أحد مساجد مدينة جبلة التاريخية، بني بين عامي 532 و477هـ، وهو أحد المساجد اليمنية القديمة الأثرية.
نسب بناء الجامع إلى الملكة أروى بنت أحمد الصليحي التي تولت حكم الدولة الصليحية في اليمن للفترة (532-477 هجرية) (1085-1138 ميلادية).
الجامع مستطيل الشكل بفناء "صحن" مكشوف تبلغ مساحته حوالي 350 متراً مربعاً، وتحيط به أربعة أروقة مظللة، وله مئذنتان يعود أقدمهما من الجهة الغربية إلى تسعمائة سنة. أما المئذنة الشرقية فعمرها ثلاثمائة سنة، وتشي نقوش المحراب وسقف المسجد بالتأثير الواضح للطراز المعماري الفاطمي في مصر نتيجة للترابط السياسي والدعوي.
وتحيط بمحراب الجامع الزخارف والزينة بعضها منمنمات والأخرى نباتية كأوراق العنب والدراق، وكتب على جانب المحراب "بسم الله الرحمن الرحيم إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر"، وأخرى: "بسم الله الرحمن الرحيم فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين".
يحتوي الجامع في الركن الشمالي الغربي منه على ضريح الملكة أروى، بني على أمر منها. ويعتبر من أضرحة القرن السادس الهجري، وأهمها على الإطلاق، وهو من الآثار الباقية من أضرحة الدولة الصليحية.
كما يحتوي على مكتبة عامرة تضم أمهات الكتب، وفيها نقوش ومنمنمات فريدة وآيات قرآنية ومأثورات، منها ما نحت على الخشب أو الجبس والرخام. وفي الدور العلوي من الجامع تم تخصيص ثلاثين غرفة ملحقة لاستقبال الدارسين من كل أنحاء اليمن؛ وهو ما أكسب مدينة جبلة شهرة في تدريس العلوم وآداب اللغة والفقه والحديث.
لم يكن الجامع مكانا للتعبد فحسب، بل للعلم والتربية أيضا. فقد عملت السيدة التي عرف عهدها بالتسامح المذهبي على توفير مساكن للعلماء والطلاب، وخصصت لهم نفقات الإقامة والمأكل والمشرب، ودفعت رواتب الفقهاء والعلماء والمدرسين وحوافز مادية أيضاً للمتعلمين. كما اهتمت بتعليم الفتاة، وجل أمهات الكتب نسخت بأيدي فتيات المدينة، وبعض تلك الكتب لاتزال موجودة حتى يومنا هذا.