خاص / مرافىء -

أيقونة إذاعة وتلفزيون عدن وصاحبة الدور الريادي والإعلامي المتميز، وكبيرة المذيعات وصاحبة الابتسامة العذبة التي لا تفارق محياها والصوت الأعذب المكسو بالعطاء والحب.
ولدت الإعلامية المتألقة أمل بلجون في العاشر من يناير 1952 بمدينة عدن. عاشت في أسرةٍ محافظة وملتزمة بعادات وقيم منظمة ومسؤولة. وكانت بداياتها في سلك الإعلام مبكرة جداً، منذ أن كانت في التاسعة من عمرها، وذلك من خلال مشاركتها في كورس الإذاعة، ضمن برامج الأطفال، وهذا ما انعكس عليها لاحقاً من نجاح في تقديم برامج الأطفال، خصوصاً «نادي الأطفال»؛ ذلك البرنامج الأكثر شهرة وتميزاً في العقدين الماضيين. 
في 1975 عملت في اتحاد نساء اليمن كسكرتيرة. ولأنّها تتمتع بملكات فن الأداء التلقائي، استطاعت أن تلفت انتباه العاملين في التلفزيون لاختيارها كمذيعة، حيث كانت البداية الفعلية لها في العمل التلفزيوني من خلال برنامج قدمته مصادفة بسبب تغيب مقدمته الفعلية. فكانت تلك البداية تلقائية وموفقة، وتعاملت أمل مع العمل من منطلق أسرتها وقضايا الناس التي كانت تواجهها من خلال عملها. 
في 1988، زارت الجزائر ضمن وفد إعلامي تلفزيوني إذاعي صحفي لنقل خبر إعلان قيام الدولة الفلسطينية الذي تمّ هناك، واستطاعت دون غيرها الحصول على تصريح إخباري للتلفزيون اليمني من رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات.
ظل صوتها عبر تلفزيون وإذاعة عدن ينساب إلى قلوب المستمعين والمشاهدين كالنسيم في كل نهار، تاركاً فيهم ذكريات لا تنسى من خلال الكثير من البرامج المنوعة كـ«أمسية الأربعاء»، «طوف وشوف»، «مجلة التلفزيون»، «كوكتيل»، «الأطفال والأسرة»، «منوعات أغاني الشعوب»، وغيرها من البرامج، بالإضافة إلى العديد من الأعمال الدرامية ومنها «أم البنين»، الذي كان يقدم على الهواء مباشرة، وسهرات لا حصر لها داخليا وخارجيا.
أما انسياب ذلك الصوت غير ميكرفون إذاعة عدن، فلايزال المستمعون يتذكرونه من خلال ذلك البرنامج «مع المستمعين»، مع المذيع ناصر بحاح، وكذا من خلال عدة برامج ناجحة وندوات خاصة بالأطفال ونشرات أخبار وبرامج إخبارية على الهواء مباشرة.
كان آخر برنامج أعدته وقدمته أمل بلجون هو: «النور والأمل»، الذي يعنى بذوي الاحتياجات الخاصة، ويظل نبراساً وتميزاً حقيقياً للعمل الإعلامي الهادف قبل فضائيات اليوم وأدواتها الحديثة.
وعلى مدى 5 عقود من عملها الإذاعي والإعلامي، ظلت أمل بلجون في قمة عطائها ومجدها وخدمتها للإعلام الوطني بصدق والتزام وتفان، وأسهمت في تشكيل لوحة جميلة ووجه مبتسم وصوت آسر للقلوب وساكن في ذاكرة الأجيال.