شبوة/ خاص -

صلى أهالي مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة المحتلة، اليوم الجمعة، صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً في جميع مساجد المدينة، واكتفى جموع المصلين بصلاة الخوف دون إقامة شعائر الجمعة المعتادة. 
جاء ذلك بعد مواجهات عنيفة شهدتها المدينة في الليلة السابقة إثر اندلاع المعارك بين مرتزقة ومليشيا الاحتلال السعودي ـ الإماراتي في شوارع مدينة عتق، وعدد من مناطق مديريات محافظة شبوة، سقط خلالها قتلى وجرحى وخلفت هلعا شديدا بين سكان المحافظة.
وتوقفت المعارك بين فصائل مرتزقة العدوان في مدينة عتق بعد سيطرة قوات العميل عبد ربه منصور هادي على المدينة وطرد مليشيا المجلس الانتقالي منها.
في حين أرجع المرتزق الموالي للإمارات هاني بن بريك، الذي يشغل منصب نائب رئيس ما يعرف بالمجلس الانتقالي، توقف المعارك المسلحة بمدينة عتق إلى ما أسماه "احتراماً للتحالف بقيادة السعودية والاكتفاء بالتأديب الذي حصل.
وأعلنت القوات الموالية لحكومة المرتزقة انتصارها على مليشيا المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات، ودعت بقية قوات المجلس إلى الانضمام لما وصفته بصف الوطن، وقالت إنها تمكنت من تأمين مدينة عتق وطريق مأرب ـ شبوة من العناصر الخارجة عن القانون.
وقالت مصادر محلية إن الاشتباكات أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين وتدمير عدد من الآليات العسكرية.
وفي السياق ذاته، قالت مصادر "لا" إن المرتزق علي محسن الأحمر وجه بتحريك قوات من مليشيا حزب الإصلاح و"القاعدة" في مأرب والجوف نحو محافظة شبوة لتعزيز السيطرة عليها، خصوصاً وقد باتت شبوة تشكل خط التهريب الرئيسي للمرتزق الأحمر بعد فقدانه خط الساحل الغربي بفضل تضحيات أفراد الجيش واللجان الشعبية.
وفيما تبادل مرتزقة ومليشيا الاحتلال الاتهامات ضد بعضهم البعض بتفجير الوضع في محافظة شبوة النفطية، وادعاء كل طرف بسط سيطرته عليها بعد معارك ضارية وحرب شوارع، أكدت مصادر عسكرية وصول قوات عسكرية كبيرة من مليشيا النخبة الشبوانية إلى عتق، بعد فشل وساطة لجنة الاحتلال السعودي بإقناع مرتزقة اللواء 21 ميكا والقوات الخاصة وعناصر "الإخوان" القادمة من بيحان الانسحاب من مدينة عتق. 
وأشارت المصادر إلى أن قيادات "الانتقالي" دفعت، اليوم الجمعة، بتعزيزات ضخمة نحو تخوم مدينة عتق، مما ينذر بتجدد المواجهات خلال الساعات القادمة.
وأكدت المصادر أن حشودا عسكرية كبيرة لمليشيا النخبة الشبوانية، تعد الأولى من نوعها، تحركت من منطقة الجابية نحو مدينة عتق استعدادا لحسم المعركة.
وقال إن قوات النخبة أوقفت معاركها "‏احتراما للتحالف بقيادة السعودية والالتزام التام بالتهدئة والنظر في الحلول والاكتفاء بالتأديب الذي حصل".
وأضاف: "وفي حال تكرار الاعتداء والتحشيد من حزب الإصلاح الإرهابي فلن نقف نتفرج. وذلك التزام قطعناه على أنفسنا أمام شعبنا، وسيهب الجنوب كله لشبوة".
وأشار إلى أنه "بينما كان وفد المجلس الانتقالي في السعودية تلبية للدعوة الحوار، افتعل من لا يريد للزيارة النجاح تحرشات بنقاط النخبة الشبوانية لتجد نفسها مضطرة للدفاع عن نفسها"، داعيا إلى "إرسال لجنة لتقصي الحقائق ومعرفة من المتسبب بتفجير الوضع هناك".
من جهة أخرى، قالت مصادر في مديرية بيحان إن قوات عسكرية وآليات عسكرية ضخمة تابعة لحكومة المرتزقة وعناصر حزب الإصلاح شوهدت، اليوم الجمعة، وهي تتحرك من مديرية بيحان في طريقها إلى عتق.
فيما كشفت مصادر محلية في مدينة عتق عن وصول قوات سعودية في مدرعات وآليات مختلفة إلى محافظة شبوة وتمركزت في مطار عتق، وسط مخاوف لدى المواطنين من تحركات قوات الاحتلال السعودي في عدن وشبوة والتي تسعى من خلالها إلى بقاء قواتها مسيطرة على هذه المدن والمحافظات كما فعلت في المهرة حيث تسيطر على كل المنافذ والموانئ.
وبحسب مراقبين فإن مواجهات مليشيا الاحتلال ومرتزقته في المحافظات الجنوبية المحتلة ليست فقط رغبة إماراتية واستغلالها لطموحات الجنوبيين عبر دعمها المجلس الانتقالي الجنوبي في التمدد في عدن أو أبين أو شبوة، بل هو مخطط لدول الاحتلال في إطار تفاهمات بينها لتحريك أدواتها الجنوبية في الجنوب، للتخلص من مرتزقتها من القيادات العسكرية في حكومة المرتزقة والإجهاز على طموحات مرتزقة "الإخوان" الذي تعده أبوظبي العدو اللدود لها.
وقال عدد من المتابعين إن ما يجري في مدينة عتق يعد امتداداً لإسقاط مليشيا الانتقالي لمحافظتي عدن وأبين وبداية لمعركة تصادمية مع قوات الإصلاح في المناطق النفطية الواقعة تحت سيطرة جنرالات الحرب وعملاء الاحتلال ومرتزقته من قوات العميلين على محسن الأحمر وهاشم الأحمر.
وتسعى دولتا الاحتلال للسيطرة على كافة حقول النفط ومنشآت إنتاجه وتصديره، تحت ذريعة مكافحة الإرهاب. وتحتوي شبوة على خمسة قطاعات إنتاجية و11 قطاعاً استكشافياً و7 قطاعات أخرى، بالإضافة إلى ميناء بلحاف للغاز الذي تم تحويله إلى قاعدة عسكرية للاحتلال.