الأسير المحرر إسماعيل لقمان لـ «لا»: تم بيعي بـ ٧ آلاف ريال سعودي
- تم النشر بواسطة مارش الحسام / لا ميديا
قصص صمود ونضال في سجون العدوان
الأسير المحرر إسماعيل لقمان لـ «لا»: تم بيعي بـ ٧ آلاف ريال سعودي
مارش الحسام / #لا_ميديا -
حوّل أسرى الجيش واللجان الشعبية، أقبية وسجون العدوان السعودي إلى أيقونة ثبات ومكان للنضال، وتحت شعار الكرامة وبأمعاء خاوية وجروح نازفة خاضوا عدة معارك وكسبوها، وأرهقوا جلاديهم وضاق بهم السجان ونفد صبره وفشلت كل محاولاته وأساليبه القذرة في النيل من كرامتهم وكبريائهم والتي يحفظها الشعب اليمني المقاوم للعدوان.
عدد من الأسرى المحررين عادوا إلى أرض الوطن، ولكل منهم حكاية مع النضال، ويحل أحدهم وهو المجاهد إسماعيل لقمان، ضيفاً على صفحات صحيفة «لا».
بداية لو تعرف القراء بنفسك؟
- المجاهد إسماعيل علي محمد لقمان، من محافظة صنعاء، شاركت مع الجيش واللجان الشعبية منذ بداية العدوان، وتحركت إلى جبهة الحدود في شهر أبريل 2018م، وتم أسري بتاريخ 16/5/2018م، ومكثت في الأسر سنة و7 أشهر ونصف الشهر.
من أسرني وقع في الأسر
هل توجز لنا تفاصيل عملية أسرك؟
- تم الالتفاف علينا من قبل المرتزقة في منطقة الصوح بنجران، وأنا كنت في المقدمة مع أحد المجاهدين، ووجدنا أنفسنا محاصرين من ثلاث جهات، وكنا اثنين فقط، ومحاصرين من قبل ترسانة عسكرية وكتائب من المرتزقة، قاومناهم حتى انتهت الذخيرة، رفيقي استشهد وأنا أصبت، بعدها وصلوا إلى عندي وقاموا بالاعتداء علي وضربي وركلي وأنا جريح وكنت أنزف، ثم قاموا بسحبي مع استمرارهم في الضرب والركل، وأوصلوني إلى مستشفى نجران، وهناك تعرضت للضرب والتعذيب بدلا من العلاج، ومكثت هناك 6 أيام عند رداد الهاشمي، قائد ما يسمى محور الفتح الذي سقط في عملية «نصر من الله»، وللعلم عندما خرجت من الأسر وأثناء مشاهدتي للفيديو شاهدت ضمن الأسرى في وادي وجبارة أحد المرتزقة ممن قاموا بأسري.
كيف تعرفت عليه؟ هل كانت صورته محفوظة في ذاكرتك أم أنك تذكرته حين شاهدت الفيديو؟
- من يقوم بأسرك وتعذيبك لا يمكن أن تنسى شكله وملامح وجهه مدى الحياة.
7000 ريال سعودي
قلت إنه تم احتجازك 6 أيام في مستشفى نجران.. ثم ماذا بعد؟
- بعد أن مكثت 6 أيام في المستشفى، جاء ضابط سعودي يريد أن يشتريني من جنود المرتزقة، وكنت أنا وأسير آخر في عهدة أحد جنود المرتزقة الذي قام ببيعي للضابط السعودي بـ7000 ريال سعودي، والأسير الآخر تم بيعه بـ5000 ريال سعودي.
سعر طائفي
على أي أساس تم تحديد أسعاركم؟
- قالوا هذا هاشمي وهذا قبيلي. السعر طائفي.
بعد أن قام الضابط السعودي بشرائك إلى أين أخذك؟
- في سادس يوم من الأسر اشتراني ضابط سعودي، وعلى طول نقلوني إلى خميس مشيط، وكنا حينها في رمضان، وهناك استقبلوني بالضرب المبرح الذي طال كل أعضاء جسدي، وسال الدم من رأسي، وكما تشاهد هذه آثار وعلامات الضرب على قدمي، وهناك غيرها أكثر من 25 علامة موزعة على جسدي.
تعذيب يومي
هذه الآثار تبدو لو أنها بآلة حادة، بماذا تم ضربك؟
- كانوا يضربونني بأسلاك طفايات.
بعد حفلة الضرب التي استقبلوك بها ماذا كان مصيرك؟
- بعدها أدخلوني إلى زنزانة متر و20 في متر، واحتجزوني فيها لمده شهرين، ويوميا كنت أتعرض للضرب والتعذيب والتحقيق والصعق بالكهرباء، بعدها أخرجوني إلى العنبر رقم 3.
تعامل سادي
هلا تصف لنا الوضع في ذلك العنبر؟
- كان مليئاً بالقاذورات والفضلات، والتعامل معنا لو وصفناه بأنه لا إنساني فهذا الوصف قليل، أو حتى حيواني، وكانوا يسمحون لنا بالذهاب إلى الحمام مرتين في اليوم فقط، الساعة الـ10 صباحا كانوا يخرجوننا بالإهانة والضرب، ويسحبوننا مثل البهيمة، عاد البهيمة الواحد يرأف بها، وكنا نتوضأ للظهر والعصر والمرة الثانية ما بين المغرب والعشاء، بغير هذه الأوقات لا يسمح لك بالذهاب إلى الحمام نهائيا، لو تموت ما يسمح لك، ويقول لك الجندي تصرف في ثيابك في مرقدك في فراشك، وكان بعض السجناء يضطرون إلى قضاء حاجاتهم قرب مراقدهم، والبعض يتخلى عن بطانيته ويسخرها لهذا الغرض أو يستخدم فراشه. والجندي السعودي كان يحتفل بالنصر إذا شاهد بللاً في سروال أسير أو سجين.
4 ساعات نوم فقط
هل كنت تلتقي بالأسرى الآخرين؟
- كان معنا أسرى كثير في العنبر، ولكن لا تستطيع أن تكلمهم أو تقابلهم، ممنوع الكلام، وجهك للجدار على مدى 19 أو 20 ساعة، وممنوع تصدر أية حركة أو صوت أو تلتفت، وكانوا يسحمون لنا بالنوم لمدة 4 ساعات فقط، ويوقظوننا الساعة الـ4 فجرا ووجوهنا للجدار حتى منتصف الليل، 4 ساعات نوم و20 ساعة وجوهنا في الجدار، وكان كل أسير أو سجين في زنزانة انفرادية.
ممنوع الكلام
العنبر الذي كنت محتجزا فيه هل كان مخصصا لأسرى الجيش واللجان أم أنه كان مختلطاً؟
-رغم أننا أسرى حرب، مع ذلك تم وضعنا مع سجناء من المحششين ومهربي المخدرات وأصحاب سوابق إجرامية، ولا ندري إن كان البعض منهم أبرياء أو تهمهم كيدية، لأنه لم يكن يسمح لك بالحديث مع أي شخص رغم أنه يكون بجوارك 24 ساعة وتعيش معه شهوراً.
دخلوا صنعاء وذمار
أخبار الانتصارات أكيد كانت غائبة عنكم، ولكن هل كانت تصلكم أخبار مضادة هدفها هز معنوياتكم؟
- نعم كانت تصلنا الكثير من الأخبار، وكلها حرب نفسية، كانوا يقولون لنا دخلنا صنعاء، سيطرنا على صنعاء ذمار، وسقطت الحديدة، وصعدة محاصرة تحيط بها القوات من كل الاتجاهات، وغيرها من الأكاذيب التي كان هدفها هز معنوياتنا.
هل كنتم تصدقون بعضا من هذه الأخبار؟
- بالتأكيد لا، فهكذا أخبار لا يقبلها العقل ولا المنطق، لأن اليمن مقبرة الغزاة منذ مئات السنين.
انقلب السحر على الساحر
كيف تصف صمود الأسرى في السجون السعودية؟
- صمود أسطوري رغم التعذيب والضرب والتنكيل والإهانات والحرب النفسية التي كانت تواجهنا ظلت معنوياتنا ونفسياتنا كما هي وكأن شيئا لم يحصل، وكان هذا يثير جنون العسكر السعوديين، والحرب النفسية التي كانوا يستهدفوننا بها توجه لنا كنا نردها عليهم، وكل وسائلهم القذرة ضدنا صار لها مفعول عكسي، وكانت تنال من معنوياتهم هم، وكما يقال انقلب السحر على الساحر، وكانوا يقولون هؤلاء مش بشر لا نفع معاهم ضرب ولا تعذيب ولا...
هل كنت تسمع صوت انفجارات؟
- مرة واحدة سمعت الضربة الأخيرة حق الصاروخ في عيد الأضحى.
ماذا كنت تتوقع أن يكون مصيرك؟
- أنا كنت أعتبر نفسي الشهيد الحي، وأنتظر قضاء والله وقدره في أي وقت.
بلال اليمني
خلال بقائك لأكثر من سنة ونصف هل حدثت وفيات داخل العنبر في تلك الفترة؟
- نعم حدثت وفيات بين بقية المساجين، آخرها سجين يمني محبوس بتهمة تهريب قات، وحدث ذات مرة أن قام من مكانه، والعسكري السعودي قال له يا حيوان ليش تتحرك من مكانك، رد عليه السجين أنا إنسان ولست حيواناً.
بعدها جاء العسكر السعوديون وقاموا بتكبليه وتعليقه وضربه، وكانوا يقولون له قل أنا حيوان، فكان يرفض ويرد عليهم أنا إنسان، واستمروا في ضربه وهم يقولون له: قل إنك حيوان وسنتوقف عن ضربك، ولكنه رفض ومات من شدة الضرب، وكان يقول أنا إنسان حتى لفظ أنفاسه.
هل كان يتم إخضاعكم لدورات أو محاضرات عقائدية؟
- لا، ولكن كان هناك استفزازات ومضايقات من الجنود أثناء أدائي للصلاة، الجندي السعودي يسبني وأنا أصلي ليش تجهر ببسم الله قبل الفاتحة، ليش ما تنطقها سرا، كان يسبني بألفاظ نابية، وليش ما تقول آمين، وليش تسربل.
متى عرفتم أو تم إخباركم بأنه سيتم إطلاق سراحكم؟
- عرفنا يوم إطلاق سراحنا.
هل لاحظتم تغييرا في معاملتهم قبل أسبوع أو أسبوعين مثلاً من إطلاق سراحكم؟
- المعاملة لم تتغير، ولم نلحظ شيئا، تعرضت للضرب والتعذيب طوال سنة و7 أشهر، وقبل إطلاق سراحنا بحوالي أسبوعين نقلوني إلى سجن جديد، ونفس المعاملة، وهناك كانوا يعطون الأسرى دهانات للجسم.
دهانات تخفي جرائم التعذيب
ما نوع تلك الدهانات؟
- الدهانات تزيل البشرة الميتة من آثار التعذيب، وترمم الجلد، تعمل على إزالة آثار الجروح والندبات، لكنها لم تزل كل الآثار مثل هذه الموجودة على جسدي.
كلمة أخيرة؟
-أوجه رسالة للعدوان أقول فيها: إننا صامدون وأسركم لنا وتعذيبكم لنا زادنا ثقة بالله وعزيمة، وإن شاء الله نحن قادمون لجبهات الكرامة والعزة، وسنأتيكم فاتحين.
المصدر مارش الحسام / لا ميديا