خاص / مرافئ - 

أول صوت نسائي يصدح بـ«هنا عدن»، وهي العبارة التي مازالت حاضرة في أذهان الكثيرين، كما أنها أول صوت نسائي إذاعي على مستوى الجزيرة العربية، وكان له أثر كبير في بلوغ الرسالة الإعلامية في مراحل حرجة من تاريخ اليمن. 
ولدت الإعلامية والتربوية صفية علي إبراهيم لقمان عام 1936 بمدينة كريتر محافظة عدن. ونشأت في أسرة على قدر كبير من الثقافة والعلم.
بدأت نشاطها الاجتماعي في سن مبكرة في جمعية المرأة العدنية بقيادة الرائدة أم صلاح لقمان. ثم في مراحل لاحقة عند اشتداد النضال الوطني المناهض للاستعمار البريطاني في عدن، كانت ضمن كوكبة جمعية المرأة العربية بقيادة المناضلة رضية إحسان، وكانت ضمن أول زيارة قامت بها الجمعية إلى صنعاء للتهنئة بانتصار ثورة الـ26 من سبتمبر.
صفية لقمان من طلائع العاملين في إذاعة عدن وقناة عدن في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، حيث إنها في وقت مبكر من عمر إذاعة عدن، والتي تأسست في 17 أغسطس 1954 تحت اسم «محطة عدن للإذاعة»، التحقت للعمل هناك وساهمت في تقديم برنامج المرأة والطفل، و كانت من أوائل من عمل في البرنامج مع ماهية نجيب ونبيهة محمد وفوزية عمر ونجاة راجح وعزيزة عبدالله، وبعدها تحول إلى برنامج يومي حمل عنوان «ربات البيوت»، وانضم إلى أسرته فوزية غانم.
عملت مع كوكبة من الرواد الذين أطلقوا ثاني إذاعة في الشرق الأوسط والأولى على مستوى الخليج والجزيرة، وعملوا على تقديم الرسالة الإعلامية التي تخدم قضايا المجتمع العدني وتناقش هموم حياته اليومية.
ساهمت في إعداد وتقديم العديد من الأعمال والبرامج الإذاعية، أبرزها «شمسان يتحدث». وقدمت العديد من البرامج المتنوعة في المجالات الثقافية وبرامج المرأة والطفل، وكانت من أوائل من عمل في هذه البرامج. 
عقب تدشين بث تلفزيون عدن عام 1964، انتقلت صفية لقمان للعمل فيه، وقدمت برنامجاً موجهاً للصغار بعنوان «ركن الأطفال». لذا نالت صفية لقب «ماما صفية»، وواصلت عملها في التلفزيون.
تنتسب صفية لقمان إلى بيت شهير في عدن والجزيرة العربية وشرق أفريقيا والهند، خرج من دوحته كبار الصحفيين والمحامين والقضاة والإعلاميين، وأصدر في عدن أول صحيفتين إخباريتين باللغتين العربية والإنجليزية بريادة محمد علي لقمان .
عملت إعلامية، تربوية، واجتماعية، ومتطوعة لخدمة المجتمع... وتركت ذكرى عظيمة في قلوب الكثيرين من أبناء هذه الأرض الطيبة المعطاء.
تركت صفية لقمان إرثاً زاخراً في أرشيف إذاعة وقناة عدن، وحفرت بصماتها في ذاكرة كل أسرة عدنية عبر برامج المرأة والطفل، حتى أصبحت رمزاً من رموز عدن.
وافتها المنية مساء السبت 6 مارس/ آذار 2016، عن عمر ناهز 80 عاماً.