سيدي يا باهوت الثورة وقائد لواء الـ«لاء» والكبرياء اللابس لامة الرفض الواقف بوجه الطغاة أبدا على حافة الموت والجنون حاملاً روحك على راحتيك دون الأرض والعرض والتراب وشرف القضايا الكبرى.
أيها المهاجر الأول في سبيل الله من حالمة غزاها مسوخ البترودلار ونبشوا رفات أوليائها وأنت كنت آخر الأولياء الأحياء.
أيها الأنصاري الأول في حالمة صادر آباء جهل وسفيان قرآنها واستبدلوه تلموداً وأكلت هند أكباد أجمل أبنائها وأنت كنت أجمل وأطهر القديسين في محراب مدينة كانت بك وأفلت بتهجيرك.
من يضيء باخضرار روحه منارة الجامع المظفر مؤذناً بالأعياد والرمضانات ويجلو زجاج سماء المدينة من أدخنة القار والسولار ويغسل ببخور الرجاء مآذنها وقبابها التي أناخ عليها السخام بعدك!
سيدي سهل بن عقيل أيها الرؤية التي اتسعت حتى ضاقت كل العبارات بحقها لأكاد أرى جلياً حضرتك في حضرة أجدادك عترة المصطفى أشرف الخلق، وهذا عزائي في رحيلك فاصفح لي غيابي عنك فهو غياب مترع بحضورك في جوارحي وخلجاتي حضور الحبيب في المحب وحلول روح المعشوق في العاشق ومزاج الخمرة بالماء الزلال... فليكن حبي شفيعاً لي لديك وعفوك شفيعاً لي لدى ملك الملوك.
سلام الله عليك يوم ولدت ويوم رحلت ويوم تبعث حياً.