تنشر «مرافئ لا» نتاجات شعراء الظل بصورة أكثر تركيزا تتيح للقارئ الوقوف على أبعادها وتخومها، لتصدر هذه النتاجات لاحقا في «ديوان لا» السنوي .
القصائد المنشورة في حواشي هذا الملحق  لـلشاعرعبده سعيد قاسم قحطان .

عبده سعيد قاسم قحطان 
-من مواليد سبتمبر 1962 شرعب السلام، تعز
-التحق بالجبهة الوطنية في الثامنة عشرة.. 
- عمل سابقا مديرا للمركز الإعلامي في ديوان المحافظة. 
-يعمل حاليا مستشارا إعلاميا لفرع المؤسسة العامة للتأمينات بتعز.


قلت الذي لا يقال
ماذا أضفتَ إلى الشعر؟
قلتُ الكلام الذي لا يقال 
عن الحب في حربنا المزمنة
أضفتُ الكلام الذي لم يقله أحد
عن بلادٍ تخلّت عن الضوء 
واستبدلتْ ضحكات الندى 
في فم الصبح بالثأر والنار والأدخنة 
وقلتُ الذي لم تقله الضحيةُ في ساعة الاحتضار لقاتلها
وما نشرتْه الإذاعاتُ عن صفقات السلام 
الإذاعات كاذبة مثل قادة أحزابنا 
لا تجيد سوى الدجل والقتل والكذْب و«الملعنة»
رسمتُ على سفح قلبي 
طريقا تؤدي إلى وطنٍ 
حاصرتْهُ مداخنُ نفط الخليج
وسامرْتُ بعضَ حكاياته المحزنة
كتبتُ مقالا عن الفن 
عن صوت أيوب في «نحن رفضٌ» 
وقلتُ لأيوب: كيف انكسرنا على صخرة مذعنة؟
أضفتُ الذي لم تقلْهُ الحبيبةُ عن هاجس الشوق 
عند هزيع الوداع الأخير 
وعن فرصةٍ لم تعد ممكنة
صنعتُ نوافذَ من ألقٍ للسماء البعيدة عنا 
وأغمدْتُ في هاجسي غيمةً مثخنة.




عائـــــد
لا شارعٌ يكفي لتعبره 
إلى «الباب الكبير»
ولا رصيفٌ ها هنا غير الأسى
«يدنو لكي يستقبلك»
لا الشمس تعرف وجهك الذاوي
ولا غيمٌ ترادف في الفضاء وظلّلك 
والوقت مشغولٌ بحربٍ طائشٍ
يتزاحم القتلى على أبوابه 
ونسى مواقيت اللقاء
ولم يدُرْ في باله أن يسألكْ
عن اسمك المُلقى على الإسفلت
لم يأبه لجرحٍ أثقلكْ
في «جولة القصر» انكسارات الرجاء تزاحمت
وتساقطت شرفات حلمك في مغارات الحلكْ
وذوى الكلام على شفاه الساعة الكسلى
وصوت الريح يهذي في شقوق الوقت
يتلو سورة الحزن المسافر 
في قلوبٍ نبضها غنّاك للصبح القريب
وللعشايا الغافيات على مواجيد الصبابة رتّلكْ
يا أيها المنفيّ في الوطن الفقير
عم تفتش بين أنقاض الضحى؟
عن اسمك الحركي
عن قمرٍ تمزق في الظلام وأهملكْ
قل للتي اغتسلت بدمعك ذات ليل عابق بنشيد قلبك 
أن تغني أيها الآتيّ من أرض المرارة هيت لكْ
رغم المرارة لم تزل أنت المموسق بالحنين 
إلى مساءٍ بالأهلة كلّلكْ.



لن يمرّوا!
كتب الرفاق على الجرائد 
«لن يمرّوا»
كتبوا وذابوا في رمال الآخرين 
كتبوا وتابوا عن نشيد الصبح والشعر الحزين
كتبوا وناموا واستقروا 
كتب الرفاق على الجرائد «لن يمرّوا»
لكنهم مرّوا كأفواج البغايا 
تحت جنح الليل في الزمن الهجين
مرّوا كما شاؤوا
هنالك أفصحوا وهنا أسرّوا
لا لن يمروا 
لكنهم مرّوا ومرّوا واستمرّوا
ينسِلُون الإفك والطاعون والحقد الدفين 
لا لن يمروا 
قسما بدمع الكادحين 
قسما بـ«فتاحٍ» و«عنتر» 
يا «قبول الورد»* كلا لن يمروا
لكنهم مروا وداسوا في حقول الحلم زهر الياسمين 
كذب الرفاق على الجرائد لن يمروا 
لكنهم مرّوا ومرّوا
كذب الرفاق على الجرائد لن يمروا
وتهافتوا مثل الذباب على الموائد واستجرّوا
شعر المدائح للخليفة وانتصار الفاتحين.

* قبول الورد زوجة رفيق من بعدان أحرقها زبانية السلطة آخر السبعينيات هي وطفلاها لأنها رفضت كشف المكان الذي يختبئ فيه زوجها ورفاقه



حارس الغيم
يا حارسَ الغيمِ هل في الغيمِ من مطرٍ 
وهل سيمشي على وجهِ الزجاجِ ندى
هل يهجس النايُ باسم المتعبين إذا 
تغرّب اللحنُ في الآفاق وابتعــدا
وهل سنفتح في الآتيّ نافــذةً 
للمستحيل ونعطي للطيور مدى
منذ استفقنا على الثورات ما لَمِحَتْ 
فينا النجومُ سوى الأيتامِ والشُّهدا
شقّ الأنينُ فؤادَ الصخرِ وانطفأت 
ملامحُ الحلْمِ حتى شاخ وابتردا
كأننا في روايات الزمان رؤىً 
تسير في فلوات التيه دون هدى