أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي، اليوم الأحد، إن أمريكا أصبحت اليوم أضعف مما كانت عليه منذ عام 1963، لكنها أكثر وحشية ووقاحة.

وأضاف السيد الخامنئي أن البعض يحرف حقائق التاريخ ويعتبر أن الخلاف مع أمريكا يعود إلى تسخير وكر التجسس الأمريكي (السفارة الأمريكية السابقة في طهران) (عام 1979) فيما أن الخلاف بين الشعب الإيراني والحكومة الأمريكية يمتد إلى مؤامرة 19 أغسطس عام 1953 ( الانقلاب على حكومة مصدق المنتخب ديمقراطيا) وما قبلها، حيث أنهم فرضوا نظام فاسد وعميل على الشعب الإيراني.

وقال في كلمة له خلال استقبال الآلاف من طلبة المدارس والجامعات، أن أمريكا منذ نوفمبر 1963، عندما قام نظامها العميل في إيران، بنفي إمامنا العزيز (الامام الخميني) حتى نوفمبر 2019، لم تتغير؛ أمريكا هي هي لم تتخلى عن طبيعتها الوحشية وممارساتها الدكتاتورية على الصعيد الدولي، وما زالت تتصف بالشر والتهديد للآخرين.

وأضاف: بعد الثورة، وحتى اليوم، فإن السياسات الأمريكية تجاه إيران كانت تتمثل جميعها بفرض العقوبات والتهديدات والتصريحات الوقحة وأثارة المشاكل والتدخل.

وأشار السيد الخامنئي إلى أن أمريكا فعلت كل ما في وسعها في السنوات الـ41 الماضية، من العداء ضد الشعب الإيراني المتمثلة بالحظر والتهديد والإساءة واختلاق المشاكل والسعي للتغلغل، مضيفا أن أهم رد لنا أمام عداء أمريكا هو قطع الطريق أمام تغلغلها السياسي من جديد.  

 

وقال قائد الثورة الإسلامية في إيران، في جزء آخر من الخطاب: إن إحدى طرق منع النفوذ الأمريكي هي منع المفاوضات، هذا بالطبع، صعب للغاية بالنسبة لأمريكا، أمريكا المتغطرسة، التي تمن على قادة الدول الأخرى بالجلوس معهم والتحدث إليهم، تصر منذ سنوات على التفاوض مع قادة إيران، وإيران ترفض، هذا يعني أن هناك أمة ودولة في العالم لا تخضع للقوة الديكتاتورية الأمريكية.

وأضاف سماحته أن البعض يعتقد أن التفاوض يحل مشاكل البلاد، هذا خطأ كبير؛ إنه خطأ مائة بالمائة.

ونوه السيد الخامنئي، إلى أن الجانب الآخر يرى أن قبول إيران للمفاوضات، بمثابة خضوع الجمهورية الإسلامية ويريد أن يثبت أننا "تمكنا من تركيع إيران" ويريد أن يثبت أن سياسة الضغوط القصوى كانت صائبة ومن ثم لن يقدم أي تنازلات.

وفي إشارة إلى محاولات امريكا العقيمة للقضاء على القوة الدفاعية الصاروخية الإيرانية أو الحد منها، مضيفا نمتلك اليوم وبفضل الباري تعالى وبجهود شبابنا، صواريخ دقيقة يصل مداها إلى 2000 كيلومتر يمكنها ضرب أي هدف بخطأ بسيط جدا متر واحد فقط.

وقال سماحته: لو قبلنا بالمفاوضات، لطرح الأمريكيون موضوع الصواريخ ولقالوا، على سبيل المثال، إن الصواريخ الإيرانية يجب أن يبلغ مداها 150 كم كحد أقصى، ولو قبل المسؤولون الإيرانيون ذلك، لكان تدميرا لبلدنا، وإذا لم يوافقوا فإننا سوف لن نحصل على أي شيء أي العودة إلى المربع الأول.