حلفاؤنا في الداخل والخارج هم من يؤمنون بخط الاستقلال والحرية والعلاقات الندية 
من ارتمى في أحضان العمالة هم قلة من لصوص النظام السابق
أموال عفاش إن وجدت في الداخل فهي خاضعة لما يحكم به القضاء 
واشنطن تسعى لاجتثاث أنصار الله لأنهم من خارج اللعبة الأمريكية
اليمن لن تكون تابعة لأي قوى ولا نخشى أحداً

صنعاء / لا ميديا -
أكد عضو المجلس السياسي، الأعلى محمد علي الحوثي، أن تصنيف العدو الأمريكي لأنصار الله لا يعني شيئاً بالنسبة للقيادة الثورية والسياسية في اليمن، مؤكدا أن أمريكا عدو للشعب اليمني وهي من قتلته وعليها أولا تقديم الاعتذار له وتعويضه عن كل الخسائر.
وأضاف أبو أحمد، في حوار متلفز أجرته معه قناة "روسيا اليوم" مساء أمس الأول، أن القرار الأمريكي، لم يصدر ممن يبني توصيفاته على أشياء حقيقية، بل جاء في مسعى سياسي بهدف الضغط على القوى الوطنية للقبول بالسلام الذي لا يقوم على أية خطة.
وأشار إلى أن من أصدر التصنيف يقف في خندق واحد مع الجماعات التكفيرية (داعش والقاعدة) ودعمها كأذرعة له في قتال الشعب اليمني ممثلا بجيشه ولجانه الشعبية. كما أن التصنيف لم يستثن الفلسطينيين واتهمهم بأنهم "إرهابيون" لأنهم يدافعون عن بلدهم وشعبهم.
وأوضح أن العدو الأمريكي يسعى لاجتثاث مكون أنصار الله في اليمن كونهم أتوا من خارج اللعبة الأمريكية، لإعادة مكوناته وأدوات وصايته، حيث كان يدير البلد سواء عبر نظام العدو السعودي أو بشكل مباشر من خلال تعامله مع "حزب الإصلاح"، وأراد من خلال "الربيع العربي" أن يكوِّن له قوة ضاربة من "الإخوان المسلمين" في اليمن ومصر وتونس وغيرها.
وأشار إلى أن المكونات السياسية اليمنية في الداخل الوطني وعددها يقارب 38 حزباً تقفُ موقفاً صلباً في مواجهة كل المؤامرات، وأن حلفاء أنصار الله داخليا وخارجيا هم من يؤمنون بالخط الذي ينتهجه المكون، وهو خط الاستقلال، والحرية، والعلاقات الندية مع الدول المستقلة، وأن من ارتمى في أحضان العمالة والارتزاق هم قلة من لصوص النظام السابق الباحثين عن مصالحهم... فإلى نص الحوار.


•المذيع: مرحباً بكم سيد محمد. بودّي أن أسأل كيف تنظرون إلى آفاق علاقتكم مع الولايات المتحدة في ظل حكومة الديمقراطيين القادمة أو الرئيس الديمقراطي القادم؟
-محمد علي الحوثي: أهلاً وسهلاً بكم. أولاً نحن لدينا مبادئ ولدينا قيم. أمريكا الآن هي عدوة للشعب اليمني، وهي قاتل للشعب اليمني، وعليها أولاً أن تقدم اعتذارها وأن تعوض الشعب اليمني عن كل الخسائر، قبل أن تتحدث عن العلاقات التي تتحدث عنها الآن.

•المذيع: الولايات المتحدة -يقول بعض المراقبين- إنها قادرة على تصفية القيادات الحوثية عن طريق استخدام أسلوبها المعروف في الاغتيالات عبر الطائرات المسيرة، ولكن إلى الآن لم يتحقق ذلك، صحيح أن عمليات قصف قد حصلت وذهب ضحيتها المئات وربما الآلاف من اليمنيين خلال السنوات الماضية، لكن لم يتضرر أحد من القيادات الكبيرة في جماعة أنصار الله. هل أنتم متفقون مع هذا الرأي؟
-محمد علي الحوثي: أولاً هي لم تدّع أنها لم تشارك في الحرب، فهي مشاركة في الحرب ضدنا، وتم استهداف الشهيد الصماد، وتم استهداف قيادات كبيرة وكثيرة من خلال الطيران، سواءً قيادات عسكرية أو أمنية وغيرها. لكن بالنسبة لأن يتم استهداف أحد أو لا يتم استهداف أحد نحن قوم نؤمن بأن الشهادة هي طريق للحياة الأخرى وليست طريقاً إلى الموت، فكل قياداتنا الذين يتحركون اليوم من هذا المنطلق، ولا يأبهون لأي تهديد يأتي من هذا الخصم أو ذاك، ولو كنا نهمُّ العصافير لما زرعنا الدُخن، لما استمررنا 6 سنوات ونحن في مواجهة هؤلاء المعتدين والطغاة.

•المذيع: سيد محمد علي، القيادات السعودية والدبلوماسيون السعوديون الذين نلتقيهم يقولون بأنهم مستعدون لفتح حوار مع جماعتكم إذا تخليتم عن تحالفكم مع إيران وإذا أبعدتم عن اليمن الطابع الديني يعني طابع الإمامة رغم من المفارقات أن المملكة العربية السعودية كانت دفعت بكل إمكانياتها للدفاع عن هذا النظام حين أسقِط على يد الجمهوريين. فهل أنتم مستعدون لتقديم مثل هذا التنازل؟
-محمد علي الحوثي: أولاً: نحن ندعو المملكة العربية السعودية إلى أن يكون نظامها نظاماً ملكياً ديمقراطياً أولاً لتتحدث عن الأنظمة الأخرى ويكون لها حق في أن تصنف أي نظام آخر أو تتحكم فيه، يعني على الأقل أن تقيّمه أو أن تنظر بالنسبة للأنظمة الأخرى، أما أن تتحكم بالأنظمة الأخرى فهذا لا علاقة لها به ولا يحق لها، لا قانوناً ولا شرعاً ولا عُرفا دولياً ولا دبلوماسياً، هذا أولاً.
ثانياً: نحن نقول بأننا جمهوريون، ونحن لم نعرف إلا علي عبد الله صالح قبل الحكم. لم نعرف الإمام أحمد والإمام البدر ولم نعرف أحداً. الذين زعمتْ وزعموا أنهم جمهوريون هم الذين كانوا مرافقين مع الأئمة. علي محسن الأحمر كان مرافقاً مع محمد بن الحسين، وهذا شيء معروف... فهي تتمسك بالقادة الذين تزعم أنهم قادة وهم في الوقت نفسه أيضاً اليوم مصنفون كإرهابيين بعد أن تخلوا عن نظام الإمامة وانطلقوا في الفكر الوهابي كعلي محسن أو غيره يحملون التوجه الإرهابي، هم من قاموا بدعم القاعدة في أفغانستان من أجل إسقاط الاتحاد السوفييتي، وهذا شيء معروف ومعلوم، ومازالوا إلى اليوم على علاقات بتنظيم القاعدة وداعش، وهم يقفون معهم في خندق واحد يقاتلوننا.
ثالثاً: بالنسبة لنا نحن عندما نكون نحن مع الجمهورية فنحن لا نتحدث عن الجمهورية على أساس أنه مصطلح أجوف أو أننا نستخدم التُـقية، لا يوجد لدينا، بالأخص المذهب الزيدي، لا توجد لديه التقية على الإطلاق، ولو كنا ممن يعمل بمبدأ التُـقية لتوقفنا عن أن نطلق صرخاتنا وشعاراتنا ونحن في قمة الاستضعاف، فنحن لم نتوقف عن ترديد شعارنا ونحن في قمة الاستضعاف عندما اعتدوا علينا إلى مساكننا وكان يقول النظام السابق بألا نرفع الشعار أو الصرخة حتى تحت البطانية، فنحن بهذا الموقف الذي تتحدث عنه، بالنسبة للنظام هو نظام ننطلق منه برؤية فاعلة ورؤية حقيقية، لكن ليس نظاماً على أساس أن يكون سُـلماً لتنفيذ مخططات السعودية في اليمن، أو سُـلماً لتنفيذ مخططات أمريكا في اليمن، أو مخططات "إسرائيل" في اليمن كما قد أفصحت عنها في هذه الأيام.

•المذيع: قبل أن أسأل عن البعد المذهبي وأرجو أن تكون الإجابة مختصرة حول هذا الموضوع، قبلها بودي أن أسأل ما هي مصلحة الولايات المتحدة برأيك من محاربة اليمنيين؟ يعني هل يوجد لديها مصلحة؟ عادةً الأمريكان يقاتلون من أجل مصالح اقتصادية بالدرجة الأولى، وكل ما يقال عن الديمقراطية وإلى آخره والشاهد على ذلك هو ما حصل في العراق، يعني على أساس هم يأتون بنظام ديمقراطي نهبوا ثرواته، ما هي مصلحة الولايات المتحدة في اليمن تحديداً؟
- محمد علي الحوثي: في اليمن هي كانت تدير اليمن أصلا بالتحديد، سواءً عبر السعودية أو مباشرة، كما أفصحت عنه إيميلات كلينتون التي انطلقت لتتعامل مع الإصلاحيين في اليمن وأفصحت عن ذلك إيميلاتها، وأرادت من خلال "الربيع العربي" أن تكوّن لها قوة ضاربة من الإخوان المسلمين، في اليمن وفي مصر وفي تونس وفي غيرها. من كان خارج اللعبة الأمريكية هو نحن، فلذلك هي تريد أن تجتثنا لتعيد مكوناتها التي كانت تحكم من خلالهم.

•المذيع: قلتم إن المذهب الزيدي لا علاقة له بفكرة الإمامة، ولكن أي علاقة إذن لهذا المذهب الذي يقول الفقهاء بأنه الأقرب إلى المذاهب الأربعة المعروفة مع إيران التي هكذا تُتهم بتصدير مذهبها إلى العالم العربي؟
-محمد علي الحوثي: أنا كلامي معروف دائماً، أننا لا نريد الثقافة الاثنى عشرية، ولا الثقافة الوهابية، لأننا نحمل ثقافة أخرى هي الثقافة الزيدية التي هي منبع للإسلام، وهذا لا يعني أننا نُكفر الآخرين، ولكننا نقول ما لدينا من عقائد وما لدينا من مبادئ وهي ما تتوافق مع العقل وما تتوافق حتى مع التطور اليوم، هو يأتي ليثبت أن ما تحدثت عنه هذه المبادئ هي المبادئ الحقيقية والمبادئ الصحيحة، بغض النظر عن الآخرين، نحن في حديثنا عن معتقداتنا لا نكفر الآخرين، لكن نقول بأن لدينا منبعاً صافياً، والرسول صلى الله عليه وعلى آله قال: "إذا أتتكم الفتن فعليكم باليمن"، ومن أكبر الفتن هي فتنة الباطل والتضليل، وعودتهم إلى اليمن هي عودة إلى هذا المذهب الذي لا يوجد إلا هنا في اليمن، الذي هو مبدأ آل البيت، المبدأ الحقيقي والراسخ. أمّا الآخرون، سواءً المذاهب الأربعة أو غيرها فلها امتدادات في اليمن وفي غيرها، فلا يمكن أن يقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله عليكم باليمن وهو متواجد في مناطق أخرى.
هذا موضوع. الموضوع الآخر نحن بالنسبة لنا عندما ننطلق فإننا ننطلق اليوم خارج المذهبية، نقول لهم: تعالوا إلى القرآن الكريم ليكون الحكم بيننا وبين جميع الطوائف المسلمة، لنعود إلى النهج الإسلامي الحقيقي الذي يؤمن بأن لديه دستوراً اسمه القرآن الكريم، وما حواه القرآن الكريم فلنعمل به، وليس أن نتجه في اتجاهات أخرى، هذه كلها اتجاهات عصبية من أجل مسائل بسيطة جداً، القرآن يستطيع أن يعالجها، وقد استطاع أن يسقط معتقدات كبيرة فما بالك ببعض العقائد أو المسائل الفقهية.

•المذيع: سيد محمد علي، أنتم متهمون بالضلوع أو الوقوف وراء التفجير الذي كاد يودي بطاقم الحكومة اليمنية التي وصلت إلى ما يوصف بالعاصمة المؤقتة لليمن عدن، ما هي القرائن والدلائل لديكم التي تثبت العكس؟
-محمد علي الحوثي: هذه كلها تحتاج إلى وزارة الدفاع، هي التي ستتحدث عنها إذا ترجح لدى الإخوة. أما نحن فلا نلتفت إلى الاتهامات. الاتهامات كثيرة. ونقول للجميع: الذي يريد أن يتحدث عن أي جريمة حصلت هنا أوهنا، نحن نطالب بلجان تحقيق شاملة لكل الجرائم التي تم ارتكابها في الجمهورية اليمنية، ومن يرتكب أي جريمة فليحاسب.

•المذيع: في تقديراتكم من يقف وراء هذا التفجير؟ يعني أنتم لصيقون بالأحداث اليومية في اليمن...؟
-محمد علي الحوثي: التضاربات التي حصلت هناك توحي بأن وراء الأكمة ما وراءها كما يقال، فلذلك بإمكانك أن تستند إلى تصريحاتهم هم وليس إلى تصريحاتنا، فهم يتهمون بعضهم البعض، ولأننا متهمون كما قلت أنت، ولا يُـصدَّق منا أي قول أو نتحدث عن أي شيء، لكن تعالوا إلى لجان مستقلة تحقق في كل الجرائم.

•المذيع: على أي حال الحكومة اليمنية برئاسة هادي تقول إنكم أنتم تقفون وراء هذا التفجير فلنتجاوز هذه النقطة...
-محمد علي الحوثي: وهم أعداؤنا أيضاً ويقفون وراء الجرائم التي تحدث في اليمن، ولا يُـقبل من عدو في عدوه أي اتهام.

•المذيع: الآن يوجد اختلاف حول اعتبار جماعة أنصار الله أو الجماعة الحوثية منظمة إرهابية كما تعتزم الولايات المتحدة، حتى أن أوروبيين بل إن المنسق الأممي للقضايا الإنسانية اعترض وأبدى شكوكاً جدية حول هذا القرار. برأيكم هل فعلاً ستدخل الجماعة في قائمة المنظمات الإرهابية؟ وكيف سينعكس ذلك عليكم أنتم كمنظمة سياسية وعلى اليمن عموماً عدا قضية المساعدات الإنسانية التي يحتاجها اليمن الآن بشكل شديد جداً والمجاعة بادية للعيان؟
-محمد علي الحوثي: أولاً وزير الخارجية الروسي لافروف تحدث ووصّف الولايات المتحدة توصيفاً دقيقاً عندما قال إن سياسة أمريكا في الشرق الأوسط كـ"دخول فيل في معرض لبيع الصحون"، فهي تركض هذا وتدكم هذا وترفع هذا... فهي سياسة غير حكيمة. هذا أولاً. ثانياً نحن لا نأبه لأي توصيف بالنسبة لهم، لأنه ليس توصيفاً ممن يبني توصيفاته على أشياء حقيقية، التوصيف هو من أجل السياسة، من أجل -كما يقولون- أن يضغطوا علينا لكي نقبل بالسلام الذي لا يقوم على أي خطة، بينما نُـقدم خطط السلام ولا تُـقبل منا. أيضاً التوصيف أتى ممن يقف اليوم في خندق واحد مع القاعدة وداعش في قتالنا، هم من يدعمون القاعدة وداعش كذراعين لهم في اليمن لقتالنا، وهذا مما هو معروف لدى الناس جميعاً. هذا توصيفهم كان لمانديللا أيضاً واستمر حتى 2008/2009 واليوم أصبح مانديللا رجل سلام. فتوصيفاتهم دائماً غير دقيقة. التوصيف أيضاً لم يستثن الفلسطينيين، بينما استثنى اليهود "الإسرائيليين" عن تصنيفهم أنهم إرهابيون، واتُـهم المقاومون المجاهدون في فلسطين بأنهم إرهابيون!
أيضاً هناك عندما تنطلق المواضيع في اتجاه سياسي هم اليوم سيصنفون الصين وسيصنفون كل أعدائهم بأنهم إرهابيون، وقريباً سيصنفون أيضاً روسيا وغيرها من الدول التي تتعارض مع سياسة ومصالح أمريكا.
وعندما علمت بأن "بومبيو" أطلق التصريح، غرّدت في حسابي بـتويتر بأنه كان الأفضل والأجدر به أن يذهب لملاحقة أولئك الذين دخلوا مبنى الكونغرس الأمريكي واعتدوا على ديمقراطيتهم الهشة، بدلاً من الذهاب بعيدا للفت أنظار العالم باتجاه آخر وهو باتجاه اليمن الذي يحمل أكبر أزمة إنسانية، عليهم أن يستمعوا إلى التصريحات الإنسانية التي انطلقت بالأمس في جلسة مجلس الأمن، نحن قلنا بأنها تصريحات إيجابية وتحمل المسؤولية، وبالتالي ما وصل إليه الشعب اليمني من المجاعة هو بسبب السياسة الترامبية والسياسة الأمريكية التي أوصلت الشعب اليمني إلى هذا المستوى من إيقاف المساعدات ومن الحصار فوصلنا إلى المجاعة، وإذا أرادوا أكثر.

•المذيع: اليمن يعاني من مجاعة، وإذا استمرت هذه العقوبات فإن المجاعة ستكون أكثر بشاعةُ. أنتم تقولون نحن نحارب إسرائيل والولايات المتحدة، ولكن إسرائيل بعيدة عنكم، وهنالك اتجاه عام في المنطقة بل إن بعض التقارير الصحفية غير المؤكدة ربما تتحدث عن تسويات حتى مع من في معسكر الممانعة... مفاوضات سرية تجري وأنتم تعرفون من هو المقصود بذلك، يعني هل تبقون أنتم في جنوب العالم العربي في جنوب الجزيرة العربية لوحدكم ترفعون هذا اللواء، لواء محاربة إسرائيل، فيما يتجه العالم بشكل متسارع، اقصد العالم العربي، نحو التطبيع معها؟
-محمد علي الحوثي: أولاً الذين يسارعون اليوم في التطبيع معها هي الأنظمة التي نجد مثلها حينما نرى أمريكا تسعى لتعيد نظاماً للجمهورية اليمنية يسارع في التطبيع معهم. أما شعوب المنطقة فهم يرفضون ذلك، هم يرفضون التطبيع مع "إسرائيل" ويرفضون أيضاً إقامة العلاقات معها. ما تقوم به هذه الأنظمة لا يمثل الشعوب العربية أو الإسلامية، ما يقال ليس إلا ضجيجاً، وإن كان هناك بعض الحوارات فهذا لا يعني أننا سنغير موقفنا أو نبدل موقفنا، لا يعني أن نذهب في الاتجاه الذي يسير فيه الآخرون، لأننا مستقلون في قرارنا ومستقلون في إرادتنا ومستقلون في علاقاتنا مع الآخرين، ونحن ندرس أي علاقة مع أي مكون أو مع أي طرف، دون أن ننجر ونكون تابعين لأحد، لأننا نؤمن باستقلاليتنا ولا نخشى من أحد، لسنا ممن يخاف من أحد، نتحدث بحرية ونتحدث من منطلق إيماننا وقيمنا وعقائدنا.

•المذيع: من هم حلفاء أنصار الله في اليمن الآن؟ هل يوجد لديكم حلفاء في الداخل؟ نحن نعرف أن لديكم حلفاء في الخارج. من هم حلفاء أنصار الله في الداخل؟
-محمد علي الحوثي: حلفاؤنا في الداخل أو الخارج هم من يؤمن بالخط الذي نحن ننهجه، خط الاستقلال، خط الحرية، خط العلاقات الندية مع الدول المستقلة.

•المذيع: من هم تحديداً داخل اليمن؟ هل توجد قوى سياسية معينة أنتم تتحالفون معها؟ كنتم حلفاء مع حزب الرئيس الراحل علي عبدالله صالح. الآن كيف هي العلاقة مع المؤتمر الشعبي؟
-محمد علي الحوثي: لا يزال لدينا العلاقات الكاملة مع كل الأحزاب اليمنية المتواجدة في الداخل، وهي ما يقارب 38 حزباً. من خرج هم القليل من لصوص النظام السابق الذين اتجهوا إلى الارتماء في أحضان العمالة والارتزاق، لأنهم يبحثون عن مصالحهم. أما من بقي فهو بقي لأنه يحافظ على سيادته، على استقلال بلده، على جمهوريته، يدافع عن القيم المشتركة ويناضل من أجلها. أولئك لا يمثلون الجمهورية اليمنية، ونحن حاضرون للاستفتاء مع شعبنا اليمني على كل قضية نضعها أمامهم جميعا ولنقدمها للاستفتاء، سيحصل أولئك على صفر، عبد ربه منصور هادي لم يجرؤ على أن يُـنافِسه ولا شخص واحد شكلياً في الاستفتاء على انتخابه الذي كان بعد المبادرة الخليجية، لم يجرؤ على أن يقف إلى جانب شخص واحد، عندما قالوا سيضعون مرشحين شكليين رفض وقال لا يمكن إلا أن يكون هو فقط، لقد كان سيحصل على الخسارة لو لم يكن هناك تزوير في ذلك الاستفتاء.

•المذيع: سيد محمد علي، أنتم تقولون إن حلفاء أنصار الله في الداخل هم من يؤمن بالاستقلال والسيادة وغيرها من المفاهيم التي تحدثتم عنها، طبعاً لم تحددوا من هي هذه القوى السياسية...؟
-محمد علي الحوثي: نعم، 34 أو 38 حزباً، لا أستطيع ذكرهم بالتحديد بأكملهم.

•المذيع: نعم نعم، أنصار الله متهمون بأنهم يضيقون على الحريات ويعتقلون صحفيين وأن هنالك أعداداً كبيرة في السجون ممن يخالفونكم الرأي. كيف تعلقون على ذلك؟
-محمد علي الحوثي: أولاً: كما قلت هو اتهام. ثانياً: الدول التي تحاربنا هي من أعلنت أن من يقف أو يتكلم أو يصرّح أو ينزل أي شيء عن الحرب القائمة ضد الجمهورية اليمنية فإنه سيتحمل 100,000 ريال غرامة، وبعضهم قال السجن خمس سنوات، سواء كان في المملكة أو الإمارات وغيرهما من الدول التي تحيط بنا وتجاورنا. ثالثاً: عندما يقال بأن هناك صحفيين فهذا غير صحيح، الصحفيون المعروفون والمرموقون لا يوجد لدينا أي صحفي على الإطلاق، إنما أشخاص يُـدعى أنهم صحفيون، قيل عنهم بأنهم صحفيون، وليس صحيحاً أنهم صحفيون، وليسوا معروفين وليسوا بارزين وبإمكانك أن تعيد قراءة المشهد اليمني قبل العدوان على بلدنا ولن تجد من أولئك الذين يدعون أنهم صحفيون لن تجد لهم أي نشاط يُـذكر.
 
•المذيع: نعم، على أية حال هنالك صحفيون ومن بينهم مراسل قناة (RT) تعرض للتهديد ومصور لوكالة "رابتلي" التابعة لـ (RT) قد اغتيل في جنوب اليمن، هل لديكم معلومات عن هذه القوى التي تقف وراء اغتيال وتهديد الصحفيين؟
-محمد علي الحوثي: لا يوجد لدينا أي شيء، لكن إذا كان في المناطق التي تخضع لسيطرتنا فليأت للإبلاغ عند الأجهزة الأمنية ونحن سنقف إلى جانبه وسنوفر له من الحماية ما يريد، نحن لا نقبل بأن يهدد أي صحفي ولن نقبل باي تهديد لأي شخص.

•المذيع: سيد محمد علي بالأرقام، كم تبلغ نسبة الأراضي اليمنية الخاضعة لإدارتكم لإدارة أنصار الله؟
-محمد علي الحوثي: أكثر من ثلثي السكان تحت إدارة أنصار الله وتحت إرادتهم هم، هم يملكون كامل الحرية.

•المذيع: حسناً، إذن ما هي مصادر الموازنة؟ من أين لكم الأموال لإطعام هذه الأفواه، هذا الشعب اليمني الكريم الذي عانى الأمرّين على مدى عقود طويلة؟
-محمد علي الحوثي: لا ننكر أن هناك شيئاً من الفقر أو البطالة الحاصلة بسبب استهداف مصانع الجمهورية اليمنية، وبسبب التضييق والحصار الموجود على الجمهورية اليمنية، وبسبب أيضاً نقل عمليات البنك المركزي اليمني من صنعاء، وبسبب توقف المرتبات في اليمن، وهذه كلها نتائج الحرب الاقتصادية التي واجهت بها دول العدوان الشعب اليمني. لكن هذا لا يعني أن الجمهورية اليمنية هي من كانت تقوم بإطعام الشعب اليمني. معروف عن نظام الجمهورية اليمنية أنه كان يعاني الفقر من قبل العدوان عليه، فما بالك بعد العدوان عليه؟! أيضاً الشعب اليمني لديه أموال، لديه مدّخرات، لديه أيضاً أراض يقوم بزراعتها، لديه أسباب كثيرة يتحرك فيها وإن كانت بأقل، بسبب ما يعاني من الحصار والعدوان عليه، لكنه شعبٌ قـيّم وشعب يتكافل فيما بينه، شعب يقسم ما يملك من القوت مع جاره مع صاحبه، نحن أمة مترابطة متآخية نعمل على أن نواجه العدوان، لأن الشعب اليمني يعرف أنه يواجه الغزو لبلدنا والاحتلال لبلدنا، وما يشاهد في جزيرة سقطرة وما يشاهد في المهرة وما يشاهد في المحافظات التي ليست تحت سيطرتنا هو أكبر دليل على أن هؤلاء أتوا لاحتلال بلدنا ولم يأتوا من أجل مصالحنا.

•المذيع: سيد محمد علي، في نصف دقيقة إذا تسمحون، ما هو مصير أموال الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وانتم تحدثتم عن هذا في أكثر من مناسبة؟
-محمد علي الحوثي: هذه الأموال -إن وجدت- ستخضع للقضاء اليمني، فما حكم به القضاء اليمني وصادره سيتجه إلى الخزانة العامة للدولة باعتبارها حقوقاً للدولة إن حكم بها القضاء، وإن حكم القضاء بأن تبقى لأولاده ولأبنائه فنحن لا نمانع.

•المذيع: نعم حسناً، يعني هل سيطرتم على هذه الأموال؟ نفهم من ذلك أنكم سيطرتم عليها باختصار؟
-محمد علي الحوثي: المفترض أن التحقيقات مع أبنائه في الخارج، لأن ثروته في الخارج وليست في الداخل. معروف عن كل القائمين على الأنظمة العربية أنهم يودعون أموالهم وبأسماء وهمية في الخارج، وقد تحدثت عن ذلك الأمم المتحدة، وفي أحد تقارير مجلس الأمن من الخبراء تحدثوا عن أعماله وأين توجد هذه الأموال، وأيضاً قناة "الجزيرة" عرضت فيلماً عن هذا الموضوع، جزء من المعلومات في فيلم لها.


•المذيع: نعم. شكراً جزيلا سيد محمد علي الحوثي، القيادي في جماعة أنصار الله وعضو ما يُعرف بالمجلس السياسي الأعلى في اليمن، شكراً جزيلا لكم.
-محمد علي الحوثي: شكراً جزيلا.