خاص / مرافئ -

من أقدم الإعلاميين اليمنيين، وأحد مؤسسي إذاعة تعز. صدح صوته في إذاعة صوت العرب نهاية الخمسينيات كأحد أبرز المذيعين العرب.  
ولد الإعلامي الكبير المناضل عبد الواسع عمر السقاف، عام 1943، في قرية الحضارم بمديرية الشمايتين محافظة تعز، درس الابتدائية في مدرسة النور العلمية بالقرية، حيث تتلمذ على يد الشيخ الأزهري السيد حسين السقاف، ثم سافر إلى إثيوبيا، حيث درس فصلين من المرحلة المتوسطة، بعدها سافر إلى السعودية للعمل ولاستكمال دراسته المتوسطة، ثم إلى مصر ليدرس هناك المرحلة الثانوية. 
بعد إكماله الثانوية، التحق بكلية الشرطة في القاهرة، ثم تركها بعد فترة من الوقت بسبب المضايقات التي كان يتلقاها هو وزملاؤه اليمنيون الملتحقون بالسلك العسكري. لم يحبط بتكالب الظروف عليه وعدم تحقيق طموحه الأول كضابط شرطة، بل وجد منفذاً آخر لتحقيق هدف وطموح جديد، فذهب ليلتحق بمعهد الإعلام الإذاعي والصحفي، فثابر في دراسته، وكان متميزاً على جميع أقرانه من الطلاب العرب. 
بعد تخرجه من المعهد عام 1958، تم تعيينه مذيعاً ومقدم برامج في إذاعة صوت العرب، التي كان صداها صداحاً في كل الآفاق، ويصل بثها الإذاعي لجميع الدول العربية. قدم هناك برنامجا عن اليمن بشطريه آنذاك، تناول فيه كل الأحداث التي كانت تدور في شطري اليمن على حد سواء. كان عمله في إذاعة صوت العرب مفخرة لكل اليمنيين بصفة عامة، وبين أهله في قرية الحضارم والمناطق المجاورة بصفة خاصة. وظل في الإذاعة حتى بدايات ثورة 26 سبتمبر 1962، ثم سافر إلى «الجمهورية العربية اليمنية» ليلتحق في المجال الإعلامي، حيث عين في إذاعة صنعاء، وكان أحد الكوادر المطورين للعمل الإذاعي فيها. 
استمر في عمله كمذيع وكمحرر للأخبار في إذاعة صنعاء. ثم عندما تأسست إذاعة تعز عقب قيام الثورة بعامين، وكان من جملة أهداف تأسيسها إيصال صوت الثورة الوليدة إلى جميع أنحاء الوطن اليمني، كان السقاف حاضراً هناك بكل عنفوان وشغف، ناهضاً مع قلة من زملائه بتلك الإذاعة رغم إمكانياتها البسيطة جداً في ذلك الوقت، وجاعلاً منها صوتاً ثورياً ريادياً في مواجهة الاستعمار البريطاني في الجنوب.
وفي أثناء حصار السبعين كان يتنقل بين إذاعتي صنعاء وتعز، مؤدياً فيهما رسالته الإعلامية بدأب رغم المخاطر التي كانت محدقة، والصعوبات التي ظلت ترافق أداء العمل الإعلامي في اليمن عموماً.
بالإضافة إلى عمله الإذاعي، كان يكتب في العديد من الصحف المحلية كصحيفتي الثورة والجمهورية وصحيفة صدى الشعب. 
استقر في إذاعة تعز مقدماً برنامجه الجماهيري الشهير «جولة الميكرفون»، الذي كان يجري فيه مقابلات مع مسؤولين يناقش معهم القضايا التي تتعلق بمشاكل وعثرات المواطنين داخل المكاتب الحكومية. ليقوم بعدها بتقديم برنامج أكثر جرأة سماه «أنت والمسؤول»، ربط فيه اتصالا مباشرا بين المواطن الشاكي والمسؤول المشكو به، في حوار على الهواء؛ غير أن البرنامج توقف بعد فترة محدودة، ليستمر في تقديم برنامجه الأول الذي تم تعديل اسمه إلى الميكرفون الجوال، بالإضافة إلى برنامج «رسالة على الهواء» الذي كان هو آخر برامجه في تلك الإذاعة، حتى توفاه الأجل في 14 نوفمبر 2019، بعد مسيرة عمل استمرت لأكثر من 60 عاماً، لم يتأثر خلالها بالمغريات ولا باللهاث وراء أصحاب النفوذ، بل ظل في مواقفه الوطنية ثابتاً وراسخاً رسوخ رسالته الإعلامية الهادفة.