تنشر «مرافئ لا» نتاجات شعراء الظل بصورة أكثر تركيزا تتيح للقارئ الوقوف على أبعادها وتخومها، لتصدر هذه النتاجات لاحقا في «ديوان لا» السنوي .
القصائد المنشورة في حواشي هذا الملحق  لـلشاعر زياد حمود علي السالمي .

زياد حمود علي السالمي
مواليد 1981، القفر محافظة إب.
ليسانس شريعة وقانون جامعة صنعاء، 2003.
طالب في المعهد العالي للقضاء الدفعة 23.
شاعر وكاتب وناقد. 
له مجموعة شعرية بعنوان «خلف الظل» صادرة عام 2007.
له عدة مجموعات شعرية قيد الانتظار.


بينهما
النهارُ الانتهازيُّ وأبراج المدينة 
خيمةٌ في الجهة الأخرى 
سحابٌ خائفٌ يستحضر الإيقاع 
قلت الوقت للنزهة حتميٌّ لإدراك الخيال 
بدلاً من شاشة العرض هذي 
لست فعلاً بالتراجيديّ 
فيما 
أنظر المشهد ضرباً من ضروب الميديا   
بينهما أبدو تماماً كسحاب خائفٍ  
أو أنزوي في اللامبالاة  
ببالٍ رائقٍ دون انتماء 
أو كسيناتور يستمتع بالناحيتين


أقل انتباهاً
عن الحزن قلبي أنخت 
وقلت لسادنه قف لكي نستظلَّ قليلاً 
ولو بعض معنى رجاءً تمهلْ 
فما عدت أحتمل السير في دمعةٍ ملحُها يجرح السطر قبل الشعور
كصبر الصليب على حائط الذكريات
وقفت فغادرني السرب لم ألقِ بالاً له 
ثم تابعت دمعي لألقي على القلق المستمر السرور أقل انتباهاً لفوضى الموائد 
أقرؤني شارداً في الحضور 
ولكن صوت الضجيج الرصاصيّ هذا 
كصفّارةٍ أطلقتها السفينة قبل الرسوّ 
يشتت حزني عن السطر عند العبور
أحاول حد احتباس الدموع 
بحنجرة الزهر 
كي لا تفوح إلى عبرةٍ في القبور 
وأعني تماماً لكي لا تشير بإصبعها صوب هذي المنابر أو صوب تلك القصور
سوى أنني لم أزل أحفظ الحزن عن ظهر قلبٍ ولو نازعته الأماني مكانته في السطور 
صمتُّ لأسأل: من يدرك الآن مثلي 
بأن على السطر ظلا
وإن كان يبدو حزيناً 
يسير بإطراقنا لليقين 
لماذا تضيق المدارك ناقمةً 
عندما تتهجّى مواجده 
ثم توصفه أنه مايزال يدور 
لماذا إذن كزجاجة عطر مغلفةٍ بالمواعيد 
تبدو القصيدة محبوسة العبرات بعنق الصدىهكذا أيها الحزن هل للدموع ملاذٌ كقلب الغريب 
يليق بها في الزحام 
وهل سوف يجتاز وحشته 
مثلما لم يزل في الرصيف 
تدوس عليه عقول اللُّهاة 
لتمضي بزهو المُدى للظلام
على الفجر من قبل أن تحرق الشمس قطر الندىقلت يغفو السؤال 
فأُسمع حزني العصافيرَ تشدو 
وينظر دمعي بأفيائه 
كيف ترضع مملكة النحل ثدي الزهور
هنا قل لقلبك لا بد للسطر من موعدٍ للظهور


على حافة الانفجار 
بعضُ حزنك نصفُ بلادٍ 
على ما بها لم تفِقْ 
لم تزلْ قلت تَحْلُم 
أن لها الحقَّ بالانسلاخ من الجسد اليمني 
وأن مُخَلِّصَها قد أتى بالدمار
فأيُّ خلاصٍ إذن 
إن يكن وضعُها مترفاً بالتمزق والانهيار 
تقول ملامحها للزمان 
وتصرف أفياءها عن هيوليِّ أنوارها  
رغبة الانشطار 
بلادي وأيّ بلادٍ سواك 
يعاهد مجدَكِ كلُّ دمٍ نابضٍ بالفداء 
خذي الآن ما شئتِ من وجعي 
ودعي الرأس يرفع هامته للسماء 
ويروي مشاعلَ سحْنته الواحدة 
وطناً لا يُطيق الوصايةَ والانحسار 
دعي البحرَ يبعث مرْجَ التلاقي 
إلى العالم المتسلّي بآهاتنا 
ويقول مكانك في الحيّزِ العدَميِّ 
وليس الديار مكانك خيبة مسعاك 
في لفتة المارد اليمني  
ستحرق بالبرْد بالريح بالموج  
في كل شيءٍ عليه تُشير يدُ الانتماء إلى وطني
 وليكن قلت ثَمّ بلادٌ على حافة الانفجار 
وثمّتما بندقٌ في دموع الثكالى 
ودائرةٌ لا يطول بها الثائرُ الانتظار 
تحوم على كل وجهٍ تمادى بقتل الطفولة 
للوجهات التي تتهدج بالانتحار
وللبحر في غضبي للنكفْ 
وللأوفياء الكرام بلا منتصفْ   
للنهار ستزهر أحلامنا موطناً شامخاً بالرجال
على أهبة الانتصار

لا مهرب
سل الجوف آتيك يا مأربُ 
كماضيك صنعاء لا تحجبُ 
 ومهما علا علم المعتدي  
 بأرضك سوف غداً يذهبُ 
فأنصار ربي لتنكيسها  
من الاحتلال هم الأقربُ 
ومن دوس أقدامهم أيقنت 
يقين المفارق لا مهربُ 
وصنعاء يا ابنة بلقيسها 
هي السيل للسد والمشربُ  
وأقيال خولان من بعدها 
من المعتدي ثأرها تطلبُ 
وأقيال خولان قوم الوغى  
لدعوة صنعاء قد جوَّبوا 
رجال الأفاعيل ما خذلوا
نداء الهوية أو خيَّبوا