فؤاد عبدالعزيز الزريقي
إعداد: طاهر علوان الزريقي / #لا_ميديا -

يعتبر الفنان التشكيلي فؤاد الفتيح أبرز الفنانين التشكيليين اليمنيين وأكثرهم بروزاً على النطاق الدولي، رغم غيابه عن الحضور الإعلامي محلياً وغربته في أوروبا. لقد اشترك الفتيح في عدة معارض دولية حصل فيها على جوائز الهيئات الأكاديمية في مجال الفنون الجميلة، وذلك اعترافاً بموهبة الخلق الإبداعي لديه في مجال استنباط حلول تشكيلية تتسم بأسلوبية وخصوصية على صعيد التعاطي الفني تشكيلياً مع اللوحة.
ومن المعارض الدولية التي اشترك فيها هذا الفنان الموهوب: جاليري فيلارد: دسلدورف، معرض الفن العالمي: سان فرانسيسكو، متحف الفن الحديث: بون، معرض الفن العالمي: الإسكندرية، معرض الجرافيك العالمي: يوغسلافيا، المعرض الدولي الفني للجرافيك: بلجيكا، معرض الجرافيك الدولي: النرويج، معرض الجرافيك العربي: لندن، جاليري ميشيل سولجين: ألمانيا، ومعرض كتب الأطفال: إيطاليا.
وللفنان فؤاد الفتيح طابع أسلوبي يميزه عن سائر الفنانين التشكيليين في بلادنا، حيث يستوحي في لوحاته الأصول التراثية، ولاسيما الخلفية الزخرفية والخطوط التجريدية التي تجسم التكوين الحسي والمرئيات البصرية للمناظر الأمامية دون الوقوع في مصيدة التشرنق في إطار التجريد الزخرفي.
ومع أن الفتيح يميل إلى استخدام الحبر الأسود «الصيني» في أغلب لوحاته، إلا أنه يمتلك قدرة إبداعية مذهلة على توزيع الظلال وإيجاد مستويات لونية متباينة عبر درجات مختلفة من مختلف الأحجام، وتمويج خطوط المربعات والمثلثات، وذلك لخلق عدة مستويات من الأبعاد من لون واحد استناداً على خلفية بيضاء، علماً أن الرسم الزخرفي الإسلامي يتسم بتمطح البعد الواحد. 
وتظهر هذه الأسلوبية المميزة في عدة لوحات مثل: لوحتي «حامل الغنمة» و«بائعة الفواكه». وقد بدأ الفتيح مؤخراً في استخدام الألوان الإكريلية « المائية واستعمال التشكيل اللوني في رسم الخطوط الزخرفية والمربعات للمزج بين الرسم واستعمال الفرشاة الملونة، كما تلاحظ في لوحة «فتاة الصحراء». ورغم أنه يطبع لوحاته الأصلية على الجرافيك، ولاسيما الليتوجراف، إلا أننا نلاحظ في لوحاته الاهتمام المركز بجزئيات تفصيلات العنصر التشريحي في التكوين التجسيدي للأشكال الأمامية، مع الاهتمام بعمومية البعد الزخرفي للخلفية والأبعاد الثانوية في اللوحة، وذلك للربط التشكيلي بين الخلفية الزخرفية للمنمنمات المتموجة وبين التجسيمي للبعد الأول، ويتجلى هذا في لوحتي «الريح» و«الطفل». 
كما يلاحظ اتسام لوحات الفنان الفتيح بالتوظيف التشكيلي لملامح بيئوية محلية يمنية، إذ تنفسح في أغلب لوحاته ملامح يمنية الوجوه والاكسسوار والزي والطراز المعماري، وهذا يظهر قدرة الفتيح على الالتقاط البصري والامتصاص الفني للمؤثرات المكانية والخصوصية البيئوية واختزانها والتعايش الداخل معها رغم اغترابه المكاني الطويل، وهذا يتضح في لوحة «العسكري».
وأخيراً نلاحظ عند الفتيح المنحى الواقعي في أعماله الفنية، بعيداً عن النقل الانطباعي الكربوني للمعطى الحسي، كما يظهر في لوحة «رقصة الدودحية».