عدن/ تقرير خاص / لا ميديا -

مع فشل تنفيذ الشق العسكري لما يسمى اتفاق الرياض بين عملاء الاحتلال السعودي الإماراتي، تسارع أطراف أدواتهما المحلية في المحافظات الجنوبية المحتلة، تحشيداتها العسكرية استعدادا لجولة جديدة من المعارك في عدن ولحج وأبين. 
تحشيدات مرتزقة الاحتلال ومرتزقته تأتي بالتزامن مع فشل الحكومة الفندقية الجديدة ومنع مرتزقة الانتقالي لها من التحرك في عدن منذ أول يوم من عودتها واستقبالها بتفجير دموي استهدف صالة مطار عدن، تلته عشرات التفجيرات التي شهدتها المحافظة وأسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى، وتبادل أدوات الاحتلال الاتهامات في ما بينها وتحميل كل طرف منها غيره مسؤولية انهيار الأوضاع الأمنية والاقتصادية والخدماتية في محافظة عدن وبقية المحافظات المحتلة.

أبين.. انتشار على الشريط الساحلي 
ففي محافظتي أبين وشبوة مازلت التوترات والتحشيدات العسكرية مستمرة بين فصائل المرتزقة المحلية في معظم مديرياتهما.
وقالت مصادر ميدانية خاصة إن "الانتقالي الجنوبي" المسيطر على أجزاء واسعة من محافظة أبين نشر في اليومين الماضيين عدداً من المرتزقة بقيادة فضل باعش المنشق عن العميل هادي، وأعاد تموضع "الانتقالي" بشكل واسع على خطوط التماس في المحور الساحلي بمحافظة أبين، رداً على تحركات وتحشيدات مرتزقة ما يسمى اللواء الثالث حماية رئاسية بقيادة المرتزق لؤي الزامكي، في مدينة شقرة، في توجه جديد للتحرك نحو مدينة عدن، بعد منع مرتزقة الانتقالي عودتهم لحماية حكومة المرتزقة بقصر معاشيق ورفض الانتقالي إخراج قواته من المدينة، إلا بانسحاب مرتزقة هادي وإخوان الاحتلال من مواقعهم العسكرية في محافظتي أبين وشبوة، بحسب ما نص عليه ما يسمى اتفاق الرياض.
ويرى مراقبون أن التحشيدات العسكرية لأدوات الاحتلال والأحداث المتسارعة في شبوة وأبين، بعد فشل "اتفاق الرياض" تؤكد تصاعد حدة الصراع المتنامي بين أطرافها، استعدادا لمعارك مرتقبة.

شبوة.. هزائم وحشود وغصب شعبي 
التوترات التي تشهدها محافظة أبين يقابلها أيضا تحشيدات مرتزقة العميل هادي وإخوان الاحتلال في شبوة بخاصة بعد هزائمهم في مأرب خلال الأيام الماضية ومصرع العشرات من أبناء المحافظات الجنوبية ممن تم تجنيدهم والزج بهم في محارق الموت في المعارك هناك والاحتفاظ بمرتزقتها في محافظتي شبوة وحضرموت، ما أدى إلى تنامي الغضب الشعبي من مخططات إخوان الاحتلال في الزج بأبناء الجنوب في معركتهم الخاسرة في مأرب بالتزامن مع تحشيد قواتهم لاقتحام عدن.
وكانت مصادر عسكرية كشفت في وقت سابق عن عمليات تجنيد جديدة واسعة لإخوان الاحتلال استعدادا لمواجهة مليشيات الانتقالي في محافظة شبوة في إطار استمرار صراعهم للسيطرة على مناطق ثرواتها.
وقالت المصادر إن قوات الاحتلال السعودي في شبوة فتحت باب التجنيد أمام أبناء المحافظة بالإضافة إلى استقطاب العشرات من العناصر "الإرهابية" من المحافظات المجاورة وبدأت بإنشاء معسكرات جديدة في المحافظة.
وأكدت أن مرتزقة العميل هادي والخونج بدأوا خلال الأيام الماضية باستقطاب أكثر من 500 مجند مرتزق ويستعدون لإقامة دورة تدريبية لهم بداخل معسكراتهم بمدينة عتق.
وأضافت أن مواصلة مرتزقة وإخوان الاحتلال السعودي في محافظة شبوة تجنيد أبناء المحافظة يأتي بالتزامن مع استقدامهم أعداداً كبيرة من العناصر التكفيرية من المحافظات الأخرى بالإضافة إلى عناصرها المنسحبة من محافظة مأرب بعد هزائمها بهدف بسط سيطرتهم على شبوة على أن تكون معقلا لهم بديلا لمأرب التي أوشكت قــــوات الجيــش واللجان الشعبية على استكمال السيطرة عليها. 

لحج.. الصبيحة.. استعدادات لمعركة فاصلة
في محافظتي عدن ولحج يواصل الانتقالي حشد مرتزقته لمواجهة مرتزقة العميل هادي والخونج في الصبيحة وسط تسابق الطرفين بتجنيد أبنائها استعدادا لمواجهات قادمة.
وفي الوقت الذي بسط مرتزقة الانتقالي سيطرتهم خلال الأيام الماضية على أجزاء واسعة من مناطق الصبيحة بما فيها المركز الإداري لمديرية طور الباحة، مازال إخوان الاحتلال يحتشدون على أطرافها الشمالية المتاخمة لمديريتي المقاطرة والقبيطة والاستعداد لإعادة محاولات الزحف باتجاه الشريط الساحلي الممتد من رأس العارة إلى باب المندب. 
تحركات الانتقالي تأتي في مقابل التحركات التي يقوم بها مرتزقة الخونج الذين يحاولون منذ أشهر السيطرة على طور الباحة بهدف الوصول إلى المديريات الساحلية لتعز ومن ثم إلى مدينة وميناء المخا التي يسيطر عليها مرتزقة العميل طارق عفاش وألوية ما تسمى "العمالقة".
ويرى مراقبون أن التطورات الأخيرة في مديرية طور الباحة، التي تمتدّ مساحتها إلى مقربة من مدينة عدن، جاءت استباقا لقطع مساعي الخونج وتحشيداتهم لأكثر من 3000 مرتزق للتوغّل في نطاق محافظة لحج، وبسط سيطرتهم على طرق الإمدادات التجارية الاستراتيجية بين محافظتَي تعز وعدن، والتحكّم في الخطّ الساحلي بين مدينة عدن والساحل الغربي استعداد لمواجهة عسكرية فاصلة ومحاصرة تحرّكات مرتزقة «الانتقالي» في لحج والساحل الغربـــــــي، وتطويق مدينة عدن.
وفي المقابل، كانت قيادات "الانتقالي" فتحت باب التجنيد أمام أبناء الصبيحة بمحافظة لحج المحتلة، واستطاعت بدعم سخي تشكيل لواء عسكري من أبناء الصبيحة إلى جانب معسكراتها في ما يسمى الحزام الأمني واللواء التاسع صاعقة في مدينة عمران بهدف تأمين مداخل مدينة عدن وإيقاف تحركات عناصر مرتزقة الخونج.

الانتقالي يعزز قبضته على عدن
وفي خطوة اعتبرت تعزيزاً لقبضة مرتزقة الاحتلال الإماراتي على محافظة عدن المحتلة التي تتخذها حكومة المرتزقة مقراً لها بعد عودتها من الرياض، واستعداداً لمواجهات قادمة، أقدم الانتقالي في وقت سابق على اتخاذ قرارات بدت في ظاهرها أنها قرارات أمنية، غير أنها تأتي في سياق تعزيز السيطرة على المدينة.
وأقرت ما تسمى اللجنة الأمنية في عدن تطبيق خطة “الطوق الأمني” على المدينة، وتقسيمها إلى مربعات أمنية، تحت ذريعة مواجهة الانفلات الأمني والحد من التفجيرات التي تشهدها المدينة بشكل يومي.
وتأتي هذه الخطوات في وقت تتهم حكومة العميل هادي مرتزقة الانتقالي بالوقوف خلف تفجيرات مطار عدن والتفجيرات التي مازالت تشهدها المدينة بشكل يومي منذ وصول حكومة المرتزقة الجديدة في سياق تصاعد الصراع بين أدوات الاحتلال.