إنصاف أبوراس / مرافىء -

نكتب؛ ربما لأن الكتابة أصبحت وسيلتنا المثلى للهرب من عبثية الواقع.
ذات طفولة، حين كانت أحلامنا صغيرة، كنا نظنها قريبة منا، نكاد نلمسها في ضحكة تخلقها براءتنا، تتدحرج نحونا مع تيار فرح يأتي من حصولنا على قطعة حلوى رخيصة الثمن؛ لكنها غالية في نظر شغفنا بها. 
تأتي بشكل أو بآخر، فنواصل ضحكة انتصارنا على الحياة التي كانت تعني لنا الطرف الآخر في لعبتنا البريئة. 
لكننا كبرنا، وبات قميص أحلامنا ضيقاً لا يتسع لحجمها فينا، حتى إنه تمزق وتسللت عبر ثقوبه الخيبات الواحدة تلو الأخرى. لذلك، كان لا بد لنا من بديل عبره نتنفس شيئاً من أمل، وبه نتجنب سقوطنا في قعر الكآبة. فكانت الكتابة طوق نجاة لحظية تنتهي بوضع نقطة في آخر سطور الأحلام المؤجلة، لكنها تمنحنا لحظة سلام؛ وإن كانت وهمية.