شايف العين / لا ميديا -

لم يقتصر استخدام قوى الظلم والاستبداد التي تحاول إخضاع العالم لوصايتها وهيمنتها، على الحروب العسكرية والاقتصادية والحروب الناعمة، بل عمدت في وقت مبكر نتيجة لشيطانيتها إلى استخدام نوع جديد من الحروب تمثل في ما تسمى الحرب السيبرانية «الإلكترونية» والحرب البيولوجية، والأخيرة هي ما سنتناولها.
لقد أعاد ظهور ما يسمى «فيروس كورونا» في الصين إلى الأذهان مصطلح الحرب «البيولوجية» أو «الجرثومية»، وهي الأشد فتكا وضراوة، كونها تتمثل في نشر الأمراض والأوبئة معتمدة على الفيروسات والبكتيريا أو ما يعرف بالميكروبات، وهي كائنات دقيقة لا ترى بالعين المجردة، تم تعديلها وهندستها وراثيا في معامل ومختبرات متخصصة أنشأتها الدول الرامية إلى قهر الشعوب واستعبادها ونهب ثروات بلدانها، للقضاء على خصومها إما عبر إصابة الإنسان أو الحيوان أو النباتات. 

فأين بدأ استخدام هذا السلاح؟ ومتى؟ ومن استخدمه؟ وما أبرز المحطات التي استخدم فيها؟ وما علاقته بالحرب النفسية؟ إجابات من معلومات سابقة ومؤرشفة تم جمعها نضعها في متناول القراء، لتكشف لهم صورة كاملة للوسيلة التي برع العدو الأمريكي والبريطاني والصهيوني وتحالفهم في استخدامها عندما يعجز عن تحقيق مراده بأساليب الحرب المعروفة والتقليدية.

«كورونا» جديد العدو الأمريكي
منذ ظهور فيروس كورونا المستجد في ديسمبر 2019، سجلت 104 آلاف و901 إصابة به في 95 بلدا ومنطقة، وأدى إلى وفاة 3556 شخصا، وفق حصيلة جمعتها الصحيفة من وكالات أنباء رسمية حتى مساء أمس الأول. 
حيث سجلت في الصين التي أعلنت عن الفيروس في 13 يناير الماضي، بمدينة ووهان، 80,651 إصابة، بينها 3070 وفاة، فيما سجلت في بقية أنحاء العالم 24,250 إصابة، بينها 486 وفاة. 
من جانبها، أعلنت إيران ارتفاع عدد حالات الوفاة بالفيروس الذي ظهر فيها في 17 فبراير المنصرم، إلى 145 حالة و5823 إصابة.
وتأتي في قائمة البلدان الأكثر تضررا بعد البلدين السابقين، كوريا الجنوبية (6767 إصابة و44 وفاة)، وإيطاليا (5883 إصابة و233 وفاة). 
ووفقا للمعلومات المتوفرة، فإن الفيروس ليس وليد اللحظة، حيث اكتُشِفت فيروسات كورونا في 1960، وكان أولها فيروس التهاب القصبات المعدي في الدجاج، وفيروسان من جوف الأنف لمرضى بشر مصابين بالزكام سُميا فيروس كورونا البشري 229E وفيروس كورونا البشري OC43. 
ومنذ ذلك الحين تم تحديد عناصر أخرى من هذه العائلة، منها: فيروس كورونا سارس سنة 2003، فيروس كورونا البشري NL63 سنة 2004، فيروس كورونا البشري HKU1 سنة 2005، فيروس كورونا ميرس سنة 2012، وفيروس كورونا الجديد nCoV سنة 2019، ومعظم عدواها تصيب الجهاز التنفسي.
وعمن يقف خلفه، رجح القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، وفقاً لما نقلته وكالة أنباء الطلبة الإيرانية «إيسنا»، أن فيروس كورونا المستجد يمكن أن يكون هجوما بيولوجيا أمريكيا يستهدف الصين وإيران.
البيولوجي الروسي إيغور نيكولين، العضو السابق في اللجنة الدولية الخاصة بالسلاح البيولوجي، كشف عن وجود مختبر أمريكي سري لإنتاج الأسلحة الجرثومية بالقرب من الصين. 
وليس صادما أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية على رأس المتهمين بالوقوف وراء ظهور هذا الفيروس الذي صُنف كوباء عالمي، فلديها وحلفائها من دول الظلم والاستكبار تاريخ حافل بالإجرام والشر في تطوير هذا السلاح ليصبح أكثر فتكا مما كان عليه في السابق، ويتسبب في إبادات جماعية للشعوب والثروات الزراعية والحيوانية في البلدان المستهدفة.

أمريكا ظهرت مع ظهور الجدري
تشير المعلومات إلى أن الأوبئة والأمراض المعدية حصدت عبر القرون الماضية أرواح 500 مليون إنسان، معظمهم كان بسبب الإطلاق المتعمد لهذه الأمراض بعد تعديلها جينياً لتصبح أكثر قوة ودمارا، وتكمن خطورتها في أنه لا توجد وسائل سهلة للحماية من آثار هجماتها المميتة.
وتملك الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها سجلا حافلا في إنتاج الأسلحة البيولوجية واستخدامها بشكل قذر للقضاء على الشعوب والمحاصيل الزراعية والثروات الحيوانية في البلدان المناهضة لها، حتى إنها قامت على جثث السكان الأصليين في قارة أمريكا الشمالية الذين قضت عليهم بوباء الجدري بعد فشلها العسكري في إخضاعهم للتنازل عن أرضهم. 
حيث أمر الجنرال سير جيفري أمهرست، قائد جيش الغزو البريطاني في أمريكا الشمالية، عام 1763، باستخدام السلاح البيولوجي ضد من تبقى من الهنود الحمر للتعجيل بفنائهم، وأرسل هدايا لزعماء قبائل «الهنود الحمر» سكان أمريكا الأصليين، تمثلت في ملابس ومناديل لمرضى إنجليز مصابين بالجدري، لتقضي على عشرات الآلاف منهم، كون أجسامهم لم تكن تحمل مناعة قوية ضده. 
وأجرى العدو الأمريكي بدءا من عام 1943، سلسلة من التجارب البيولوجية لصناعة أسلحة كيميائية وجرثومية فتاكة، وذلك بناءً على تعليمات فرانكلين روزفلت رئيس الولايات المتحدة حينها، واستمرت هذه التجارب والبحوث لسنوات عديدة حتى أصبح لديها مخزون ضخم من الأسلحة البيولوجية والكيميائية. 
واستهدفت إحدى تلك التجارب عام 1956، المناطق الأمريكية التي يقطن فيها السود، بنشر بكتيريا «الجمرة الخبيثة» فيها، ما أدى إلى مقتل الكثير. 

البيت الأبيض وحلفاؤه.. تاريخ أسود 
قام جيش العدو الأمريكي باستخدام أسلحة بيولوجية في كثير من حروبه، كحربه ضد كوريا الشمالية وفيتنام، وشن العديد من الهجمات الجرثومية السرية ضد كوبا بهدف شل طاقتها البشرية عن طريق التسبب بأمراض قاتلة، أو بث ميكروبات مهلكة للمحاصيل الزراعية التي يعتمد عليها الاقتصاد الكوبي.
وقد أشارت صحيفة «الواشنطن بوست»، عام 1979، إلى هذا الأمر، وفي 1981 أعلنت الحكومة الكوبية رسميا أنه تم تشخيص 300 ألف من مواطنيها مصابين بمرض «حمى الضنك» عقب الهجوم البيولوجي الذي شنته أمريكا على مناطق متفرقة من كوبا.
ومن أبرز محطات حرب أمريكا وحلفائها البيولوجية إضافة إلى ما سبق:
1941 تجربة بريطانية على مرض الجمرة الخبيثة في جزيرة غرونارد على ساحل اسكتلندا، ولا زالت تربتها ملوثة بالوباء حتى ليوم. 
1952 استخدمت أمريكا الذخائر البيولوجية في حربها على كوريا الشمالية، وكذلك الحشرات والفئران المصابة بالطاعون والريش الحامل للجمرة الخبيثة والمحار البحري الملوث بجراثيم الكوليرا.
1955 أنتج الجيش الأمريكي كميات كبيرة من بكتيريا التلريات (داء يصيب القوارض وتنتقل عدواه للإنسان)، وذلك في موقع «باین بلف» في ولاية أرنساس، الذي تحول عام 1965 إلى مستودعا للأسلحة البيولوجية.
1966 استخدمت جرثومة الطاعون في حربها على فيتنام بالرش وتلويث مصادر المياه وأحواض الأنهار، إلى جانب ميكروبات مضادة للنبات اتلفت ما مجموعه 150 ألف فدان من مزارع الأرز في دلتا نهر ميكونغ.
استخدمت في أفغانستان غازات الأعصاب والخانقة والمدمرة للدم، والمدمرة للنباتات، عبر قنابل جرثومية وطرود تحت مسمى مواد غذائية. 
من عام 1816 وحتى نهاية سبعينيات القرن الماضي، ظهرت 7 أوبئة للكوليرا وقفت خلفها المملكة المتحدة وأمريكا، كان الثالث أكثرها شراسة، حيث تجاوز عدد القتلى مليون شخص خلال 1852-1860 في روسيا، بحسب المعلومات المتوفرة.
أبريل 2008، تم تسجيل 2094 حالة من جميع أنحاء فيتنام، أثبتت الفحوصات الطبية إصابتها بالكوليرا. 
في أكتوبر 2008، تم تأكيد ما مجموعه 644 حالة مؤكدة مختبريا للكوليرا، بما في ذلك موت 8 أشخاص، في العراق، تسبب بها جيش الاحتلال الأمريكي. 
في 2008 اتهم رئيس زيمبابوي الحكومة البريطانية باستخدام الكوليرا كسلاح بيولوجي أدى إلى مقتل مئات الأشخاص، ضمن محاولتها للإطاحة بنظامه. 

الكوليرا ضمن وسائل العدوان على اليمن
وفي بلادنا لجأ العدو الأمريكي وحلفاؤه إلى استخدام أسلحتهم البيولوجية بنشر أمراض وأوبئة لم يسبق لليمن أن عرفها، ولعل أبرزها وباء الكوليرا الذي بدأت حالة تفشيه الأولى في أكتوبر 2016. 
ونشر موقع «غلوبال ريسيرش» للأبحاث «Global Research»، إحصائية بعدد المصابين الذي بلغ 400 ألف، والوفيات بالآلاف، إضافة إلى وباء الدفتيريا وغيرها، وهذا العدد الكبير يثبت أن الأمر ليس مجرد أمراض انتشرت بسبب نقص الدواء والغذاء الذي افتعلته قوى تحالف العدوان والمنظمات الإنسانية الدولية الموالية لها والعاملة تحت الغطاء الإنساني. 
وأفاد الموقع بتعاون العدو الأمريكي مع العدو السعودي في شن حرب بيولوجية ضد المدنيين في اليمن، واستخدام الأمراض كسلاح لقتلهم، لافتا إلى أن الأوبئة ظهرت بسبب باكتيريا ضمن أسلحة الولايات المتحدة.
من جانبه، أكد موقع «ليبرتي فيذر» هذا الأمر من خلال تقرير نشره، وأشار فيه إلى أن الكوليرا والأوبئة الأخرى في اليمن ظهرت بفعل هجوم جرثومي أمريكي كتجربة تمت ضمن مؤامرة مشتركة مع بقية دول تحالف العدوان. 

«كورونا» دعاية وحرب نفسية أمريكية أكثر منها جرثومية
إذا ما عدنا بالتاريخ إلى الوراء قليلاً، تحديداً إلى استخدام العدو الأمريكي سلاح «الإرهاب» المتمثل في الجماعات الوهابية التكفيرية التي عمل على إنشائها مع العدو الصهيوني لفترة طويلة، ومن خلالها أوجد طريقة جديدة لفرض وصايته على دول كثيرة حول العالم بدعوى مكافحة الإرهاب، مواكبا إياها بتهويل وتضخيم من ماكناته الإعلامية في حرب نفسية ولدت الخوف لدى الناس وولدت لديهم اعتقاداً بأن «كابتن أمريكا» أو «سوبر مان الأمريكي» الوحيد المخلص لهم.
يتكرر اليوم هذا الأمر بجزئه الأخير، حيث واكب ظهور «كورونا» حملة إعلامية ضخمة في حرب دعائية ضربت نفوس المواطنين في معظم دول العالم، وكونت لديهم رهبة من الفيروس، خصوصاً بعد أن أعلنته «منظمة الصحة العالمية» العاملة في الفلك الأمريكي، وباءً عالمياً، الأمر الذي أثر على الصين وإيران البلدين اللذين استهدفهما الوباء، في مختلف الجوانب، لاسيما الاقتصادية، كما أن ظهور حالات مصابة بالفيروس في أمريكا -إن وجدت فعلاً- لا يمثل تبرئة لها من الوقوف خلفه، فقد ضربت نفسها بسلاحها «الإرهاب» لتتبرأ من الوقوف خلفه بعد أن صنعته بنفسها، وتحارب خصومها بتهمة وقوفهم وراءه.
وإلى جانب وسائل الإعلام، تعد «هوليوود» من أبرز أدوات أمريكا في حربها الدعائية والنفسية، عبر أفلامها السينمائية التي كثير منها تمحورت حول عرض أنواع من الفيروسات والجراثيم والأوبئة التي ستقضي على البشرية، وذلك لزرع الخوف في نفوس مشاهديها. 
حيث أنتجت عام 2011 فيلما اسمه «المرض المعدي» أو «Contagion»،  تدور قصته حول انتشار مرض معد مصدره «شربة الخفافيش»، وانطلقت العدوى من وسط مدينة مزدحمة بالسكان لتقتل ملايين البشر في كوكب الأرض.
وفي 2014 أنتجت مسلسلا أمريكيا اسمه «السفينة الأخيرة» «the last ship» يتحدث عن فيروس دمر العالم، وبعض مشاهده تحدثت عن أن الوباء انتشر في القاهرة، وتسترت عليه الحكومة المصرية حتى أصبح خطرا وجوديا عليها. 
وفي 5991 تحدث فيلم «Outbreak» أو «تفشى الوباء»  أنتجته هوليوود عن وباء يدمر الجهاز التنفسي، وينتشر بسرعة شديدة في العالم انطلاقا من قرود في «زائير»، واتهم بطل الفيلم قبل أيام الحكومة الأمريكية بالوقوف وراء إنتاج فيروس «كورونا». 
وهناك أفلام أخرى كثيرة خلاف ما تعرف بـ«الزومبي» مثل فيلم «I Am Legend» أو «الناجي الوحيد» الذي يتحدث عن حرب بيولوجية نجمت عن تصنيع فيروس معدٍ ينتقل بالتنفس ويدمر العالم، ومثله أيضا فيلم «الحجر الصحي» «Quarantine»، وفيلم «Flu» أو «الإنفلونزا القاتلة».
ولعل الكثير ممن شاهدوا تلك الأعمال اعتقدوا بدقة السينما الأمريكية في تجسيد خطر الفيروس بحقائقه واحتمالاته التي نعيشها الآن، كونها بلغت من التطابق درجة أنها حددت أن مصدر الوباء «الخفافيش»، وأنه انطلق من مدينة مزدحمة، وأنه يصيب الجهاز التنفسي كما يفعل «كورونا» الآن، غير مدركين أن ذلك الترويج متعمد كونها هي التي صنعت أو طورت هذا الفيروس في معاملها البيولوجية لتضرب به خصومها. 
من جانبه حذر مالك شركة «مايكروسوفت» بيل غيتس في حلقة وثائقية بعنوان «الوباء القادم» صدرت عام 2019، من مخاطر ظهور فيروس قاتل في أسواق الصين، قبل انتقاله بسرعة إلى مختلف بقاع العالم. 
كما قام مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي البريطاني، العام الماضي، بعمل محاكاة لمواجهة فيروس مشابه لـ«كورونا» يقضي على 85 مليون شخص في أشهر قليلة، ونقل عن إريك تونر دكتور بالمركز، أنه لم يشعر بالصدمة عندما ظهرت أنباء عن انتشار فيروس كورونا.
وصدرت في 2018 تحذيرات من تعتيم أمريكا على خطط عسكرية لها لتحويل الفيروسات إلى «فئة جديدة من الأسلحة البيولوجية»، ونشر المعدلة منها وراثيا في المحاصيل، في إطار برنامج يدعى «Insect Allies»، وهو ما نفته وقتها وكالة «داربا» صاحبة البرنامج، بينما نقلت مواقع إخبارية عالمية عن القائد الأعلى السابق لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) الأدميرال الأمريكي جيمس ستاف، تحذير  له في مقال سابق بمجلة «فورين بوليسي»، من أخطار حرب بيولوجية متوقعة قد تقضي على خُمس عدد سكان العالم.
وكل من يوجهون أصابع الاتهام لواشنطن بالوقوف خلف «كورونا»، يدعمون حججهم بتاريخها الحافل في هذا المجال، بالأخص ما تم كشفه مؤخرا عن أن فيروس إنفلونزا الطيور الذي ظهر وأرعب العالم في 2010، كان نتاجا لأبحاث بيولوجية قامت بها مختبرات أمريكية في إندونيسيا.
وتعرف الدعاية أو الحرب النفسية بأنها عملية إقناع منظمة تهاجم العقل وتكون نفسية.
ولعل خصوصيات «الإشاعة»، وفعاليتها في سرعة الانتشار، وقدرتها الكبيرة على التأثير في عقول الناس وعواطفهم ، هي ما جعلتها من أهم الوسائل التي تعتمدها وتستعملها هذه الحرب، في تفكيك جبهات الخصوم، وكسر الروح المعنوية لديهم، حتى تلحق بهم هزائم كبيرة وأضراراً جسيمة قد لا يمكن لوسائل الحرب التقليدية فعلها، وبالتالي تحقيق الأهداف المرجوة. 

لماذا الصين وإيران؟
ولّدت الدعاية الأمريكية التي تولت مهمتها فضائيات وصحف وإذاعات ومواقع إخبارية موالية لها، وصاحبت ظهور فـــيروس «كوفيد 19» أو ما يسمى «كورونا» في الصيـن، في ديسمبر 2019، لدى نسبة كبيرة من الرأي العام العالمي، خوفا وهلعا من الفيروس وبررت الخطوات في مقاطعة البضائع والمنتجات وكل ما تصدره الصين وإيران خصوصا، وأوقفت الرحلات منهما وإليهما، في صورة أشبه بعزل كلي للبلدين عن العالم. 
ففي الصين قدرت الخسائر التي شهدتها الشركات الصينية بالنسبة لأسواق المال في بداية ظهور الفيروس، بنحو 400 مليار دولار، وعلى إثر ذلك توقع خبراء اقتصاديون تأثر الناتج المحلي للصين بقرابة 0.5٪ ، إلى جانب خسائر بالمليارات في قطاع السياحة الصينية. 
ورجح الخبراء أن يكون الفيروس أداة لحرب اقتصادية ضد الصين، يبرهن عليه القلق الذي يبديه دائما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من عدم التكافؤ بين صادرات وواردات أمريكا من وإلى الصين، حيث يفوق حجم الواردات على حجم الصادرات.
وتحدث بعضهم عن وجود مخطط اقتصادي ضد الصين لصالح الميزان التجاري الأمريكي، بسبب سيطرتها على تكنولوجيا الجيل الخامس، ما جعلها تتقدم العالم في هذا المجال، وتسعى إلى الدخول في استثمارات غير مالية أو غير مصرفية عن طريق تكنولوجيا المعلومات. 
يتصاعد القلق داخل إيران من تداعيات انتشار فيروس كورونا الجديد، الذي تتزايد أعداد ضحاياه داخلياً يوما تلو الآخر، وبدأت آثاره تنعكس على العديد من القطاعات الخدمية، بعد أن اتجهت العديد من دول الجوار، خلال الأيام الماضية، إلى اتخاذ إجراءات عزل لها خوفا من زحف العدوى.
وقد تأثر الاقتصاد الإيراني بتداعيات «كورونا» الاقتصادية، قبل أن يصل إلى البلاد، حيث تعد الصين ، الشريك التجاري الأول لإيران، والذي ألحق به «كورونا» خسائر اقتصادية فادحة، وأثر سلبا على مبادلاته التجارية مع شركائه بمن فيهم طهران. 
ووفقا للمعلومات، يصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى نحو 40 مليار دولار. وتعد بكين شريكة طهران في الاتفاق النووي، الوجهة الأولى للصادرات الإيرانية، التي بلغت، خلال الشهور الـ8 الأولى من العام الإيراني الحالي، 8.3 مليارات دولار، أي نحو 25٪ من حجم الصادرات الإيرانية إلى الخارج.
كما أن العاصمة الصينية مثلت خلال العامين الأخيرين الوجهة الأولى للصادرات النفطية الإيرانية، بعد فرض العدو الأمريكي حظراً واسعا عليها، لتتراجع صادراتها من النفط بشكل كبير، ويأتي بعدها العراق والإمارات وتركيا وأفغانستان، لتشكل الوجهات الـ5 الأولى للصادرات الإيرانية، فهي تستقبل مجتمعة أكثر من 70٪ من الصادرات، وكان العراق آخر من قام، الخميس الماضي، بإغلاق منافذ التبادلات التجارية مع طهران، وأوقف الرحلات منها وإليها.
ورغم تلك الخسائر التي منيت بها إيران والصين، إلَّا أنهما يظلان البلدين اللذين نجحا في احتواء المرض أو الوباء والحد من انتشاره، وأعلنا أنهما سيسيطران عليه قريبا جداً، لتتوقف مع ذلك آمال العدو الأمريكي وتحالفه في تحقيق أهدافه، في الوقت الذي عجزت فيه معظم الدول الأوروبية وغيرها عن الحد من انتشاره أو تفشيه. 
إن كل هذه الدلائل وكل ما سبق ذكره وإيراده في هذا التحقيق، تبرهن ضلوع العدو الأمريكي المباشر في تطوير فيروس كورونا أو ما يسمى «كوفيد19» داخل معامل أبحاث أسلحته الجرثومية، واستهدف به خصومه، في مواكبة كبيرة من ماكناته الإعلامية. وسواء كانت أعراض المرض وسرعة انتشاره حقيقية أم لا، فكل الدلائل تؤكد أن أمريكا هي الطاعون والطاعون أمريكا.