إنصاف أبوراس / مرافىء -

كان النهار يحاول الاختباء خلف بقايا ليلة أخيرة، يتشبث بأطراف ثوب آخر لحظاتهم، الشمس اليوم تبدو على غير عادتها لا لون لها، وكأن الجبال حولها تمتص بريقها بخبث، الحياة برمتها لا تشبه نفسها، لا صوت لضحكة أطفال الصباح يسكبون على وجه اللحظة ألوان فرحهم فيصبح للوجود لون ملفت، هي ليست بينهم، لأول مرة تجلس في غرفتها تنظر بشرود لحقيبة تحتوي التغيير الجذري لذاتها، ملابس لم تعتد بعد ارتداءها، عطر يخنق رئتيها الصغيرتين، لا شيء يمكنه منافسة رائحة شارعهم تداعب أنفها كلما ركضت تمارس حق طفولتها. منتصف النهار باتت أخرى طفلة بثوب امرأة، حولها تغني أنثى الغراب نعيها، ترقص حولها أجساد ناضجة تسبقها بمدى كون بأكمله.
في منتصف الليل انتهكت باسم الدين والأعراف براءتها، وانتهت قصة لم يسمح لها بأن تبدأ.