تنشر «مرافئ لا» نتاجات شعراء الظل بصورة أكثر تركيزا تتيح للقارئ الوقوف على أبعادها وتخومها، لتصدر هذه النتاجات لاحقا في «ديوان لا» السنوي .
القصائد المنشورة في حواشي هذا الملحق  لـلشاعر أمين علي أحمد العقاب .


 أمين علي أحمد العقاب. 
 مواليد 1977 حبيش - إب.
- موجه تربوي. 
- أمين عام مؤسسة إبداع للمراجعة الفنية. 
- عضو الهيئة الاستشارية في مؤسسة أبجديات الثقافية. 
- عضو رابطة شعراء العرب. 
- عضو اتحاد الأدباء والكتاب. 
- شارك في عدد من المهرجانات المحلية والخارجية. 
- حاصل على لقب شاعر الربيع المحمدي في مسابقة مهرجان الرسول الأعظم ولقب شاعر اليمن في مسابقة صدى القوافي على قناة اليمن.  
- له ديوان مطبوع بالإضافة إلى 4 دواوين مخطوطة.


الحزن
لله در الشعر تاجاً كم تحنّ له الملوك 
الشعر مملكة الكلام 
وومضة الفردوس في وجه الأنام 
هو نبتةٌ نبويةٌ 
تنمو على أنقى القلوب 
هو موطن الغرباء 
في وطن السواد 
الشعر أغنية الوجود 
بلدٌ وليس له حدود 
الشعر... سرٌّ لا تفسرهُ اللغات 


رجلٌ من زمنٍ آخر
طريقهُ سجادةٌ طويلةُ الحنين 
تراهُ فيها خاشعاً مُسبّحا 
وقلبُهُ قنديلُهُ
يشعُّ في ظلام زيفنا 
خُطاهُ غيمٌ في الترابْ
يداهُ للنورِ كتابْ 
يمسح أوجاع القلوب 
وباسمِهِ تبتسمُ الدروب 
ويورق الأملْ
رأيتهُ ذاتَ بهاء 
كان الزمانُ حوله يدور بالبخور 
والأفق يزهو حوله 
ويلبس السرور 
دعاهُ ذاتَ وعكةٍ أبي 
لأن جدي أسرج الرحيل 
وغاب في الحنين 
إلى الإله في السماء 
كان أبي قد مسّهُ الذهول 
قال له 
كنْ رجلاً
فسلّها أبي حسامْ
وقامْ 
يقارعُ الدموعْ
ويهزم البكاء 
كان كلامُ سيدي الجميل 
دستورنا النبيل 
في رحلة الحياة 
ولم نزلْ نحملهُ 
على صدور وقتنا وسامْ
قراءة في فنجانٍ مكسور 
قال لي 
يا صغيري الكبير 
أنت وحدك في الأرضِ تبحثُ عن ومضةٍ في الظلام 
عن ضفافٍ مبللةٍ في الرمال 
عن بقايا رجال 
في الزمان العضال 
جئتَ من همسِ سنبلةٍ في كتابِ المطر 
من خيام الهديل 
ذاتَ حلمٍ جميل 
أنت آخر طفلٍ تكلم في مهدِ أحلامنا 
وتحدى حداة الضجر 
أيها الشاعر المنتظر 
قال لي ناصحاً
اترك الشعرَ رهواً
وخذك... إليك 
وتهجى مسارك في زحمة الخانعين 
انشغل بحياتك 
دعكَ من الناس 
واتخذ منك 
زاويةً للهدوء 
وللابتسام 
في زمان اللئام 
انفرد بك وحدك 
في هدأةِ الليل 
وانظر إليك 
واقرأ هواك 
لا تظنك أحمدَ هذا الزمان 
فالمدينة تغلق أبوابها 
وأبو لهبٍ تزوج شيطانةَ الروم 
بايع ابن سلولْ
وأتى بالمغول 
فإلى أي ركنٍ تلوذُ بنورك 
يا عازف الفجر 
في مهرجان الدجى 
والضلال 
قلتُ كلا 
أنا قبضةٌ من شذى الأنبياء 
في حروفي تفيض السماء 
لن أصدق نفث الشياطينِ
في الوهم 
إني من يصنعُ الدربَ 
من يرسمُ الخطوَ 
لا قارئٌ تاهَ 
في غابةِ الزيفِ 
مدثراً بالغباء


إليهــا  
إلى امرأةٍ لا تشيبْ
وقد شاب - من حولها - العاشقون 
إلى من تعلمتُ منها الكثيرْ
تعلمتُ منها 
إذا لم تكنْ وردةً 
لا تكنْ شوكَها 
وإن لم تقدْ ثورةً للضحى 
لا تقفْ ضدها 
وإن لم تكنْ واحةً
لا تعشْ صخرةً في طريقِ الحياةْ
وإن لم تكنْ مشرقاً
لا تكنْ حاجباً لضياءِ الإله
إلى امرأةٍ 
علمتني الغرام 
وفاضتْ على جدب عمري غمامْ
وأعشبْ في شفتي من صداها الكلامْ
وصارت جمارُ الأسى في ضلوعي 
بنظرةِ حبٍّ سلااااامْ
إليها 
توشي مساراتنا بالزهور 
وتمنح آمالنا والأماني حضورْ
وتمسح عنا غبار القرون 
وبرد الشجون 
وتغسلنا من ضياع الزمان 
إلى من ننام على صدرها آمنينْ
ونسبح في حسنها عاشقين 
وننسى لديها همومَ الطريق 
وما يوجع القلبَ من حسراتِ العدو الصديقْ
وتمضي بنا باسمينْ
إلى زمن الياسمينْ
إلى حيث تلقي العباراتُ أثقالها 
وتطفئ في الشط أوجاعها 
وتلبس عمراً جديداً
سعيدْ


الأرض
لله در الأرض 
مائدة تقاسمها الذئاب 
الأرض أول دمعةٍ 
سقطتْ على خد الزمان 
الأرض أجمل لعنةٍ
إبليس أتقن شرحها 
حتى انزلقنا نحوها 
فأنشبت أنيابها في نبضنا 
في حلمنا 
في حبنا 
حتى غدونا كالحجارةِ 
ظامئين