دنيا حسين فرحان / لا ميديا -

"إعاقتي قوتي" عبارة لطالما يرددها ذوو الهمم، خصوصاً بعد أي نجاح يصلون إليه وأي صعوبة يتجاوزونها.
وفي خطوة وإسهام رائع من قبل عدد من المهتمين الذين أرادوا أن يشاركوا المكفوفين فرحتهم بهذا الإنجاز، يحاولون ذوو الهمم رغم الظروف الصعبة والإمكانيات الشحيحة، بتوصيل رسالة قوية للجهات المختصة ولكل المجتمع بأنهم قادرون على العطاء كلما توفرت لهم الفرص.

صحيفة "لا" كانت في قلب الحدث.
منذ أيام قليلة، أقام معهد النور للمكفوفين في عدن بطولة التحدي لكرة الهدف (كرة قدم وضع عليها جرس بين فريقين من المكفوفين) جرت وقائعها مؤخراً بنادي الميناء الرياضي بمديرية التواهي عدن.
المباراة جرت بين معهد النور للمكفوفين وفريق نادي نجوم عدن وجمعية المكفوفين بمحافظة لحج بحضور المدير التنفيذي لصندوق رعاية وتأهيل المعاقين المركزي محمد الشاعري، مدير معهد النور للمكفوفين ماجدة عبدالمجيد، ورئيس جمعية المكفوفين فضل سبيت، والأمين العام لجمعية المكفوفين فرع لحج إقبال قشاشي، ورئيسة المركز المهني لذوي الاحتياجات الخاصة ليلى باشميلة، ورئيسة جمعية روم للتنمية، وعدد من الشخصيات الاجتماعية.

أول مشاركة وأجملها
أحمد عبدالله صالح أحد اللاعبين المشاركين في المباراة يقول: هذه أول مرة أشارك فيها بهكذا بطولة، وأتمنى على المعنيين في الجهات المختصة أن يهتموا بشريحتنا وأن يستخرجوا لنا تراخيص التدريب في جميع الأندية، وأن يوفروا كل ما يلزم من الاحتياجات لذوي الاحتياجات الخاصة والمكفوفين ليقدموا الأفضل. لقد حرمنا لسنوات عديدة من هذه الأنشطة التي تقام في العديد من الدول، وتحياتي لكم ولمن أقام البطولة، والمزيد من الدعم لذوي الاحتياجات الخاصة والمكفوفين ليقدموا الأفضل.
من جهته، يؤكد اللاعب غسان فضل علي محمد: كل الأجواء كانت مهيأة والجميع كان في أتم الاستعداد لانطلاق المباراة، خصوصاً بعد التوقف الطويل منذ آخر مباراة أقيمت، لذلك تحمسنا كثيراً عندما تم التواصل معنا وطلب منا أن نشارك في هذه البطولة ولم نتأخر؛ لأن الهدف منها ليس فقط إجراء مباراة، بل هو أسمى وأكبر، ويتمثل بتوصيل رسالة قوية لكل من حضر وكل من شاهدنا وسمع عن هذه البطولة بأننا قادرون على تقديم الأفضل، ومهما مررنا بصعوبات وعراقيل، ومهما كان هناك من يريد أن يوقف أي نشاط للمكفوفين، نقول لهم لن تستطيعوا لأننا سنظل نطالب بحقوقنا، وأهمها حقنا في أن يكون لدينا بطولات وفعاليات رياضية خاصة بذوي الهمم ومنهم المكفوفين.

ندرة في زمن الصعاب
عبدالرحمن طارق، أحد اللاعبين، يقول: البطولات متوفرة بشكل كبير خارج اليمن، لكن في اليمن وعدن تحديداً نادراً ما نجد تنظيم مثل هذه الفعاليات والبطولات بسبب الصعوبات التي يجب أن تهيأ لها الاحتياجات، وأتمنى من كل الجهات المعنية الالتفات لنا.
ويضيف طارق: إذا كانت هناك بطولات مستمرة بين فترة وأخرى، ستجد المكفوفين في تنافس لتقديم الأفضل. لدينا لاعبون مميزون وكثيرون ممن يحبون ويمارسون مختلف الرياضات، ولكن لم تتح لهم الفرصة في الظهور وإخراج كل طاقاتهم.
ويشاركه الرأي زميله أحمد علي الكوني، لاعب نجوم عدن، بقوله: مثل هذه الفعاليات يتعجب منها الكثير؛ لأن المكفوفين يقيمون بطولات وألعاباً رياضية، وأنهم يتقنونها ويريدون الانطلاق للمشاركة في البطولات الخارجية. نريد أن نوصل رسالة عنوانها أن "إعاقتي طاقتي"، وأننا لن نتوقف عند هذا الحد إطلاقاً، ونريد أن نقدم الأفضل والأجمل، يجب أن تتاح لنا الفرصة بالشكل المطلوب والمفترض، وهذا كله بيد الجهات المعنية التي هي المسؤول الأول عن دعم وتنظيم مثل هذه الفعاليات، وكلنا أمل فيها أن تقف معنا وإلى جانبنا.

عدنا من جديد 
محمد سامي عبده شائف، لاعب نادي نجوم عدن يقول: البطولة كانت خطوة جميلة ورائعة، خصوصاً بعد انقطاع دام 3 سنوات. الفوز كان حلماً وتحقق بفضل الله وجهود الشباب الذين قدموا أداءً جميلاً ومجهوداً جباراً يشكرون عليه.
ويضيف شائف: دائماً ما نجد فئة المكفوفين أو أي فئة من ذوي الاحتياجات الخاصة مظلومين في تنظيم أي فعالية أو حفل يخصهم. لا نجد الاستمرارية وهذا ما يسبب لنا إحباطاً شديداً، والتوقف عند نقطة واحدة، وحينما تتاح لنا الفرص سنتقدم ولن نتخلف أبدا عنها.
ويدلي زميله إبراهيم السروري، برأيه قائلاً: سعيد جداً كوني من الفريق الفائز. الجميع مشترك في هذا النجاح. دائماً لنا رسالة واضحة وواحدة، هي أن الإعاقة لا تعني أننا غير قادرين على العطاء، بل العكس تماماً إذ تدفعنا لإثبات قدراتنا وذاتنا، وأننا ممكن أن نقوم بأشياء قد لا يصدقها البعض، ولكن بالفعل نحن نستطيع بفضل الله وبدعم الجهات التي تريد أن يكون لنا بصمة في المجتمع.
محمد العماري، إعلامي البطولة يقول: كنت أحد اللاعبين البدلاء فقمت بتأدية دور الإعلامي على أكمل وجه والتقطت عدداً من الصور وقمت بنشر مقاطع من الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل أن يتابع الناس مجريات المباراة، وما يحدث فيها، وتعميم الخبر على مختلف الصحف، لكن ما نحتاجه بالفعل هو أن يقف الإعلام معنا، وأن تتم تغطية كل فعاليات وأنشطة المكفوفين على أكمل وجه أسوة ببقية فئات المجتمع.
ويضيف العماري: كان ينقصنا الإعلام، فلم تحضر القنوات والصحف لتغطية الحدث الذي يعتبر مهماً لكل المكفوفين والمجتمع أيضا، برغم أننا نشرنا أخباراً بموعد البطولة، لكن للأسف الإعلاميون يعتقدون بأن هذه الفعاليات ليست مهمة، ولا يعطونها الأهمية الكافية. أشكر صحيفة "لا" الوحيدة المتواجدة معنا هنا اليوم.
ويقول محمد علي، نائب رئيس نجوم عدن للمكفوفين: رغم الإمكانيات الشحيحة لهذه البطولة لكننا أقمناها، وكل المكفوفين المشاركين كانوا سعداء جداً بعد توقفها لـ4 سنوات وأكثر، وبإذن الله ستكون هذه البطولة هي شرارة الأمل وبارقة لانتزاع حقنا المشروع وهو إقامة النادي الخاص والمشاركة المحلية والدولية.
ويضيف علي: المكفوفون ليسوا بالفئة العادية كما يعتقد البعض، لديهم مؤهلات وهم مبدعون في مختلف المجالات، ولديهم إرادة قوية وإصرار على النجاح مهما كلفهم الأمر، لذلك هم بحاجة للالتفاف حولهم والوقوف إلى جانبهم من أجل أن ينتزعوا كل حقوقهم في المشاركات والفعاليات وتقديم وفرض أنفسهم على المجتمع دون خجل، ونحن نسعى لذلك ونتمنى أن يحدث في قادم الأيام.