إنصاف أبوراس / مرافئ -
في نهاية كل يوم تكتب رسالة؛ فيها تدون كل تفاصيل تعيشها مشاعرها.
اليوم -مثلاً- مازالت رائحة غريبة تمسك بتلابيب روحها؛ كيف عساها تتناساها أنفاسها؟!
كان فجره قد عقد مع العتمة اتفاقاً للتمدد. الصباح يرفض السماح للنور بالانتشار. العتمة تمارس سلطتها الآن؛ تسابق الضوء لتستحوذ على قلب سيدة طاعنة بالحب والسلام. تزرع لها مكاناً في قلبها.
كان الفجر مكبلاً منهزماً. الأخبار القادمة من خلف جبال تختفي خلفها الشمس تحمل الكثير من الحزن. الأمهات يرغمن الطمأنينة على ملازمة فريضة الفجر. صلاتهن ينقصها وجود الروح. موكب مهيب يلقي التحية على جدران المكان المندهشة من أعداد النعوش. وعبثاً يحاول إسناد أرواح هدتها الفجيعة وأعياها الفقد. 
تلك الرائحة يبدو أنها لن تبارح المكان؛ ستبقى لتقص على الأسماع حكاية قوافل الشهداء وعطر دموع الأمهات باهظ الثمن، ذلك الذي لا يزول ولا تطغى عليه الأعوام. رائحته تماثل في زخمها حبر رسائل تدون حكايا الفقد.