«ديوان لا» شاعر الظل «سبأ عبده علي البعداني»
- تم النشر بواسطة «ديوان لا»
تنشر «مرافئ لا» نتاجات شعراء الظل بصورة أكثر تركيزا تتيح للقارئ الوقوف على أبعادها وتخومها، لتصدر هذه النتاجات لاحقا في «ديوان لا» السنوي .
القصائد المنشورة في حواشي هذا الملحق لـلشاعرة سبأ عبده علي البعداني .
سبأ عبده علي البعداني.
- مواليد إب (1986).
- بكالوريوس طب أسنان.
- شاركت في الكثير من الصباحيات والفعاليات في إب وصنعاء
- لديها عدة دواوين جاهزة للطبع ورواية قيد الكتابة.
حكاية عاشق
ولقد ذكرتك والحروب تبيدنا
وجراح قومي نازفاتٌ من دمي
وقنابل الإعدام فوق رؤوسنا
والموت حلق بين تلك الأنجمِ
وذكرت حبك والدماء هواطلٌ
ولمحت طيفك ثم لاح تبسمي
وأنا على نار الصبابة خافقي
متخبط النبضات كالمتلعثمِ
فعلمت أني لا محالة هالكٌ
إن الهلاك على رحابك مغنمي
ولقد وجدتك يا حبيب مسارعا
وتنوء بالبعد الطويل وتحتمي
الحب نبض صادق متجددٌ
ولهٌ وتيهٌ هدَّ كل متيم
النار أرحم من لهيبك لوعتي
والسيف أسلم من شجون توهمي
وحيٌ لاهجٌ
وحي المشاعر
والقريض تكلما
لما جثوت لهاجسي مستسلما
وغدت بحور الشعر بين أناملي
حبات رملٍ صافحت ماء السما
فعجنتها وخبزتها وزرعتها
وسقيتها الأكباد مني والدَّما
أهديتها إشعاع حبٍّ نابضٍ
ولها عليَّ الظل في ليلٍ همى
ورعيتها كالأم ترعى طفلها
حتى عشقت ترابها والأنجما
ورميتها بالشهد من قلبي أنا
حتى ترامى غرسها لما رمى
حرفي كنخلٍ باسقاتٍ ما لها
شبهٌ وما أشهى الثمار وأطعما
يا طائر الأشواق لحن أحرفي
واعزف بأوتار المُحبِّ ترنُّما
دعني أحلق في المجرة كلها
وأطير خلف خيال حرف ألهما
أطلق عنان المقلتين وطر به
واجمع بقايا الوجد منك تكرما
مازال قلبي في صوامعه التي
لعب القريض بساحها وتحكما
وتسربلت أنهارُ وحيٍ لاهجٍ
غطى لغات العالمين وغمغما
حرفٌ أثار براكناً في ساحتي
فأصمَّ أفئدة الفحول وأبكما
كنز العاشقين
رقص المداد بساحة الصفحاتِ
لما عبرتُ مُدندناً كلماتي
والحرف خرَّ
على سطوري راكعاً
مستغفراً ومرتلاً آياتي
وأتيت أقطف من شجوني زهرة
لِأعطر الأكوان بالنفحاتِ
لا تنتهي يا حبري الممزوج من
وجعي المبوتق في عميق الذاتِ
ناديت يا أهل البلاغة والندى
هل تسمعون تردد الأصواتِ
يا باحثين عن الكنوز وخيرها
هلَّا تصفَّحتم هنا أبياتي
سترون كنز العاشقين بأحرف ومنارة الحيران في راياتي
كن لي معيناً يا بقايا هاجسي
فالخوف رافق أضلعي وشتاتي
لا تسألوا عما أخبئ ها هنا
من حيرتي وصبابتي ورفاتي
لا تسألوني عن دياري إنها
مكتظة بالحزن والآهاتِ
وجعي تجمع في رؤوس أصابعي
وبلاغتي مَدمِيَّةُ الكلماتِ
والنار تكوي مهجتي لِتذيبها
وترمَّدت من بعدها ضحكاتي
والموج أغرق بسمتي لكنني
لن أنحني لصلابة العثراتِ
نبضٌ بأعماقي يلوّح قائلاً
لن أفقد الآمال يا مرآتي
أغار عليك
أغار عليك من ضوء النهارِ
ومن شغفي ومن طول انتظاري
ومن قمر الليالي حين تدنو
لتلفح طيفك الغافي جواري
ومن هبّات تلك الريح لما
تهدهد مقلتيك بلا قرارِ
أغار على عيونك من كراها
أرى في عمقها ثلجي وناري
أنا يا خلُّ ما لي أي صبرٍ
على الأشجان في ليل احتضاري
على بعدي على شوقي وما لا
يطيق القلب من آه المرارِ
أنا الأنثى التي تلتاع توقاً
لمن في دربه ألقى مداري
فخذ قلبي وخذ عيني وكلي
وخذ روحي وأحلامي وداري
ولكن لا تفارقني فشوقي
يقطعني على قلِّ اصطباري
يكاد الشوق يقطع كل نبض
على الأوداج من كثر انفطاري
وكل العاشقين على ضفافي
غدوا صرعى على نار انصهاري
لماذا أيها المحبوب قل لي
لِمَ يا خافقي تهوى انكساري
وإني بالصبابة لست أرجو
سوى عينيك تهديني مساري
وأحلم أن قلبك عن يميني
يرد الروح في أقصى يساري
على عرشي استويتَ بلا نزاعٍ
وما أبقيتَ حيَّاً في دياري
أنا توجتك الأعماق مني
بطوعي وامتثالي واختياري
متى يا حِبُّ تمسح كل حزني
تمد ظلال وصلك في قفاري
المصدر «ديوان لا»