حوار: أحمد عطاء / #لا_ميديا -

تبقى صعدة هي البذرة الأولى لجناح التحرر والمقاومة في اليمن روحا وأرضاً وأهلا، كذلك شعراؤها هم النواة الأساسية للشعر المقاوم. وفي شعرائها اندفاع وإبداع غريب كضيفنا الذي يشابه النمري في قصائده. كلما كتب، كتب بروحية الجهاد وتطبيقاً لمحتوى القضية ودفاعاً عن الحق. لذلك فهو شاعر مجاهد معاند صارخٌ في وجه الوصاية النتنة. قرأت له فأثلمني، والتقيته فملأني شعراً يمانياً خالصاً ينسكب باروداً حارقا خارقا لرؤوس مرتزقة العدوان الذين باعوا بلادهم بثمن بخس دراهم معدودة.. ولأنه من صعدة الحسين ومن أحفاد الهبل، أبدع وتغنى بزوامله العديد من المنشدين، فكان له دور بارز في تعزيز الصمود في قلوب المقاتلين والناس أجمعين.. وكان لزاما علينا التوقف في حوار معه، إنه الشاعر عماد العماد العملسي.
• الشاعر عماد أهلا وسهلا بك في صحيفة "لا".
- أهلا وسهلا بكم.

مواجهة الصلف العدواني
•  متى كانت أولى انطلاقاتك الشعرية؟
-  كنت أكتب الشعر منذ عام 2014، ولكن لم أكن أكتب قصائد جهادية، كتبت لسبيل الله في بداية انطلاق العدوان على بلادنا، وهاجت مشاعري أكثر عندما رأيت مجزرة الصالة الكبرى، حينها بدأت أشعر بكبر المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقي بتوظيف ما وهبني الله من موهبة في مواجهة الصلف العدواني.

أستمد التشجيع من المجاهدين
• من الذي شجعك ونمى فيك روح القصيدة؟
-  شجعني رؤية إخوتي من المجاهدين في الجبهات، ورؤية روح التفاني فيهم ومعنوياتهم العالية التي زادتني إيماناً وثقة بالله وتعلقاً بهذا المجال والمواصلة في هذا الطريق.

•  من هو قدوتك من شعراء الصمود؟
-  قدوتي كل شاعر سخر مشاعره أولاً لرضا الله ولنصرة المستضعفين في هذا الوطن الغالي الذي لو بذلنا كل ما نملك في سبيله فإنه قليل جداً.

مستقبل مزدهر
•  كيف تنظر إلى مستقبل الشعراء في هذه المرحلة؟
-  مستقبل مزدهر، على عكس ما كان سائداً فيما مضى، حيث كان الاهتمام مخصوصاً على من يمدحون ولاة الأمور بقصائدهم. أما نحن فإننا شعراء قضية ومبدأ نستظل بظل قيادة عظيمة، نشكر الله أنه جعلنا ممن يستظلون بظلها.

•  ما الذي قدمته إلى الآن كشاعر؟
-  من وجهة نظري لم أقدم شيئاً حتى الآن، وكل ما أتمناه هو أن يجعل الله كل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم ولرضاه.

تذكرني برفاقي الشهداء
•  ما هي القصيدة التي كتبتها وترددها باستمرار؟
-  هناك قصيدتان، القصيدة الأولى أقول فيها:
 إما تــوَرّدْها مــــع كل زيزوم
والّا فكب الهنجمة والـوقاحة
عَيْش المذلة عندنا شي معدوم 
ما له بقاموس النشامى مساحة
أما القصيدة الثانية فكنت قد كتبتها قبل فترة قريبة وتذكرني برفاقي الذين رحلوا إلى دار الخلود، وأقول فيها:
يا السنين العجافي تودي بس ما قد حصل كافي
قد كشفنا الخوافي وكفنا رجاجيل صبارة
علمهم علم وافي وصحبتهم نزاهة وانصـافي
ما ترقّـع كـوافي ولا هي لصحـب ناس بـوارة

الشاعر التائه
•  كشاعر ما الذي أضافه إليك العدوان؟
-  العدوان أيقظ الشاعر الحر المؤمن الصادق في داخلي، وقتل الشاعر التائه في أول مقذوف له على اليمن.

يسعدني التنكيل بالأعداء
•  ما هو الموقف الذي يسعدك كشاعر؟
-  يـسعدني حين أرى مشاهد تنكيل أبطالنا في الجيش واللجان الشعبية بأعداء الله، ويسعدني أيضاً ما يسجلونه من انتصارات في مختلف الجبهات، كما يسعدني حين تنطلق الصورايخ اليمانية الحيدرية، وحين تحلق طائراتنا المسيّرة وتضرب مملكة الإرهاب ومنظمة القتل غير المشروع.

لا نسعى للشهرة
•  ما هو سبب ظهور وبروز عدد بسيط من الشعراء إلى الواجهة رغم أن شعراء المسيرة بالمئات؟
-  نحن نسير في طريق "وقل اعملوا"، وبالتالي فإن الظهور بالنسبة لنا ليس هدفاً، وأصدقك القول بأنه لم يظهر إلا من يستحقون الظهور فعلاً.. فشعر عن شعر يفرق.

•  هل لديك زوامل منشدة؟
-  نعم لدي العديد من الزوامل التي تم إنشادها وبأصوات مختلفة.

"الشعبية" أكثر انتشارا
•  ما الفرق بين القصيدة الشعبية والفصحى؟ وأيهما أبقى من وجهة نظرك؟
-  القصيدة الشعبية يفهمها العامة وتصل إلى قلوبهم بسهولة، وهي حماسية أكثر من أن تكون سياسية، بينما الفصحى لا يستلذ بها إلا فصيح، وهي سياسية أكثر من أن تكون حماسية.. والفصحى كما نقول في لهجتنا "لك وللزمن".

•  هل تكتب القصيدة الفصيحة أيضا؟
-  لا، لا أكتب القصائد الفصيحة، وأكتفي بالقصائد الشعبية.

•  ما الذي ينقصك لتشرق أكثر؟
-  مهما عملنا ومهما كسبنا لانزال نحتاج الكثير والكثير.. فلا أحد يصل إلى مرحلة الكمال، فالكمال لله وحده.

نعمة الإبداع
•  ما هي رسالتك للشعراء الذين لازالوا يقفون الحياد؟
-  رسالتي لهم هي أن يتقوا الله ويحمدوه على ما وهبهم من نعمة الإبداع، ويستخدموها في طاعة الله ورضاه، لأنهم محاسبون عليها أمام الله.

•  هل هناك سؤال غفلت عنه وتود أن أسألكه؟
-  كفيت ووفيت أستاذي الكريم.

•  كلمة أخيرة تود قولها؟
-  كل الشكر والتقدير لهذه الصحيفة الرائعة، ولرئيس تحريرها وطاقمها المتفاني في عمله.