الموقع: (rtdeutsch) 
ترجمة خاصة عن الألمانية نشـوان دماج / لا ميديا -

ستة أعوام منذ بدء التدخل في اليمن بقيادة السعودية. تقدر الأمم المتحدة مقتل 233 ألف شخص. أكثر من نصف الضحايا قضوا نتيجة التأثيرات غير المباشرة للصراع. وأكثر من 100 ألف حالة وفاة تُعزى مباشرة إلى المعارك.
أودى الصراع في اليمن بحياة حوالي 233 ألف شخص، وذلك بعد ست سنوات من بدء التحالف الدولي بقيادة السعودية التدخل في الحرب الأهلية هناك. هذا ما أعلنته إدارة تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (UNOCHA). فحتى تفاقمه الأخير في عام 2020، تسبب الصراع واقعاً في "وفاة ما يقدر بنحو 233 ألف شخص، بمن في ذلك 131 ألفاً لأسباب غير مباشرة، مثل نقص الغذاء والخدمات الصحية والبنية التحتية"، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. وهذا يعني أن ما يزيد قليلاً عن 100 ألف ضحية تُعزى إلى أعمال الحرب المباشرة. وعلى ما يبدو، لا تزال هناك أرقام قليلة متاحة عن الفترة التي تلت التصعيد الأخير للصراع. إلا أن توزيع الأرقام الإجمالية للمرحلة السابقة يجعل حجم المأساة أكثر إيجازا:
"تسببت الأعمال العدائية المباشرة في سقوط عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين. وتم تسجيل 3153 حالة وفاة للأطفال في السنوات الخمس الأولى من الصراع".
لكن النتائج المتوقعة لعام 2020 تعِدُ أيضاً بأن تكون قاتمة:
"تم الإبلاغ عن 1500 ضحية مدنية في الأشهر التسعة الأولى من عام 2020. وتتواصل الهجمات على المنشآت التي يتكفل القانون الإنساني الدولي بحمايتها، بما في ذلك المؤسسات الطبية".
في نهاية أكتوبر 2020، تم إحصاء 47 جبهة أمامية في الحرب الأهلية اليمنية، وفي يناير كان هناك 33، وفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية. في مارس 2015، بدأ التحالف الذي تقوده السعودية قصف أهداف في اليمن لمنع "المتمردين الحوثيين" من السيطرة على البلاد بالكامل. يتم تزويد بعض أعضاء هذا التحالف بالسلاح من قبل الولايات المتحدة.
كما فرض التحالف قيوداً صارمة على استيراد البضائع إلى البلاد. فبالإضافة إلى الأسلحة، فإن السلع الأساسية هي أيضاً متأثرة منذ سنوات. وبذلك يتم منع حركة البضائع التجارية بشكل شبه كامل، ومنع استيراد سلع الإغاثة إلى حد كبير. وستتفاقم آثار هذا الحصار الفعلي في عام 2020 بسبب اشتداد القتال والأمطار الغزيرة وتوغلات الجراد من المناطق الصحراوية. أخيراً وليس آخراً، تفاقم الوضع السيئ بالفعل في سوق العمل بسبب وباء فيروس كورونا. مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UNOCHA) مهتم أكثر في هذا الصدد:
"في منتصف عام 2020، وصل انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية الحاد في اليمن مرة أخرى إلى مستويات تنذر بالخطر. كل المؤشرات تشير إلى أن معاناة قطاعات واسعة من السكان آخذة في الازدياد".
علاوة على ذلك، اضطر أكثر من 3.6 مليون شخص إلى مغادرة منازلهم نتيجة الصراع في اليمن، منهم ما لا يقل عن 158 ألفاً في العام 2020 وحده، وفقاً للإحصائيات المتاحة حتى الآن.