إنصاف أبوراس / مرافىء -

ثمة نبتة لم تكبر أبداً، ربما أنكرتها الأرض، أو أن من تركها هناك تنكر هو لذرات التراب. هكذا همست شجرة الزيتون لحقل الورد، قصت على مسامع الريح حكايتها. في ليلة عاصفة، بنت حولها مستعمرتها، أعادت خلق المكان بطريقتها، شروطها. كانت عاصفة من فوضى، وظلت هي شكلاً دون هوية. بحجم النكران تداعت غصونها الذاوية، تجردت منها الحياة. في منتصف النهاية، سكب الوفاء عليها من فيضه حباً للأرض، فبدأت مجدداً. هذه المرة باتت جزءاً من المكان، فروعها ظللت بذور الحب، فأضحت للحياة وطناً.