تنشر «مرافئ لا» نتاجات شعراء الظل بصورة أكثر تركيزا تتيح للقارئ الوقوف على أبعادها وتخومها، لتصدر هذه النتاجات لاحقا في «ديوان لا» السنوي .
القصائد المنشورة في حواشي هذا الملحق  لـلشاعرأكرم عبدالفتاح أسحم .



أكرم عبدالفتاح أسحم
 مواليد 1978 جبلة- محافظة إب.
- بكالوريوس نظم معلومات- جامعة الحديدة.
- بكالوريوس إعلام، تخصص صحافة.
 - مدير إدارة النظم في جامعة الحديدة.
- متزوج ولديه ولدان.
- أصدرت السلفية الوهابية (الإخوان) فتاوى تكفير ضده عن مقال نشر له في «الثقافية» عام 2000.
- كما أثارت قصيدته في ملتقى الشعراء العرب 2006، ضجة واسعة محلية وعربية، والتي ينتقد فيها سلطة الحكم حينها. 



عاشقـــــان
مساءٌ مصابٌ بلوثة حُب
وقلبان يحتميان بأسوار صَمتِهما من ذئاب الكلام
ينجزان خديعة ليلٍ عفيفٍ 
لتبرير ما التفّ حولهما من ظلام
...إلخ


الكابوس الوطني
مُتوالياتُ النهبِ والفوضى
ومُقتطفات سُخطِكَ يا وَلدْ
هذي جحيمٌ أم بلدْ!
بلدٌ مُكوَّمَةٌ على باب الفجيعة 
مثل أسئلة اليتامى
حين تتركها المجازر دون رد
الحرب تُنجبُ نفسها 
والناس يغتنمون فرصتهم لتمجيد الضغينةِ فليكن
وليَملأِ الشهداءُ أرصفة الفضائياتِ
فيما يرفع المستثمرون قوائم الأسماء نحو مَمَالك التعويض 
أو لمنظمات الرصد
أو حتى لأوهام التفاوض حول تقسيم الجَسَدْ
نحن الجريمة والعقاب 
ونحن قُربانُ الكوابيس المُبَجَّلُ
نحن أضرحةُ السكاكين القتيلةِ 
وابتهاجُ «الحاذقين» بفيض أرباح العمالة والتذلّلِ
نحن مُختبرٌ لتجربةِ انفجاراتِ القنابلِ
نحن بورْصةُ هيئةِ الأممِ التي اتّحَدَتْ على استثمار قتلانا 
ونحن غنائمُ «الإعلام»
يَعرِضنا ويَحجُبنا 
ويُنكرنا ويَندِبنا.. على حسْب المُموِّلِ
نحن عاهاتٌ يُصَنِّعها السياسيون من أجل التسوّلِ
نحن أشباحٌ على وشكِ التحَوّلِ بؤرةً لقيامَةٍ فوق التخَيُّلِ
نحن جرحٌ واجـِمٌ يرتاحُ في قاع الخريطةِ 
نحن مذبحةٌ تُكابرُ بالحياةِ وتبتسمْ
لنقاءِ فِطرتها البسيطةِ
نحن مأساةّ لها حَقُّ التجَوّلِ في الأبدْ
مُتوالياتُ القتل واللعناتِ
مِن «إرَمِ العِمادِ» إلى «الصواريخ الذكية» 
غير أنكِ يا بلادي كبرياءٌ قاهِرٌ كالموتِ 
لا يشكو إلى أحَدٍ ولن يحتله أبداً أحَدْ



ومن شر أجمل ما خلق
الصباح المُصابُ بضحكة أنثى
سيستغفر اللَّه من قلبهِ إذْ خَفَقْ
ويعوذ بربِّ الفلقْ
من شفاهٍ أثارت ببسمتها غَيْرَةَ الضوء
واستلبتْ مِنه لونَ الشفقْ
الصباح المصاب بفتنتها ابتلعتْهُ الغوايةُ
فانهارَ مُنتشياً بالغرقْ
بيننا وردةٌ تختنقْ 
وابتسامةُ وهمٍ معذبةٍ بانتظارٍ قلِقْ 
بيننا فرحةٌ أنكرَتْ نفسها  
ودموعٌ سننكرها دائماً
فبماذا نثِقْ!!
بيننا طعناتٌ مهذبةٌ ومسددةٌ جيداً كاعتذارٍ لَبِقْ 
بيننا لعنةٌ/لعبةٌ يتسلّى بها الصمت والانفعالُ النَزِقْ
بيننا يأسُنا واحتمالاتُ حبٍّ يقامِر بالأمل المُنسحقْ 
بيننا كلُّ هذا الجليد الأكيد
وبعض الشكوك بشمسٍ تخاف إذا أشرقت نحترقْ
بيننا فجوةُ الزمن المستحيلة 
لن نلتقي أبداً
ولهذا فلن نفترق


الخيواني
قِيلَ: لمْ تنسَهُمْ
واستندتَ على غيمَةٍ عَبَروها
اتَّضَحْتَ جراحاً نَسُوها على هامِشِ الليلِ
مَنْ خلعوا بيَدِ الموتِ أسْمالَهُمْ 
ترَكوا فيكَ أسْمَاءهُـمْ وحروفَ البكاءْ
وَحْدَهُـمْ يَعْبرونَ المَرايا إلى ضِدِّها 
مَنْ رآهُمْ رأى قَلبَهُ
غيرَ أنكَ أبْصَرْتَ فيهِمْ بَنفسَجَةَ اللهِ غارقةً في الدماءْ
كائِناً ما يكونُ الرحيلُ تَراهُمْ
دَماً يَسْبقُ الصائِدينَ
بلاداً تُسابقُ أشلاءها للفجيعَةِ
كُنتَ تُصَلّي دَمَاً
غيرَ أنَّ بلاداً تموتُ بلا حُلْمِها
لا تُهمُّ السماءْ