خاص / مرافئ -

رجل الإبداع الأول في مجال الإخراج الإذاعي، وصاحب الفضل الكبير في رسم صورة مميزة لمهنة الإعلام اليمني المسموع على المستوى العربي والدولي. 
ولد الإعلامي والمخرج الإذاعي الكبير عبد الرحمن محمد عبد الباري عبسي عام 1952 في قرية ضبي الأعبوس بمحافظة تعز. تلقى تعليمه الأولي في مدرسة القرية، ثم انتقل إلى صنعاء ليواصل دراسته حتى المرحلة الثانوية، ملتحقاً بعد ذلك بالكلية الحربية ضمن الدفعة السابعة أواخر الستينيات. غير أنه لم يواصل دراسته في السلك العسكري، فحصل على معادلة جامعية من جامعة صنعاء. 
في 1972 التحق بالعمل في إذاعة صنعاء - البرنامج العام، في إدارة التنسيق، ثم مراسلا للإذاعة لدى رئاسة الوزراء في عهد أحمد محمد نعمان. وفي 1976 توجه إلى إيران ضمن بعثة للدراسة في المجال الإذاعي، فحصل على دبلوم من المعهد العالي للإذاعة والتليفزيون في طهران. 
بعد عودته، عمل في مجال الإخراج الإذاعي، ثم عين منتصف الثمانينيات مديراً لإدارة الإنتاج والإخراج في الإذاعة.
كان أول عمل إخراجي له سباعية «عشرة عُمْر»، والتي نمت عن موهبة فذة، لتتوالى بعدها الأعمال الدرامية والمنوعات، منها مسلسل «الحب والثار»، «لا مزوج سلي ولا عزب مستريح»، ما احد عليها بسالي»، «من تغدى بكذبة»، الغدر الخالد»، «حارة البحر»، «عودة النوارس»، والكثير الكثير من الأعمال الخالدة التي رفد بها المكتبة الإذاعية، إلى جانب تميزه في إخراج الكثير من البرامج اليومية والأسبوعية ومختلف الأعمال الإذاعية والمسابقات الرمضانية العامة لأكثر من عقدين.
استطاع أن يوظف الموسيقى والغناء وتراث اليمن الفولكلوري المسموع بصورة إيجابية رائعة في البرامج والمسلسلات التي قام بإخراجها، والإشراف على إنتاجها، وكذا تسجيل وإخراج روائع الأغاني اليمنية لكبار الفنانين اليمنيين.
أدخل تطويراً شاملاً على العمل الإخراجي والإنتاجي، وقدم أعمالاً إبداعية شكلت مدرسة متميزة في الإخراج الإذاعي يتعلم منها الإعلاميون، ولقيت أعماله قبولاً جماهيرياً واسعاً، وحقق فوزاً محسوباً لليمن في العديد من المهرجانات الإعلامية العربية.
ظل عبسي وفياً لمسؤولياته ومثالاً للإداري الملتزم والفنان المنتج الذي لم ينقطع عطاؤه، حتى غدا مثالاً في الاقتدار المتجدد بين كافة زملائه.
حصل على عدد من الجوائز في مهرجانات عربية ودولية؛ ومنها الجائزة الذهبية من مهرجان القاهرة في إخراج برنامج «جزيرة الأحلام» و«على ضفاف الأماني»، كما حصل على العديد من الجوائز في إخراج مسلسل «شمعة في مهب الريح».
توفي مقتولاً في حادثة أليمة اتهم فيها نجله، وذلك يوم الأربعاء 5 يناير 2011.