ليزا جاردنر / مرافئ -
في فوهة الحرب يهددنا الموت من كل مكان، ويبخر السماء بروائح الأسلحة الممنوعة عوضا عن بخور العود، مع أصوات أزيز الطائرات بدلا عن ضحكات الأطفال. 
أمام هول الحصار الشامل للبلاد بين أنين وصراخ وتضرع المفجوعين، أمام الدمار الذي يتسيد الموقف، فإن الحب يبقى بصيص الأمل ووليد الحرية. لم لا، والحب أسمى سمة يتحلى بها البشر؟! إنه نقيض الموت وعلاج الحرب، مرافئ السلام وإكسير الحياة الخالدة.
لقد تناول الأدب العربي، وخاصة الشعر، علاقات الحب في أوج الحروب الملتهبة. تتحايل وتتمايل الكلمات مع حد السيف في تناغم شيق، كما يقول عنترة: ولقد ذكرتُكِ والرماحُ نواهلٌ 
مني وبيضُ الهندِ تقطرُ من دمي 
فوددت تقبيل السيوف لأنها 
لمعتْ كبارق ثغرك المتبسِّمِ!
اليوم، في اليمن الحب والحرب واقع مرير وبديع. 
يثبت الشعب اليمني للعالم أنه باق مع حبه للحياة، وأن الحب سينبت رغم كل القهر والألم. 
أمام جبروت الحرب واضطراب الفكر يتدفق الحب مثل أمواج البحر ليبحر في قلوب اليمنيين ويطهرها من أوجاع الحروب. لأن الحب هو القوة، وهو السلام.
مازلنا نتنفس تحت وابل القذائف والرصاص، نقاتل ضد الظلم، ونبني ونحب ونتزوج، وننجب من هم مثلنا محبين للحياة والحب.
نتمرد يوميا على الحرب وننتصر.
رغم كل الأوبئة والكوارث مازال القلب اليمني معجزة الحب وطوره.
ها نحن ننتصر في جميع المعارك، وننهزم أمام معركة الحب، ونستسلم وننشد أجمل الأغاني، ونكتب أجمل القصائد في ملحمة تعبيرية لا يستطيع حتى شكسبير كتابتها. 
إن الإنسان اليمني، بالرغم من قسوة الحرب، نهض ليعلم العالم ما هو الحب، وما معنى عشق الذات، وعشق الموت الشريف. وما الانتصار في أرض المعركة إلا انتصار للحب، لحب اليمن وعشق اليمنيين، لكل ذرة من رمله الذهبي الشريف.

 كاتبة بريطانية يمنية الأصل