فيبكه ديل
الموقع: "العالم الفتي" (jungewelt)
ترجمة خاصة عن الألمانية:نشوان دماج / لا ميديا -

قد يكون من المتوقع شن هجوم على "إسرائيل" من قبل العراق أو اليمن. هكذا يصرح المتحدث باسم الجيش "الإسرائيلي"، هيداي زيلبرمان، لموقع "إيلاف" الإخباري السعودي، بعد فترة وجيزة من عيد الميلاد. ففي هذين البلدين تتمركز، بمساعدة من إيران، طائرات بدون طيار وصواريخ يتم التحكم فيها عن بعد. قبل أيام قليلة فقط، وخلال حفل عسكري، هدد رئيس الأركان "الإسرائيلي"، أفيف كوخافي، "إيران وشركاءها" في حال شن أي هجوم على "إسرائيل"، بالقول: "إن خططنا الانتقامية جاهزة، وقد قمنا باختبارها”.
مثل هكذا تصريحات تُظهر كما لو أن "إسرائيل"، بصفتها لاعباً غير مباشر تماماً، تشعر بتهديد من قبل أنصار الله (الحوثيين) - الذين يتم تصويرهم على أنهم تابعون لطهران. غير أن الأخيرين منذ سنوات وهم يتهمون "تل أبيب" بالتدخل في حرب اليمن. كما أن صحفيين "إسرائيليين"، مثلما أشار ران إديليست في صحيفة "معاريف" في أغسطس 2019، مقتنعون بأن الحكومة "الإسرائيلية"، حالها حال حكومة الولايات المتحدة، تشارك بنشاط إلى جانب التحالف العسكري وتسعى وراء مصالحها الإستراتيجية هناك.
وهناك بالفعل مؤشرات كثيرة إلى ذلك، فعندما سيطر أنصار الله على السفارة السعودية في العاصمة اليمنية صنعاء، عام 2015، عثروا على أسلحة "إسرائيلية" الصنع، وعلى خطط لإنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في جزيرة بريم (ميون) بمضيق باب المندب. كما أكد مسؤولون أميركيون أن مجاميع مرتزقة متحالفة مع الإمارات في اليمن تلقت تدريبات على يد الجيش "الإسرائيلي" في صحراء النقب.
في هذه الأثناء، يبدو أن التواصلات "الإسرائيلية" في اليمن تركز على المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات، والذي تأسس في 2017 ووضع لنفسه هدف إقامة دولة مستقلة في الجنوب. في سبتمبر من العام الماضي، أفاد موقع (Southfront) الأمريكي بأن وفداً إماراتياً "إسرائيلياً" وصل إلى جزيرة سقطرى، التابعة للأرخبيل الذي يحمل الاسم ذاته، ويخطط لإنشاء قواعد عسكرية واستخباراتية هناك. وقبلها في أغسطس، أي بعد فترة وجيزة من إعلان اتفاق بين "إسرائيل" والإمارات لـ"تطبيع" العلاقات بينهما، أعرب نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، هاني بن بريك، على "تويتر"، عن اهتمامه برحلة إلى "تل أبيب".
من ناحية أخرى، غرد وزير خارجية الحكومة المشكلة بدعم سعودي، محمد الحضرمي، بعد فترة وجيـــــزة من توقيع "إسرائيــــــل" اتفاقيـــات مـــــع الإمارات والبحرين، بــــأن العلاقــــات مـــع "إسرائيل" لن يتم تطبيعها إلا بعد إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس. بالنسبة للمجلس الانتقالي الجنوبي هو أيضاً، فإن مسألة ما إذا كان مستعداً بالفعل لاتخاذ خطوة لإضفاء الطابع الرسمي على علاقاته مع "إسرائيل" مشكوك فيها للغاية، خاصة وأن غالبية مؤيديه يرفضون ذلك. إنما قد يكون هناك لقاءات سرية حدثت بالفعل، كما كتب آفيل شنايدر، رئيس تحرير صحيفة "إسرائيل توداي"، "الإسرائيلية"، في 21 يونيو 2020.
من الواضح أن الحكومتين "الإسرائيلية" والأمريكية، اللتين لم تنسيا أمر إغلاق مضيق باب المندب، الرابط بين خليج عدن والبحر الأحمر، في حرب يوم الغفران عام 1973، لهما مصلحة استراتيجية كبيرة في وجود قاعدة مخابراتية عسكرية لهما في سقطرى الواقعة على مشارف المضيق. فمن هناك لن تكون أنشطة التجسس ضد إيران والصين وباكستان ممكنة فحسب، بل ويمكن أيضاً للقواعد العسكرية والاستخباراتية في حالة نشوب حرب ضد إيران أن تباشر عملياتها من هناك. وإذا ما قامت طهران بإغلاق مضيق هرمز أو بتقييد أكثر لحركة السفن، فإن باب المندب سيكون هو طريق التجارة الوحيد المتبقي.
أما الإمارات، التي لديها، على عكس الرياض، موقف إيجابي من قضية انفصال جنوب اليمن، فقد نشـــــرت، منذ مايـــو 2018، المئات مـــن قواتهـــا في سقطرى، وذلك بعد تأجير الجزيرة لها من قبل "الرئيس" هادي لمدة 99 عاماً، وها هي تستثمر مليارات الدولارات هناك. كما أن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو كان قد أعلن في 2018 أنه إذا تم إغلاق مضيق باب المندب، فإن "إسرائيل" سترسل قواتها هي أيضاً.