طاهر علوان الزريقي / مرافئ -
تتعمد السينما الأمريكية تشويه وتزوير التاريخ، وحقائق الشعوب ومصادرة وعيها وهويتها، والتحايل على الحقيقة وتزييف الوقائع التاريخية، وابتداع الأحداث بما يتواءم مع مصالح الرأسمال الصهيوني المسيطر على الإنتاج وطبيعة وتوجه النظام الإمبريالي الحاكم، وطموحات صناع الحلم والدهشة. 
هناك أفلام تمحورت أحداثها حول اغتيال جون كندي وفضيحة ووترجيت، وحرب فيتنام والتمييز العنصري، أفلام لا تقارب الوقائع والحقائق ببعض الشفافية ولا تمت إلى الأحداث والحقيقة والوقائع التاريخية بصلة، وارتكبت مغالطات تاريخية بشعة بحق التاريخ الإنساني والضمير الأممي وشوهت مواقف شخصيات وطنية وقامات تاريخية نضالية لها بصماتها الإنسانية البارزة في الدفاع عن الحريات السياسية والحقوق الإنسانية في الحياة الكريمة، مثل عمر المختار، جيفارا، مانديلا، غاندي، كارلوس... شخصيات ضحت بحياتها وحريتها من أجل انعتاق الإنسان من العبودية والاستغلال والاستعمار، وعوامل الاستلاب والقهر، ضحت من أجل قضية غير مشروطة هويتها بمصالح قومية معينة أو فئة اجتماعية أو طائفة مهما بلغ حجمها وضجيجها، قضية لا تتأرجح بين مصالح حزب أو مذهب، قضيتهم ضد استلاب الإنسان ومصادرة حريته وأرضه وأحلامه، ضد ترتيب البناء البشري على شروط التكنولوجيا المعقدة واستخدام آلياتها في تقنين الاستلاب وتوسيع رقعة فائض القيمة. وبذلك يحقق البطل (المأساة) انتصاره بالموت، وتوقع البشرية صك انتقالها إلى «حضارة العصر» وتكنولوجيا الخلاص بأحرف سوداء ودماء حمراء وتهتف الجماهير: «مات البطل، عاش البطل».
وبتلك السخرية المريرة تمحو السينما الأمريكية رموز النضال الشعبي والمشروع الإنساني.