداء المستهدفين بكسوة العيد وتساءلت معهم عن مدى التنظيم والتسهيل الذي قدم لهم.. البداية مع الحسن بن علي عبدالله الذي قال إنه جاء لكسوة ابن شقيقه الشهيد الحسين بن علي (10 سنوات)، وأثنى على التنظيم من قبل منظمي المعرض، وقال إنه تم توفير كل المستلزمات بسهولة ويسر.
أم شرف جاءت إلى المعرض لكسوة 3 بنات أخ زوجها، وقد أثنت هي الأخرى على الملابس التي تم توفيرها من قبل مؤسسة الشهداء وتوفير جميع المتطلبات تحت سقف واحد، وكان بنفس القسم الأخ طارق أحمد السعدي الذي جاء من الحيمة ليكسو شقيقته (12 عاما).
حمزة صالح الصايدي -أحد أبناء الشهداء- جاء لكسوة 3 من أشقائه بنتين وولد، يقول: «إن العملية تتم بكل سهولة ويسر، فبمجرد أن يستلم البطاقة الخاصة بموجبها يأخذ كل احتياجاته».
أم شعلان (زوجة شهيد) قدمت إلى المعرض لكسوة 6 من أطفالها، تحكي عن الآلية التي يتم التواصل بها للحصول على ما يحتاجونه من كسوة، العيد تقول: تم التواصل معنا من قبل مؤسسة الشهداء وقالوا لنا معكم بطاقة ملابس، ووصلنا المعرض والجميع ما قصروا معنا وسهلوا لنا الوصول لكل ما نحتاجه من ملابس ومستلزمات العيد، جزاهم الله خير الجزاء.
ختمنا هذه الجولة في المعرض المجاني السادس لأبناء الشهداء مع هند الصايدي (ابنة شهيد) التي كانت تقف أمام قسم بالطوهات البنات وتعاين المقاس المناسب لها حسب البطاقة الخاصة بها، تقول إنها أخذت كل ما تحتاجه من ملابس العيد والمقاسات التي ناسبتها بسهولة ويسر. وكانت بجوارها لطيفة يوسف البزاز -زوجة شهيد- كانت تكسو طفلتيها وقالت هي الأخرى إن مستوى التنظيم والتجهيز سهل للجميع الحصول على كل ما يحتاجونه من مستلزمات العيد من الألف للياء حد قولها، وأثنت كثيرا على القائمين والمنظمين ومن أسهموا في إنجاح المعرض.

مبادلة الوفاء بالوفاء
لأهمية الموضوع التقينا الأخ عبدالله محبوب، مدير المركز الإعلامي بمؤسسة الشهداء، الذي بدأ حديثه قائلا: هذا المعرض أتى لخدمة أسر الشهداء ومبادلة الوفاء بالوفاء، والعطاء بالعطاء لأولئك العظماء الذين فدونا بدمائهم وكسونا الأمن والإيمان بأرواحهم، وكسونا الحرية والكرامة بأغلى ما يملكون، فلأرواحهم الطاهرة السلام، وهي أيضا رسالة للمجتمع أن يتعاون مع أسر الشهداء لنقلهم من مديرياتهم وقراهم إلى المعرض ليحصلوا على كسوتهم العيدية.

حصرية لأسر الشهداء
ويضيف محبوب عن فكرة المعرض التي بدأت بإنشاء معامل الشهداء لإنتاج هذه الكسوة منذ 3 أعوام وبدأت بإنشاء معمل خياطة في الأمانة والأيدي العاملة في المعامل حصرية لأسر الشهداء بعد تأهيلهم بدورات خاصة، وهذا العام تميزت المعامل بإنتاج نسبة كبيرة من معامل الشهداء ووصلت مؤسسة الشهداء لافتتاح ثمانية معامل خياطة في جميع أنحاء الجمهورية، وذلك في كل من أمانة العاصمة، ومحافظات صنعاء، وذمار، وحجة، وعمران، ومعملين في محافظة صعدة، وبفضل الله فإن مؤسسة الشهداء مقبلة في الفترة القادمة على مرحلة الاكتفاء الذاتي وعدم شراء أي منتج خارجي، وإنما جميعها من إنتاج الأيدي العاملة لأسر الشهداء، سواء في موضوع الحقيبة المدرسية أو الكسوة العيدية، أو الزي المدرسي، كل متطلبات الخياطة سيتم إنتاجها بإذن الله عبر معامل مؤسسة الشهداء وبأيدي أسرهم، وعدد المستهدفين من أسر الشهداء على مستوى الجمهورية بكسوة العيد 57800 ابن وابنة شهيد، وفي محافظة صنعاء والأمانة سيكون القسم الأكبر منهم 20 ألف ابن وابنة شهيد متواجدين هنا، وكذلك في محافظة صعدة بالدرجة الأولى، ومؤسسة الشهداء ستفتح المعارض في المرحلة المقبلة بالتدريج لعدد 15 معرضا في الجمهورية وسينبثق عن معرضي محافظة صنعاء والأمانة معارض متنقلة لمراكز تجمعات أسر الشهداء البعيدة عن الأمانة.
وخلال تنقل «لا» بأقسام المعرض لاحظنا في قسم محافظة صنعاء وصول أسر الشهداء من الحيمة ومن مديريات أخرى بالمحافظة، أوضح محبوب عن ذلك أيضا عن كيفية التنسيق لاستقبالهم قائلا: بالتأكيد هناك تنسيق بين أبناء الشهداء من خلال تسليمهم البطائق الخاصة بحيث إنه لكل فرد بطاقة يستطيع من خلالها أن يحصل على كسوته بنفسه، ولكل فرد من العائلة بطاقة خاصة به بحيث يستطيع أخذ الكسوة والذوق المناسب له، والمقاسات التي تناسبه، ولم يقتصر المعرض على نوع واحد، بل حاولنا التنوع لمختلف الأذواق.

الجهات الداعمة
هذه الجهود الكبيرة لإنجاز المعرض خلفها جهات أسهمت في إنجاحه يوضحها محبوب في هذه الجزئية بالقول: كان الدور الأكبر للإسهام في المعرض من قبل الهيئة العامة للزكاة بحيث أسهمت بدعم مبالغ مالية بنسبة 50 % من التكاليف، والبقية من فاعلي الخير والمتعاونين والمساهمين مع مؤسسة الشهداء، ومؤسسة الشهداء ليست إلا وسيط بين فاعلي الخير وأبناء الشهداء كونها لم تصل لمرحلة الاكتفاء الذاتي من اعتماد المبالغ المالية سواء من الحكومة أو من أي جهة أخرى، ولم يعتمد لمؤسسة الشهداء أي مبالغ مالية مطلقا لا من الحكومة ولا من أي جهات أخرى، بل هي التي وفرت الدعم سواء من الداعمين، أو المواطنين، أو التجار.

المعرض مفتوح على مدار الساعة
ختم محبوب تصريحه لـ»لا» أن المعرض بدأ في التاسع من رمضان وسيستمر حتى صبيحة العيد وسيكون مفتوحا خلال 24 ساعة لأبناء الشهداء وتحت خدمتهم بأي وقت وبأي لحظة.
وضعت «لا» تساؤلها لمحبوب أنه في حال لم يكن لدى أحد أبناء الشهداء بطاقة الدخول لأخذ كسوته ما هي الآلية الأخرى والبديلة لذلك، أوضح: بفضل الله صار لمؤسسة الشهداء قاعدة بيانات متكاملة وكبيرة بنسبة 99 % لجميع أبناء الشهداء، وتم تغطيتهم بالبطائق، ما عدا 1 % من لم نستطع تغطيتهم بالكروت، فبإمكان مندوبي العزل الرفع بمذكرات إلى مندوب المحافظة الذي يقوم بتغطيتهم بدون أن نكلف على أسر الشهداء شيئاً بإذن الله، وحتى الشهداء المستجدون في رمضان نغطي أسرهم مباشرة عن طريق الكشوفات بنفس اليوم. لأنه كما ذكرت سابقا أن مؤسسة الشهداء قامت بمسح جميع أسر الشهداء بنسبة 9 % حتى تكتمل 100 ٪ ولن تكتمل طالما العدوان والحرب والحصار مستمر، إلى جانب استمرار تنقل أسر الشهداء، ولكن بفضل الله تعالى ستبذل المؤسسة جهودها من خلال الكثير من خبراتها وكفاءاتها ومن العاملين لديها والإمكانيات لتغطية بيانات أسر الشهداء، وفي وجود أي مشروع نكون على قدر المسؤولية ولن نترك ابن شهيد بإذن الله إلا ورسمنا البسمة على وجهه.

الإقبال كبير جدا
المقتدر بالله محمد صالح المرشدي، أحد إداريي المعرض بقسم أمانة العاصمة، يقول: إن الإقبال على المعرض من قبل أبناء الشهداء فرع الأمانة كبير جداً ويمر حسب التنظيم المرسوم له، ويوضح أن طريقة التنظيم خصصت يومين لكل مديريتين، وأثناء تغطية «لا» للمعرض كان اليوم المخصص لمديرية بني الحارث التي بلغ عدد المستهدفين فيها من أسر الشهداء 1500 فرد ذكورا وإناثا، ثم يأتي بعدها بالترتيب مديريات الثورة وشعوب والسبعين، ويكون ذلك على حسب العدد في حال استكملوا العدد يبلغون المديرية التالية تأتي لأخذ دورها.
أما عبدالله حمود هادي، أحد منظمي المعرض القسم الخاص بمحافظة صنعاء، يقول إن الآلية لصرف ملابس أبناء الشهداء الذين يصلون إليهم بحسب البطائق التي تصرف لأسر الشهداء عبر مندوبي المؤسسة، والعملية تتم بكل يسر وسهولة، ويختم أن الميزة في هذا المعرض أن الأيدي العاملة التي أسهمت بذلك جميعهم من أسر الشهداء.