تأجيل الدوري سيضرب ثقة الأندية بالاتحاد

حاوره: مالك الشعراني / لا ميديا -
أكثر من ثلاثة عقود من الزمن وكرة القدم لا تفارق اللاعب السابق والمدرب الحالي أنور عاشور سعدان. ولعل ما يميز مسيرة ابن حضرموت الكروية عن قرنائه، رغم بُعدها عن الأضواء، أنها كانت ومازالت حياة حافلة بالعطاء ومليئة بالنجاح.
سعدان أنور مدرب متفانٍ ويعمل بصمت، وآخر إنجازاته تحقيق بطولة الدوري التنشيطي مع شعب المكلا بداية هذا العام، ومؤخراً وقع لنادي التضامن لتدريب فريقه الكروي الأول وخوض غمار منافسات دوري الدرجة الثانية المزمع انطلاقه في أكتوبر القادم.
ملحق "لا الرياضي" واستمراراً لإبراز النجوم البعيدة عن أضواء الإعلام، يستضيف نجم التدريب وقيثارة حضرموت الدان، مدرب التضامن أنور سعدان:
 مرحباً بك كابتن في الملحق الرياضي لصحيفة "لا"!
- أهلاً وسهلاً بكم.

أستمتع بالتدريب
 من طالبت بالحصول على شهادة (A)؟ ومن الذي وقف ضدك؟ هل لك أن توضح لنا أكثر؟
- لا أحبذ ذكر اسم من وقف ضدي، لكن يمكنني القول إنه لم يساعدني أحد.
 هل التحاقك بمهنة التدريب كان عن قناعة، أم أنك كنت تطمح للالتحاق بمهنة أخرى؟
- نعم، التحاقي بالتدريب كان عن قناعة لأني كنت أهوى التدريب، والآن أشعر أنني أستمتع به.
 بحكم تدريبك لأكثر من نادٍ، كيف وجدت مهنة التدريب؟ وما أبرز الإيجابيات والسلبيات التي تواجه عمل المدرب؟!
- الوضع صعب والإمكانيات شحيحة. على المدرب الوطني أن يدرك ذلك. نواجه صعوبة في إيجاد اللاعب المناسب، كون البيئة وتكوين اللاعب نفسه غير مهيأ، ومعظمهم لا يتم إعدادهم بشكل جيد ولم يتدرجوا في الفئات العمرية، والسبب أن بعض الأندية لا تهتم بالفئات العمرية لأنه لا يوجد بطولات رسمية لها.

لم نتفق لتجديد العقد
 وقعت مؤخراً لتدريب فريق التضامن، ما أسباب تركك لنادي شعب المكلا؟
- انتهت فترة العقد التدريبي ولم نصل إلى اتفاق في بعض الأمور لتجديد العقد، لكني أتمنى لهم التوفيق والنجاح في الاستحقاقات القادمة. وبعد إعلان الاتحاد العام لكرة القدم انطلاق الموسم الجديد، عرضت عليَّ إدارة نادي التضامن تدريب الفريق الأول، فوافقت ولم أتردد في قبول هذا العرض، كون نادي التضامن رقماً كبيراً في حضرموت، وإن شاء الله نحقق طموح جماهير هذا النادي العريق.

بجدارة واستحقاق
 فوز شعب حضرموت ببطولة الدوري التنشيطي الأخيرة، البعض يقول إنه لم يكن بجدارة، وإنما كان بسبب قرارات لجنة المسابقات والمباراة المُعادة مع أهلي صنعاء. ما ردك على من يقول ذلك؟!
- حققنا بطولة الدوري التنشيطي بكل جدارة واستحقاق، ومن يبرر أو يقلل من ذلك فهو متعصب. شعب حضرموت قدم أداء تصاعدياً ومستوى عالياً بشهادة الفنيين الذين حضروا البطولة. وما حصل في مباراتنا مع الأهلي يحصل في أفضل الأندية، المهم من يواصل. والشيء الآخر الخطأ الإداري كان من الأهلي، وكان يفترض احتساب النتيجة لصالحنا، ومع ذلك قبلنا إعادة المباراة وفزنا وأضعنا فرص سهلة لو استغلها المهاجمون لكانت النتيجة غير.
ومن يشكك بأحقيتنا بهذا الإنجاز عليه أن يراجع مشوارنا، تعادلنا مع بيارق الهاشمي وفزنا على اتحاد إب وعلى التلال في المربع الذهبي وفي النهائي على وحدة عدن، وللعلم لعبنا أربع مباريات في غضون 7 أيام، وكل مباراة كانت أقوى من الأخرى، مع وحدة عدن ثم بعد 36 ساعة لعبنا مع أهلي صنعاء المباراة المُعادة، ثم مع التلال ومباراة النهائي وقدمنا مستوى تصاعدياً وأداءً تكتيكياً عالياً.

سنعمل وفق قدراتنا وإمكانياتنا
 ما هي آخر استعدادات فريقك الجديد للدوري المزمع انطلاقه الشهر القادم؟ وهل تتوقع أن ينطلق في الوقت المحدد؟!
- تسلمت تدريب نادي التضامن بداية الأسبوع الماضي، ومازلت في المرحلة التمهيدية والتعرف على مستويات اللاعبين المتواجدين، وسوف نبدأ غربلة القائمة واختيار الأفضل.
 في حال انطلق الدوري، بِمَ تعد جماهير تضامن حضرموت؟!
- نعد جماهير التضامن أن نعمل بكل جهد وفق قدراتنا وإمكانياتنا لتحقيق ما يرضي كل الجماهير والصعود به إلى المكانة التي يستحقها، ونسأل الله التوفيق والنجاح.

الأفضل طريقة التجمعات
 في ظل الظروف المحيطة والوضع الحالي، برأيك ما الطريقة المناسبة لعودة الدوري وإقامة المسابقات الكروية المختلفة بانتظام؟
- أتمنى أن ينطلق الدوري في الوقت المحدد، وأي تأخير أو تأجيل قد يتسبب في فقدان ثقة الأندية باتحاد الكرة، وسيتسبب أيضاً في إرباك خطة إعداد واستعداد الرياضيين والأندية للبطولة. وأعتقد أن أفضل طريقة لإقامة الدوري هي التجمعات، وذلك لصعوبة التنقل بين المحافظات.

استفدت من السنيني
 كنت مساعداً لمدرب منتخب الناشئين الوطني. كيف وجدت العمل مع المنتخبات الوطنية؟!
- كانت تجربة رائعة وتشرفت بها، لاسيما وقد كنت مساعداً للمدرب القدير أمين السنيني. فنياً استفدت من هذه التجربة وتعلمت منها الكثير. أتمنى أن تتاح لي فرص أخرى كي أقدم ما أستطيع تقديمه في خدمة منتخباتنا الوطنية.

نفتقد الاستراتيجية لتطوير المواهب
 بلادنا غنية بالمواهب الكروية، لكن لا يوجد استثمار جيد لهذه المواهب والنهوض بواقع كرتنا، ما الأسباب برأيك؟!
- صحيح، لدينا الكثير من المواهب، ولكن نفتقد لوضع استراتيجية لتطويرها ورعايتها بالصورة المثلى لكي تصبح نجوماً تضيء سماء الكرة اليمنية ويراها العالم.
 رغم كثرة مواهب كرة القدم، لكننا نعاني من ندرة الهدّاف. برأيك ما أسباب اختفاء المهاجم الهدّاف؟!
- مواصلة للإجابة على السؤال السابق أيضاً، لدينا مواهب هدَّافون، ولكن هناك عوامل لا تساعد على صقل هذه المواهب بالصورة المأمولة، منها فنية في أسلوب التدريب، وأخرى إدارية تتمثل في عدم وجود مسابقات للفئات العمرية بصورة منتظمة وكذا عملية الاستقرار الفني والإداري.
 مهاجمون تعتقد أنه لو تم الاهتمام بهم وصقل مهاراتهم سيبرزون وسيكونون مشروع هدّاف للكرة اليمنية في المستقبل...؟
- للأسف لا يوجد في حضرموت دوري للناشئين والشباب حتى أتوقع بروز لاعبين محددين، نحن كذلك نعاني حتى في الفريق الأول من هذه المشكلة، ورغم ذلك توجد مواهب مجتهدة نتمنى أن تكون في المستقبل مشاريع هدّافين.

ملح كرة القدم
 كيف تقرأ الحضور الجماهيري الكبير في مدرجات ملعب سيئون الدولي لمشاهدة مباريات الدوري التنشيطي والمسابقات الأخرى؟ وما الذي جعل الجماهير تعود إلى الملاعب بتلك الكثافة؟
- من الطبيعي أن تتواجد الكثافة؛ لأن جماهير حضرموت عاشقة ومحبة للرياضة وتتواجد دائماً بكثافة في الملاعب وهي ملح كرة القدم.

فصل الرياضة عن السياسة
 بعض الجماهير رفعت شعارات سياسية وتشطيرية. كيف تنظر إلى تلك الشعارات؟ هل لديك رسائل تود توجيهها لهم؟!
- لا نريد أي شعارات ترفع في ملاعبنا، غير شعارات حب الرياضيين في عموم الوطن وتشجيع الأندية. الرياضة لا بد أن تكون كياناً مستقلاً بعيداً عن كل الصراعات ويظل الرياضيون أسرة واحدة.

الشعب من أندية الصفوة
 رغـم الشغف الرياضي والجماهيري الكبير في حضرموت، إلا أن نادي شعب حضرموت هو الممثل الوحيد للمحافظة في الكثير من المواسم الكروية. هل يعني ذلك أن بقية أندية المحافظة ضعيفة فنياً؟ أم أن هناك من لا يريد أن يكون للنوارس ند ومنافس كبير؟!
- شعب حضرموت رقم صعب، ونادٍ استحق مكانته بين أندية صفوة الجمهورية. بكل تأكيد هناك أندية حضرمية تستحق أن تتواجد إلى جانب الشعب في الدرجة الأولى، لما تمتلكه من تاريخ وجماهير ومواهب وإمكانيات لا تقل عن الشعب، ونادي التضامن هو القطب الثاني في المحافظة ومكانه ليست الدرجة الثانية.
أيضاً سلام الغرفة، وسيئون، وسمعون، ووحدة تريم... وغيرها من الأندية لها مكانتها وتمتلك من الإمكانيات لتكون في مكان أفضل مما هي عليه الآن.

مهمة المنتخب الأول صعبة
 كيف تقرأ مشاركات منتخباتنا الوطنية في الاستحقاقات القادمة؟ وما هي توقعاتك؟
- منتخبا الناشئين والشباب قدما مستوى جيداً، ووصولهما إلى النهائيات الآسيوية يعتبر إنجازاً، ونطمح أن يقدما في النهائيات مستوى مشرفاً، بل والوصول إلى منصات التتويج. نتمنى ذلك من ناشئينا وشبابنا، وهم أهل لذلك، ولا فرق بينهم وبين لاعبي المنتخبات الخصوم.
غير أن سبب تدني مستوى منتخباتنا الكبيرة هو عدم وجود استراتيجية لتطويرهم بعد مرحلتي الناشئين والشباب، وبالتالي مهمة منتخبنا الأول صعبة نوعاً ما، لكن نتمنى أن نستغل فترة التأجيل الآسيوية ونقيم بطولة الدوري واختيار عناصر أخرى تضيف شيئاً للموجودين، بشرط أن يتم وضع برنامج إعدادي جيد يضمن الوصول بالمنتخب لأفضل جاهزية.
 رسالة أو كلمة أخيرة تحب أن نختم بها هذا الحوار...؟
- شكراً لمحلق "لا الرياضي" على هذه الاستضافة، وأتمنى أن تعود رياضتنا ونحقق ما نتمناه ونطمح إليه.


- أنور عاشور سعدان. من مواليد 1971م- عينات مديرية تريم حضرموت. متزوج وأب لبنت وخمسة أولاد. بدأت لعب كرة القدم في منطقتي عينات، ثم التحقت بفريق الزمالك بتريم، ومنه لنادي وحدة تريم عام 1988، وتدرجت في الفئات العمرية، وانتقلت لشعب إب ولعبت له من عام 1993 حتى 2001، ومثلت أهلي صنعاء في البطولة العربية بقطر 2001، ثم لعبت للتلال موسم 2002، قبل أن يستقر بي الحال وأعود إلى مسقط رأسي في شعب حضرموت حتى 2005، وحصلت على الرخصة الآسيوية (C) للتدريب في العام نفسه، وفي 2009 حصلت على رخصة (B)، ومنذ ذلك العام لم تتح لي فرصة التأهيل والحصول على الرخصة (A)، رغم أنني طالبت بها كثيراً ولم أتوقف عن التدريب في أي موسم، وأدرب فرقاً في الدرجة الأولى أو في الثانية.
الإنجازات:
- الصعود مع نادي شعب إب إلى الدوري الممتاز 1996، وهدَّاف الفريق وإحراز الكأس، ووصيف بطل الدوري 2001.
- تصعيد فريق سلام الغرفة إلى الدرجة الأولى.
- تصعيد فريق ريان ساه إلى الدرجة الثانية لأول مرة في تاريخه 2007.
- تصعيد فريق الجزع المهرة إلى الدرجة الثانية 2013.
- تصعيد فريق نجم سبأ ذمار إلى الدرجة الأولى لأول مرة في تاريخه 2011.
- مساعد مدرب منتخب الناشئين الوطني المتأهل إلى نهائيات كأس آسيا 2016.
- بطولة الدوري التنشيطي مع شعب حضرموت.