«ديوان لا» شاعر الظل «أحمد يحيى إسماعيل عطاء»
- تم النشر بواسطة «ديوان لا»
تنشر «مرافئ لا» نتاجات شعراء الظل بصورة أكثر تركيزا تتيح للقارئ الوقوف على أبعادها وتخومها، لتصدر هذه النتاجات لاحقا في «ديوان لا» السنوي .
القصائد المنشورة في حواشي هذا الملحق لـ أحمد يحيى إسماعيل عطاء
أحمد يحيى إسماعيل عطاء
- مواليد 1991 بيت الفقيه - الحديدة
- بكالوريوس صيدلة
- حاصل على درع «الكلمة نغم» من القاهرة في مهرجان ألف شاعر 2014.
- حاصل على المركز الأول في مسابقة الرسول الأعظم بالحديدة 2017.
- حاصل على المركز الثاني لعامين متتاليين في مسابقة الرسول الأعظم بصنعاء.
- حاصل على درع شاعر الإبداع في مسابقة شاعر الصمود على قناة اليمن الفضائية.
- حاصل على العديد من الأوسمة والميداليات.
- له عدة أناشيد وأغان وزوامل.
صلاة من القلب
تبكي دموعاً وأبكي دما
محالٌ أيا حب أن أندمَا
أنا ما أزال أُصلي هنا..
صلاة من القلب نحو السما
أُصلي بعيني لأهدابها
فتصعدني سلما.. سلما
وأقسم بالورد إن الهوى
سيبقى على جرحنا مرهمَا
وأن التي أثقلت مهجتي
وأبكت يداً واستباحت فمَا
ستأتي بخيباتها تنحني
أمامي.. ولكنَّ قلبي رمى
فؤادي على وجهها لم يعد
غبياً.. ولا عاد مستسلمَا
بكل الأغاني أتى عاشقاً
يجر.. وأشواقها كالدمى
أتى وانحنى في يديها كما
لحبل الرحيل أتى مُعدما
ويرسم حواءهُ غيمةً
ويرسم في قلبها آدما
تَغَنّى بها قُبلةً قبلةً
وقد صار في جفنها حاكما
ولكنَّ حب الفراغ اكتفى
وصارت فراغاتهُ علقما
هي النار والنار إن أسلَمَت
ستبقى جحيماً لمن أسلما
---------------------------
ثورة الهوى
إني أتيتكِ مرهقَ الأوصافِ
لا حبَّ في هذا الفؤاد الصافي
لم أعرف الشوقَ الذي يحكونهُ
إلا ببعض قصائدِ الأسلافِ
كانت عيوني في السماءِ ولم أكن
إلا كما قالت يد العرافِ
كانت دموعي في الفراغ حبيسةً
والليل يشربُ صبرهُ إرعافي
لما عرفتكِ.. لستُ أدري ما الذي
أجرى غرامكِ في دمِ الصفصافِ
أصبحتُ أشعرُ بالورودِ وبالندى
وأصيحُ يا هذا الغرام الدافي
من للمحبة وهي تغرزُ سيفها
في شاعرٍ متشتَتِ الأهدافِ
لا حُسنَ في وجهي ولكن الهوى
لو تعرفينَ يثورُ من أطرافي
أسقطتُ؟ لا أدري، سقوطُ محبةٍ
أم أنهُ هذا السقوط الخافي
أخطفتِ قلبي أم خطفتِ مودتي
لا صدق في حب بلا خطَّافِ
أعشقتُ؟ أم سرقَ المنامُ جمالها
يا للجمالِ إذا أتى بعفافِ
آمنتُ بالعشق الحنون وها أنا
يممتُ نحوك وجهتي وطوافي
في وجهك الميمون عطرٌ ساجدٌ
وعلى خدودكِ نهر ودٍّ كافِ
وعلى يديكِ نثرتُ كل قصائدي
علَّ القصائدَ توقف استنزافي
سلمتكِ الدنيا بكل جنونها
وفتحتُ من ولهٍ عليكِ لحافي
ما كفكِ المحمود إلا سُكرٌ
ذوّبتهُ واحتال من إنصافي
ما كنت أعرف أن حبك صامدٌ
في مقلتي حتى لبعد زفافي
أأنا أحبكِ.. أم أحبكِ.. هكذا
تبدو خيارات الفمِ الخوَّافِ
غرِق الجميع ولاتزال مشاعري
في ضوئها مشدودةَ المجدافِ
هل تدركين الحب هذا كلهُ
أم أنني بحرٌ بغير ضفافِ
صعبٌ على الأيام نيلَ غمامتي
والآن سُهّلَ للهوى استهدافي
ضُمي من الوجع الضلوع وحاولي
أن تلمسي نوائحَ الأكتافِ
ولتسرفي بالضمِّ.. أعرف أنهُ
في الحضن تعلو راية الإسرافِ
-----------------------------
عنــــه
أنا تائهٌ مثل هذي البلاد
لا أستطيعُ البكاءَ ولا أستطيع الكلامَ
وكل الذي داخلي أغنياتُ الجِراح
أنا مرهقٌ كالسماءِ
كخيطِ الجنون الذي في القصائد
كالأمنياتِ التي في الصباح
أنا سيئ في العبورِ من الحلم
أُصَلِّي يسارَ المحبين
أقتلُ هذا الفراغَ بشعري الذي لا تراهُ المِلَاح
أنا متعبٌ كالحديقة في ليلةٍ معتمة
كانكسار التناهيدِ بالخوفِ
والحبُّ هذا.. أتاني وراح
أنا معدمٌ كجدارِ الحبيب الذي لم يَعُد
كانفجارِ المساماتِ بالبرد
وغُلبي تشظى دخاناً وفاح!
وحيدٌ أنا يا صديقي
مثل ممر لا يعتليهِ سوى بول من يعبرون بهِ
مثل هذا الشتاء أُعِدُّ النُّواح
أنا شاعرٌ لا يُجيد التناسي
خناجرُ من يعبرونَ تشظت بمحرابِ صدري
وأقضي الصباحات آحٍ وآح
أنا نادمٌ كالقبورِ
ولي قُبلةٌ لم تزل تستحِلُّ شفاهي
ولي طفلةٌ تتغلى
وموتٌ رمى بي إلى الشعرِ ثم استراح
---------------------------------
على كتفي بلادٌ لا تتوبُ
على كتفي بلادٌ لا تتوبُ
وفي قلبي خساراتٌ ثقوبُ
وفي عينيَّ غارات وخوفٌ
وأشلاءٌ وألعابٌ وثوبُ
وشيخٌ هامدٌ يحكي جراحاً
على أحزانهِ شجناً أذوبُ
ووجهٌ صامتٌ عما تلظى
وتهويلٌ وإعلامٌ لعوبُ
وأوهامٌ وليلٌ مستطيرٌ
وأناتٌ عفت عنها الدروبُ
ونازحةٌ بهذي الأرضِ سمرا
وحافيةٌ وجائعةٌ تجوبُ
وباكيةٌ على الأطلال تذوي
وعنها الليلُ منتفضٌ ينوبُ
وأنقاضٌ إذا فاحت سلاماً
تُسبِّحُ في مراياها القلوبُ
وأفئدةٌ صراخاتٌ وثكلى
وأدخنةٌ وأحذيةٌ عيوبُ
وطائرةٌ تفتش عن ضحايا
لها في كل ثانيةٍ شُحوبُ
وشعبٌ صائمٌ ما عاد يدري
متى سيجيئهُ ذاكَ الغروبُ
وشعبٌ صامدٌ لا ريب فيهِ
تداعت من شجاعتهِ الشعوبُ
وموتٌ حائرٌ في كل بابٍ
وأعراسٌ تنافسها الحروبُ
وأفواهٌ من الزمن المسجى
وإسلامٌ وإيمانٌ كذوبُ
وبارودٌ على الغيماتِ يُتلى
فمن لاقاهُ حال بهِ الهروبُ
وأبياتٌ إذا خطرتْ تغني:
على كتفي بلادٌ لا تتوبُ
المصدر «ديوان لا»