«ديوان لا» شاعر الظل «زياد حمود علي السالمي»
- تم النشر بواسطة «ديوان لا»
تنشر «مرافئ لا» نتاجات شعراء الظل بصورة أكثر تركيزا تتيح للقارئ الوقوف على أبعادها وتخومها، لتصدر هذه النتاجات لاحقا في «ديوان لا» السنوي .
القصائد المنشورة في حواشي هذا الملحق لـ زياد حمود علي السالمي
زياد حمود علي السالمي
مواليد 1981، القفر محافظة إب.
ليسانس شريعة وقانون جامعة صنعاء، 2003.
طالب في المعهد العالي للقضاء الدفعة 23.
شاعر وكاتب وناقد.
له مجموعة شعرية بعنوان «خلف الظل» صادرة عام 2007.
له عدة مجموعات شعرية قيد الانتظار.
إلاك
ما كان بي مأتى
يدل على الرضا
بسواك
إلا قد أراني دمعة
في ما سعيت
أو كان بي
ما دلني حالاً
على ضجرٍ إلى
إلاك
فاستوثقتك العصمى به
إلا
شجاني مطمئناً رغم عجزي
أنني من فيض فضلك سيدي
أمراً كفيت
الطف
ويسر
واغنني عمن سواك
بما ارتأيت
زياد السالمي
تمكث للأبد
على موجة البحر تطفو الأساطيلُ
مثل الزبدْ
وتذهبُ من قدم الذائدين جُفاءً
وتمكُثُ في القاعِ ثابتةً
عن جَدارةِ أقدامكم
مثلما قلتُ
تمكث رايةُ إصراركم للأبدْ
قفوا يا حماةَ الديار أمام الأساطيل
زلزالَ بأسٍ ودوامةً لا تحدْ
اركلوا كُـلَّ بارجةٍ يا رجالَ الرجال
وقولوا بصوتِ الرصاص لأعدائنا
إن تعودوا نعُدْ
فما أوهن الغزو في عُرفِ من سيظلُّ
لأمة طه المددْ
اعبروا الموج
هيا يداً لحظة الصد
قابضة للزناد وأُخْــرَى بيدْ
شراعاً غدت موجةُ البحر
تمضي بكم للعدوّ
وأرض ثباتٍ لأقدامكم لا سواكم
كما الأمس في البَرّ من بأسكم
كُلّ مرتزِقٍ خائنٍ قد شردْ
على سعة البحر أمّةُ طه مضت
لن تغير سَحْنَتَها
مثلما البحر يلفظ كُـلّ عميل
ويغدو به غيركم لا أحدْ
وحسب الخضمّ وفاءً بكم
وانتماءً إليكم
يصير الغزاة عليه
فقاقيعَ طائرةً لا جسدْ
عصاي صنعاء
صنعاء لم تحلم كأي مدينة أخرى
هي الحلم المؤثل في قلوب الناس
والمدن العريقة والعظيمة
ليتني حجر معلقة عليها
قلت أي مدينة هي من تغادر
كي تحل بشاعر عنها تَرَحّل
وحدها صنعاء
منتشياً أغادرني إليها
مثل حيٍّ ميتٍ من دونها
هي غاية الدنيا وزهو الخالدين
هي القصيدة والحقيقة واليقين
هي البداية والنهاية والسكينة للحزين
تنفس الرحمن منها
فاستقرت كل روح واستلذت عيشها
لكن أعرابا رموها بالقنابل والطوائف
قلت لطفُ اللهِ أكبرُ
حين تقصف
قلت إن تلقوا بسحر مدينة
فعصاي صنعاء القديمة
تلقف السحر المبين
صنعاء وحدة دهشة للعين
إن أرخت لثام الصبح
جوهر في يديها الليل
أو غربت تنامى في شجون الروح
رونقها المعتق «فضة في خد أنثى»
واكتفى أن يستقر كقهرمان
وإن أمست صحا قمر السماء
وأسدلت كم خصلة من شعرها
أو هكذا هي لوحة الإنسان في أبهى تجليه
بفانتازية الألوان
بين أصالة الفن المعد من التراب
وعبقرية مبدع يكفي لتقصدها الحداثة
ثم تبدي العجز فنا عن تجاوزها
وتنبس دائماً
صنعاء إعجاز عصي في خيال الفن
يهتف زائر
أو شاعر أو ساحر
صنعاء وحدة دهشة للعين
أي حداثة من غير صنعاء
القديمة سوف تذكر ..
أي بناء سوى اليمني أولى بالإشادة
أي حلم حلمه
ص ن ع ا ء
أي مدينة إن لم تجد نسبا إلى صنعاء
تدرك حجمها
وتغور من حرج التباهي ..
من إذن يأتي تحدثه
مدينته ليلقي سحرها
وعصاي صنعاء القديمة
تلقف السحر المبين
لك في تناقض ما ترى
لك في تناقض ما ترى توليفُ أمنيةٍ
فكثّفْ دهشةَ الأفقِ المغرِّبِ
ثم كثّفْ في الخيال رؤاك
منفرداً بآخرك المسجى بالمشاتلْ
لا تقف كالآيلين من القصيدة حائراً
بل حافلاً بالمغريات على تماس المعجزات
ترتب في انتشاء ما يصادفك انبعاثاً
ولتكن ما شئتَ
بل كن أيّ شيء يرفض المألوف
لكن لا تبادلْ ناظريك الابتعاد
لك في تناقض ما ترى
سببٌ لتعبرَ حاجبيك
وتستوي فعلاً يبرّر طلقةً في الرأس
أجمل من أنينٍ
أو يهدّم سحنةَ الزيغ المخاتلْ
مستقلاً حينها حلماً مماثلْ
ولتغنِّ بلا صدىً
واضحك كثيراً من فراغٍ متعبٍ
يخشى هواك
وبدّل الكلماتِ بالإنسان
حتى تستعيدَ من الرضا لغةَ السماء
وجوقةَ الصمت الوحيد
أطلقْ شجونك ثم كن إلا المكيدة
المصدر «ديوان لا»